“مجلس النواب يوافق على مشروع قانون تنظيم إدارة أملاك الدولة – خطوات جديدة نحو تحسين الإدارة المالية”

وافق مجلس النواب، برئاسة المستشار القانوني الدكتور حنفي الجبالي، على جميع مواد مشروع القانون المقدم من الحكومة لإقرار قانون بشأن قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة، بالإضافة إلى مشاريع القوانين المقدمة من النواب محمد الحسيني، ومحمد سعد الصمودي، وأيمن أبو العلا، وأكثر من 60 نائباً آخرين في نفس الموضوع.
أرجأ مجلس النواب الموافقة النهائية على مشروع القانون، بعد أن طلب محمود فوزي، وزير الاتصال البرلماني والقانوني والسياسي، تأجيل الموافقة النهائية عليه، لحين انتهاء رئيس الوزراء من دراسة بعض التعديلات.
استعرض المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الحكم المحلي بمجلس النواب، تقرير اللجنة، وأشار إلى أن ظاهرة التعدي على أملاك الدولة الخاصة ظاهرة قديمة تؤرق أجهزة الدولة منذ عقود.
قال: في هذا الصدد، أصدرت الحكومة عدة قوانين تُنظّم أحكام التصرف في أملاك الدولة الخاصة، كان آخرها القانون رقم 144 لسنة 2017، بشأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة، الصادر في 22 يوليو 2017. وكان الهدف منه تنظيم حق الدولة في التصرف في أملاكها الخاصة أسوة بالأفراد، وتنظيم أوضاع المواطنين المالكين لها، ومكافحة ظاهرة التعديات على أملاك الدولة الخاصة، وفقًا لبعض القواعد والإجراءات التي وضعها.
أوضح السجيني أنه في 14 ديسمبر 2017، صدر قرار مجلس الوزراء رقم 18 لسنة 2017، الذي حدد أحكام تطبيق هذا القانون، متضمنًا الضوابط والشروط المنصوص عليها في المادة الثانية منه. وبناءً عليه، تلقت الجهات الإدارية المختصة طلبات المواطنين الراغبين في تسوية أوضاعهم لمدة ثلاثة أشهر. وبعد هذه المدة، أصدر مجلس الوزراء قرارًا آخر بتمديد المهلة من 14 مارس 2018 إلى 14 يونيو 2018.
وأكد رئيس لجنة الحكم المحلي بمجلس النواب أن التطبيق العملي لهذا القانون ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم 18 لسنة 1970 أثبت عجزه عن معالجة المشكلة وتقديم الحلول الجذرية، حيث توجد العديد من النواقص والعقبات في تطبيق أحكامهما.
قال: “على سبيل المثال لا الحصر، نذكر بطء عمليات التفتيش، وارتفاع رسوم التحقيقات والتفتيش، وتقديم الشكاوى للجنة نفسها المسؤولة عن اتخاذ القرار. يضاف إلى ذلك السلوك التعسفي والمبالغ فيه للجان تقدير أسعار أملاك الدولة الخاصة. وقد أدى ذلك إلى عزوف المواطنين عن طلب تصحيح أوضاعهم أو مواصلة الإجراءات في القضايا المرفوعة بموجب اللوائح، وكذلك إلى انتهاء المهلة المحددة لتطبيق اللوائح”.
وأشار إلى أن مشروع القانون المقدم من الحكومة يواصل جهود الدولة للحفاظ على ممتلكاتها العامة والخاصة تنفيذاً للالتزام الدستوري المنصوص عليه في المادة (33) من الدستور وتحقيق الاستقرار في ملكية أملاك الدولة الخاصة، نظراً لانقضاء المهلة المحددة لتقديم طلبات تقنين الملكية المقررة بالقانون رقم 144 لسنة 2017 بشأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة منذ أكثر من خمس سنوات، ولصعوبة أو استحالة تنفيذ قرارات الإخلاء في بعض الحالات، وارتباط بعض حالات تقنين أوضاع مالكي أملاك الدولة الخاصة بتسوية بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعهم وفقاً لأحكام البند (7) من المادة (2) من القانون رقم (187) لسنة 2023 بإصدار قانون تسوية بعض مخالفات البناء وتسوية أوضاعها، حيث أن المادة (2) خولتها الجهة الإدارية بفحص مخالفات البناء وفقاً لبعض الضوابط، ومنها البند (7) الذي ينص على: “البناء على الأراضي المملوكة للدولة في حال الموافقة على طلب تقنين الملكية وفقاً للقوانين ذات الصلة.”
أكد السجيني أن مشروع القانون الجديد يُنظّم قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة، ويتيح للمتعدين فرصةً لتسوية أوضاعهم إذا توافرت الشروط اللازمة. وإذا تعذر، لأي سبب من الأسباب، تسوية أوضاع المتعدي أو إزالة المخالفة مؤقتًا، تُلزم الجهة الإدارية بتحصيل رسم من المتعدين حتى تتم إزالة المخالفة نهائيًا.
وأشار إلى أن لجنة استرداد أراضي الدولة التي أنشئت بموجب القرار الجمهوري رقم 57 لسنة 2016 تتولى متابعة عمل الجهات بشأن تنفيذ أحكام هذا القانون وإعداد تقارير نصف سنوية ترفع إلى رئيس الجمهورية.