حسام زكي: الربط الكهربائي العربي ضروري والدول تسعى لزيادة حصة الطاقة المتجددة

منذ 2 ساعات
حسام زكي: الربط الكهربائي العربي ضروري والدول تسعى لزيادة حصة الطاقة المتجددة

مع تصاعد الأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط، أصبحت قضية الطاقة المستدامة ذات أهمية متزايدة كجزء من استراتيجية أوسع لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. ولذلك، يأتي أسبوع الطاقة المستدامة في القاهرة في وقت حرج حيث تواجه المنطقة تحديات تتعلق بالصراعات المستمرة التي تزيد من الضغط على الموارد والطاقة.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية أعمال الدورة الثانية لأسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، الذي بدأت فعالياته اليوم في القاهرة، كمنصة لتعزيز التعاون العربي في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وبدأ السفير حسام زكي، نائب الأمين العام ورئيس مكتب الأمين العام، كلمته بالقول: “يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونضع حداً لسلوك الاحتلال الإسرائيلي قبل فوات الأوان”.

وأشار السفير زكي إلى نجاح النسخة الأولى من الأسبوع الذي أقيم العام الماضي، مضيفا أن النسخة الثانية هي استثمار في هذا النجاح. وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، تتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي.

 

وأوضح السفير زكي أن استدامة الطاقة عنصر حاسم في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الدول العربية تبذل جهودا متزايدة لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة. وناقش أربعة أمثلة رئيسية، بما في ذلك مصر، التي تهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42٪ بحلول عام 2035، والإمارات العربية المتحدة، التي تهدف إلى مضاعفة القدرة على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. وهدف المملكة العربية السعودية هو زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء كجزء من رؤية 2030.

 

أهمية التعاون الإقليمي

وشدد السفير زكي على أهمية الربط الكهربائي العربي الشامل، معتبراً إياه محوراً أساسياً لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي في قطاع الكهرباء. كما أعرب عن سعادته بالإعلان عن اعتماد اتفاقيات السوق العربية المشتركة للكهرباء والتي تعكس التقدم في بناء سوق عربي متكامل للطاقة.

ودعا السفير زكي إلى توحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات المشتركة، وشدد على ضرورة العمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة وضمان أمن الطاقة في المنطقة. ويمثل أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة خطوة حاسمة نحو تحقيق هذه الأهداف ويعكس الالتزام العربي بالابتكار والتعاون في مواجهة الأزمات.

الطاقة الشمسية والابتكار

من جانبه، قال السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط: “لدينا القدرة على جعل البحر الأبيض المتوسط رائداً عالمياً في مجال الطاقة المستدامة وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة بتصميم ووحدة”. يهدف هذا الحدث إلى تعزيز التحول والاستدامة في قطاع الطاقة.

وأشار كامل في كلمته إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط هي في طليعة جهود التحول في مجال الطاقة بفضل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقنيات احتجاز الكربون، مما يؤكد التزام المنطقة بالابتكار والتعاون. كما أكد أن المؤتمر العالمي للطاقة والبيئة ليس مجرد حدث، بل هو منصة ديناميكية للحوار والعمل تعكس الالتزام العالمي بالتصدي لتحديات الطاقة المستدامة.

وأضاف أن تكامل منتدى الطاقة والمناخ الرابع الذي سيعقد غدا، يزيد من عمق المناقشات ويتيح الفرصة لتحويل الحوار إلى عمل، مع التركيز على تعزيز التعاون بين المؤسسات المالية والجهات المحلية.

وأوضح كامل أن التحديات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه تمثل فرصة للبحر الأبيض المتوسط لقيادة الطريق في تغيير المشهد الإيجابي، وشدد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي من أجل التنمية المستدامة.

وشدد على ضرورة تسريع جهود إزالة الكربون وتطوير حلول التمويل الأخضر، مع التأكيد على أهمية الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات لضمان استفادة جميع المجتمعات من تحول الطاقة.

وشدد الأمين العام على أن الظروف المناخية القاسية في المنطقة هي مؤشر واضح على الحاجة الملحة للعمل، وذكر أن الاتحاد ملتزم بالنهوض بأجندة البحر الأبيض المتوسط في مجال الطاقة والعمل المناخي، مؤكدا أن “لدينا ويجب علينا أن نجعل منطقة البحر الأبيض المتوسط رائدة على مستوى العالم في مجال الطاقة المستدامة و”نغتنم هذه الفرصة بتصميم ووحدة”.

 

الحل الأمثل

من جانبه قال المهندس أحمد الدوسري رئيس مجلس أمناء المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة: «علينا أن نتحرك بجرأة لحل مشاكل التغير المناخي وتحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة». وشدد على أننا بحاجة ماسة إلى التحرك نحو ثاني أكسيد الكربون – العمل نحو اقتصاد فقير يشجع الاستثمار في الطاقة المتجددة ويزيد من كفاءة الطاقة.

 

وأعرب الدوسري عن أمله في أن تكون الجلسات مليئة بالمناقشات الجادة حول التحديات المتعلقة بتحول الطاقة في المنطقة. وناقش موضوعات مهمة مثل توليد الكهرباء من المصادر المتجددة والنظيفة والربط الكهربائي والهيدروجين الأخضر، فضلا عن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لخطط وبرامج الطاقة.

وأشار الدوسري إلى أن أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة سيركز على الحلول المبتكرة والتعاون المشترك لتعزيز ممارسات الطاقة المستدامة في المنطقة. كما أعرب عن سعادته باستضافة النسخة الرابعة من “منتدى أعمال الطاقة والمناخ” الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط، والذي يهدف إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في استراتيجيات تحويل الطاقة والمناخ.

وأوضح أن الحدث يتضمن 30 جلسة حوارية يشارك فيها 150 متحدثاً من بينهم صناع السياسات وخبراء الطاقة، مما يجعله منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات.

وأكد الدوسري أن تنظيم هذا الأسبوع يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة تحول الطاقة العالمية، مما يطرح تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة. وشدد على أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة هذه التحديات، خاصة في مجال الهيدروجين الأخضر الذي يشهد اهتماما متزايدا في المنطقة.

 

ويتم تنفيذ فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز، بما في ذلك جامعة الدول العربية، والاتحاد من أجل المتوسط، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، مع قام ممثلون رفيعو المستوى بمشاركة كبار ممثلي قطاع الطاقة.


شارك