«صيدنايا».. «مسلخ بشري» يفضح إجرام النظام

بعد سقوط نظام بشار الأسد، أصبح سجن صيدنايا بريف دمشق، المعروف باسم “المسلخ البشري”، محط أنظار السوريين، حيث توافد الأهالي إلى السجن أملاً في العثور على أحبائهم الذين فقدوا بسبب الحرب. أشهر أو حتى عقود، في مشهد يجسد عقوداً من المعاناة والتعذيب.
الأمل بين الأنقاض
وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على السجن وتحرير مئات السجناء من الزنازين العليا. إلا أن الأقبية والأقبية المظلمة ظلت منسية بعد فرار الحراس والمسؤولين الذين كانوا يعرفون مداخل هذه الأماكن السرية. وأظهرت الصور التي انتشرت محاولات حثيثة لفتح أبواب الأرضيات المظلمة، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والذهول بين الناجين وذويهم.
مأساة مستمرة
ورغم الجهود المتواصلة، أكدت التقارير أن المئات من المعتقلين ما زالوا محتجزين في ظروف غير إنسانية تحت الأرض، حيث لا توجد مداخل أو معرفة للوصول إليهم. وأظهرت مقاطع فيديو رجالاً مسلحين يكسرون أقفال الزنازين، فيما شكل احتضان الناجين لأحبائهم لحظات فرح غامرة.
رمز قمع النظام
ويعتبر سجن صيدنايا، الذي بُني عام 1987 في عهد حافظ الأسد، رمزاً للقمع الذي مارسته الأنظمة السورية المتعاقبة. وفي عام 2017، وثقت منظمة العفو الدولية إعدام ما يقرب من 13 ألف سجين سياسي بين عامي 2011 و2015، مما يجعلها واحدة من أبرز سمات الجرائم ضد الإنسانية في سوريا.
واقع مرعب
تبلغ مساحة السجن 1.4 كيلومتر مربع، ويضم “السجن الأحمر” و”السجن الأبيض”، وتحيط به عدة مستويات أمنية. وأكدت الأبحاث وجود غرف إعدام جماعية، حيث كان يتم إعدام العشرات أسبوعياً بينما يتم دفن الجثث في مقابر جماعية أو حفظها مؤقتاً في الملح.
بعد الخريف
مع انهيار نظام الأسد، بدأ السوريون بالكشف عن أحد أحلك الفصول في تاريخهم. صيدنايا، رمز الظلم والقمع، أصبحت شاهدة على نهاية حقبة مظلمة وبداية أمل جديد لسوريا.