القوة الضاربة للدول العظمى.. ماذا نعرف عن حاملات الطائرات في ذكرى ظهورها الأول؟

منذ 6 شهور
القوة الضاربة للدول العظمى.. ماذا نعرف عن حاملات الطائرات في ذكرى ظهورها الأول؟

يصادف اليوم 27 ديسمبر الذكرى الـ 102 لإطلاق أول حاملة طائرات في العالم. ولم يكن قادة الجيش يعلمون في ذلك الوقت أن هذا السلاح سيكون له مثل هذه الأهمية. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت حاملات الطائرات مقياسا لقوة الدول وقدرتها على ردع الخصوم.

تعتبر حاملات الطائرات سادة البحر والجو، وهي السلاح الذي أصبح خليفة البوارج والمدمرات ومهّد الطريق لاستخدام الطائرات المقاتلة والقاذفات الاستراتيجية، لتتنافس الدول على حاملات طائراتها الخاصة في التوسع سيطرتهم على البحار والمجال الجوي.

وتسرد «الشروق» أهم المعلومات عن حاملات الطائرات وتاريخها وكيفية عملها، نقلا عن مواقع How Staff Works Works، وPublic Mechanics، وThe Times، وCNN.

قبل عصر الناقلات

استخدم النمساويون السفن ذات البالونات الحارقة في منتصف القرن التاسع عشر، بينما استخدم الأمريكيون حاملات البالونات للمراقبة، واستخدمت هذه الحاملات أيضًا للمراقبة في الحرب العالمية الأولى.

حاملات الطائرات العائمة هي أصل فكرة حاملة الطائرات. في عام 1910، اخترع الفرنسيون الطائرات المائية التي تقلع من وضع السباحة وقاموا ببناء حاملة خاصة لها تسمى فوتييه.

ورغم أن الفرنسيين هم مخترعو حاملة الحوامات العائمة، إلا أن اليابانيين كانوا أول من شنوا هجومًا ناجحًا بها، حيث هاجموا الأسطول الألماني بالحاملة ويكيما في عام 1914.

حاملة الطائرات والعبقرية اليابانية

اليابان هي أول من أطلق أول حاملة طائرات، مصممة لإطلاق الطائرات المقاتلة التقليدية من سطح السفينة بدلا من الماء مثل الحوامات العائمة. وكانت حاملة الطائرات “هاشو” هي الأولى عندما ظهرت إلى النور في 27 ديسمبر 1922، إيذانا بميلاد سلاح استراتيجي جديد.

ولعبت معاهدة واشنطن لعام 1922، التي دعت إلى تقليص حجم السفن الحربية لمنع سباق التسلح، دوراً في ميل العديد من الدول إلى تحويل سفنها الحربية غير المكتملة إلى حاملات طائرات، والتي كانت أصغر حجماً ويُسمح بامتلاكها نظراً لمواصفاتها. قلة الخطر في نظر الدول في ذلك الوقت.

سيدة الحرب العالمية الثانية

ووقفت حاملات الطائرات، بحجمها الصغير، إلى جانب البوارج والمدمرات في الوقت الذي كانت فيه ألمانيا النازية تمتلك البارجة بسمارك، وكانت البحرية الإمبراطورية اليابانية تمتلك المدمرة الكبيرة ياماموتو، الأكبر في العالم.

أصبح العالم على دراية بالتهديد الذي تشكله حاملات الطائرات في ديسمبر/كانون الأول عام 1941، عندما هاجمت القاذفات اليابانية من حاملات الطائرات ميناء بيرل هاربور الأمريكي، فدمرت معظم الأسطول الأمريكي في ضربة مدمرة وجهها الجيش الياباني، الذي تجاهل المعرفة بفاعلية حاملات الطائرات. حاملات الطائرات في الهجوم: هجمات على حاملات الطائرات الأمريكية من شأنها أن تغير مجرى الأمور فيما بعد.

وتجاهل اليابانيون الهجوم على حاملات الطائرات الأمريكية واعتمدت عليها البحرية الأمريكية في معاركها مع اليابان. وفي التاريخ العسكري، وقعت أول معركة لحاملات طائرات بين أمريكا واليابان في بحر المرجان، انتصرت فيها حاملات الطائرات الأمريكية، لكنها سرعان ما تمكنت من تدمير الأسطول الياباني بعد أسابيع في معركة ميدواي.

عصر هيمنة حاملات الطائرات

بعد أن انقشع غبار الحرب العالمية الثانية، أدركت الدول مدى فعالية حاملات الطائرات، وهكذا بدأ السباق لامتلاك أكبر عدد وحجم من حاملات الطائرات. حاليًا، تمتلك أمريكا وروسيا والهند والصين وفرنسا حاملات طائرات خارقة. حاملات طائرات كبيرة حول العالم، بينما تمتلك 6 دول أخرى حاملات طائرات هليكوبتر أصغر، ومصر إحدى هذه الدول التي تمتلك حاملة طائرات ميسترال.

كيف يعمل وكلاء الشحن؟

وتتمثل المهمة الأساسية لحاملات الطائرات في نقل الطائرات العسكرية لمسافات طويلة عبر البحار، والتي يصعب على الطائرات تغطيتها بسبب نقص الوقود. أهم جزء في بناء حاملة الطائرات هو رصيف الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك هناك الجزيرة التي بها برج المراقبة وجسر السفينة والتي تكون بمثابة مناطق للتحكم في أنشطة الطائرات.

وتنطلق الطائرات من سطح حاملة الطائرات باستخدام منجنيق يضخ البخار بقوة أسفل الطائرة، ويتم تثبيته بمعدات خاصة. وبمجرد تحريرها من التثبيت، تقلع بقوة، لكن روسيا والصين تستخدمان طريقة أبسط، وهي مسار الانزلاق، حيث تكتسب الطائرة زخمًا من حركة الانزلاق القوية لتطير بعيدًا عن الحاملة.

حاملات الطائرات وخدمة الاستعمار

ولعبت حاملات الطائرات دورًا بارزًا في جهود القوى العظمى لتعزيز سيطرتها على مستعمراتها وعمليات التحرير القتالية. ومن أشهر هذه الحوادث استخدام البحرية الملكية لحاملات الطائرات في حرب العدوان الثلاثي لمهاجمة بورسعيد. حيث أقلعت الطائرات البريطانية من أعلى حاملات الطائرات هذه لتطلق الصواريخ على المصريين، وتكرر الأمر في غزو العراق عام 2003، عندما استخدم الجيش الأمريكي حاملات الطائرات في الخليج كمنصات انطلاق للقاذفات التي دمرت العراق. .

مصر في سباق حاملات الطائرات

واستطاعت مصر استغلال فرصة ذهبية عندما انسحبت فرنسا من بيع طائرتين من طراز ميسترال لروسيا بسبب غزو شبه جزيرة القرم، واشترت حاملتي الطائرات بنحو مليار دولار. كل من جمال عبد الناصر وأنور السادات ميسترال. وفي عام 2016 وصلت مروحيات ميسترال إلى مصر وتم استقبال كل منها بمراسم مهيبة وإجراء مناورات عسكرية لاستعراض قدراتها. ورست السفينة ميسترال لاحقًا في ميناء الإسكندرية بواسطة السفن البحرية التابعة للجيش المصري.


شارك