ماجدة الرومي تُجثو أمام فيروز في عزاء زياد الرحباني.. مشهد إنساني يُشعل مواقع التواصل ويقسم الآراء

منذ 8 ساعات
ماجدة الرومي تُجثو أمام فيروز في عزاء زياد الرحباني.. مشهد إنساني يُشعل مواقع التواصل ويقسم الآراء
ماجدة الرومي

شهدت بلدة بكفيا اللبنانية حدثًا إنسانيًا بارزًا، بعد ظهور الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي خلال مراسم عزاء الموسيقار زياد الرحباني، نجل الفنانة الكبيرة فيروز. وأثار تصرف الرومي لحظة لقائها بفيروز مشاعر واسعة في الأوساط الفنية والجماهيرية، حيث ظهرت في فيديو وهي تجثو على ركبتيها أمام فيروز، وتُقبل يديها وتبكي بحرقة، في مشهد التقطته عدسات الحاضرين ووصفه كثيرون بـ"الاستثنائي".

هذا المشهد الذي سرعان ما تصدّر التريند في لبنان وعدد من الدول العربية، اعتبره البعض علامة على الوفاء والاحترام، بينما أثار تساؤلات لدى آخرين حول الخصوصية وحدود التعبير عن المشاعر في المواقف الحزينة.

تفاصيل لحظة اللقاء بين ماجدة الرومي وفيروز

وفقًا لما تداولته وسائل إعلام لبنانية وعربية، فقد دخلت ماجدة الرومي مراسم العزاء وهي في حالة تأثر واضحة، وحين رأت فيروز، جثت على الأرض أمامها، ووضعت حقيبتها جانبًا، ثم انحنت لتقبيل يديها، في مشهد عبّر عن محبة عميقة وامتنان تاريخي.

المشهد لم يكن مجرد لحظة عاطفية عابرة، بل بدا وكأنه إعادة اعتراف بمكانة فيروز في وجدان كل فنان لبناني وعربي، وخاصة من الجيل الذي نشأت فيه الرومي، حيث شكلت فيروز رمزًا فنيًا وإنسانيًا كبيرًا في لبنان والعالم العربي.

تباين ردود الفعل على تصرف ماجدة الرومي

رغم الإشادة الواسعة التي حصدتها ماجدة الرومي من عدد كبير من الفنانين والجمهور، إلا أن المشهد أثار أيضًا انتقادات من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا أن ما قامت به يُعد تجاوزًا لخصوصية اللحظة، خاصة في ظل حالة الحزن التي كانت تمر بها فيروز.

بعض النقاد تساءلوا عما إذا كان تصوير المشهد ونشره على نطاق واسع قد أساء إلى معنى التقدير الحقيقي، بينما دافع آخرون عن تصرف الرومي، معتبرين أنه عفوي وصادق، وجاء في سياق إنساني محض، لا يحمل أي نية للاستعراض أو لفت الأنظار.

من هي ماجدة الرومي؟

ماجدة الرومي، المولودة في ديسمبر 1956، هي واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية العربية. بدأت مسيرتها في منتصف السبعينات، وسرعان ما أصبحت رمزًا للأغنية الكلاسيكية العربية. والدها حليم الرومي، كان موسيقارًا شهيرًا ولعب دورًا في اكتشاف صوت فيروز، ما يُفسر عمق العلاقة الروحية والفنية التي تجمع بين الرومي وعائلة الرحباني.

قدمت ماجدة عشرات الأغاني التي تجمع بين الطابع الرومانسي والوطني، واشتهرت بتعاونها مع كبار الشعراء والملحنين العرب، من أبرزهم نزار قباني، وزياد الرحباني نفسه في بعض المراحل.

أبرز أعمالها الفنية الأخيرة

رغم مرور عقود على انطلاقتها، لا تزال ماجدة الرومي تحتفظ بجمهور واسع في العالم العربي، وقد أصدرت في عام 2025 أغنية جديدة بعنوان "بلا ولا أي كلام"، لاقت تفاعلًا واسعًا على منصات الاستماع. كما قدمت في الشهور السابقة أغنيتين هما "قول يا قلبي" و"بعدني بقلبك"، واللتين أعادتا صوتها إلى واجهة الساحة الفنية بعد غياب نسبي.

تميل أغانيها الحديثة إلى الحفاظ على النمط الكلاسيكي الهادئ الذي طالما اشتهرت به، مع لمسات معاصرة تعكس نضجها الفني وتطورها مع الزمن.

علاقة ماجدة الرومي بعائلة الرحباني

منذ بداياتها، حملت ماجدة الرومي تقديرًا كبيرًا لعائلة الرحباني، خاصة فيروز، التي لطالما اعتبرتها مصدر إلهام وأمًا فنية. وقد ظهر ذلك جليًا في مناسبات سابقة، إلا أن المشهد الأخير في عزاء زياد الرحباني كان الأوضح في التعبير عن هذا الامتنان.

وتعود العلاقة بين العائلتين إلى عقود مضت، حين كان حليم الرومي من أوائل الداعمين لصوت فيروز، وهو ما أضفى بُعدًا عاطفيًا وتاريخيًا على تصرف ماجدة الرومي في العزاء.

دلالات المشهد في الذاكرة الثقافية العربية

ما حدث بين ماجدة الرومي وفيروز لم يكن مجرد لحظة شخصية، بل لحظة رمزية محملة بالمعاني الثقافية. ففي زمنٍ قلّ فيه التقدير بين الأجيال الفنية، جاءت هذه اللحظة لتُذكّر بأخلاقيات التواضع والاعتراف بالجميل. كما أنها جسدت، أمام عدسات العالم، ما تعنيه فيروز للبنان ولأجيال كاملة من الفنانين.

تلك الصورة التي ظهرت فيها الرومي راكعة أمام السيدة فيروز ستبقى حاضرة في الذاكرة الجماعية، تُقرأ كمشهد يجمع الفن والوفاء والإنسانية في آنٍ واحد.

ظهور ماجدة الرومي في عزاء زياد الرحباني لم يكن عاديًا، بل حمل رسالة صامتة بصوتٍ فني عميق. فبين دموعها وركوعها وتقبيل يدي فيروز، اختلط الفن بالتاريخ، والعاطفة بالرمز، ليؤكد أن هناك لحظات لا تُقاس بالكلمات، بل تُحفر في الوجدان، وتُخلد في ثقافة الشعوب.

هذا المشهد سيظل حديث الصحافة والجمهور لسنوات قادمة، لأنه لم يكن مجرد لقطة، بل تعبيرًا نادرًا عن الإخلاص والوفاء بين رموز الفن اللبناني والعربي.


شارك