إسرائيل تستهدف قيادات حماس في الدوحة.. تفاصيل الهجوم وردود الفعل الإقليمية والدولية

في خطوة غير مسبوقة، شنّت إسرائيل يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 هجومًا جويًا على العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت فيه مقر إقامة قادة حركة حماس. الهجوم، الذي وصفته قطر بـ"إرهاب الدولة"، أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم نجل كبير مفاوضي حماس خليل الحية، إضافة إلى مرافقيه وأحد أفراد الأمن القطري. ورغم ذلك، أفادت التقارير بأن كبار مسؤولي حماس كانوا في الموقع وقت الهجوم، لكنهم نجوا دون إصابات.
تفاصيل الهجوم: خطة إسرائيلية فاشلة
وفقًا للتقارير، كانت إسرائيل قد وضعت خطة لاغتيال قادة حماس في الدوحة باستخدام عملاء ميدانيين. إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) رفض تنفيذ الخطة خشية من تأثيرها على العلاقات مع قطر، التي كانت تتوسط في محادثات لإعادة الرهائن من قطاع غزة. بناءً على ذلك، قرر الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية على المقر، مستخدمًا حوالي 10 قنابل. ورغم الضربة الدقيقة، لم يُدمّر المبنى بالكامل، مما أثار تساؤلات حول فعالية الهجوم.
ردود الفعل القطرية والدولية
أدان رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الهجوم بشدة، مؤكدًا أنه "تجاوز لكل الأعراف والمواثيق الدولية". وأضاف أن "إسرائيل، بقيادة المتطرفين المتعطشين للدماء، تجاوزت جميع الحدود التي تفرضها الأعراف والقوانين الدولية". وأشار إلى أن الهجوم استهدف حيًا سكنيًا مليئًا بالمدارس والبعثات الدبلوماسية، ومباني معروفة بأنها مقر لوفد حركة حماس المفاوض.
الموقف الدولي
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدان الهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا تضامنه مع قطر ودعمه لسيادتها وسلامة أراضيها. كما نددت عدة دول ومنظمات دولية بالهجوم، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن والاستقرار الإقليميين.
تحليل: أهداف إسرائيلية وارتدادات استراتيجية
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية. بعض المحللين يرون أن الهجوم كان محاولة لتقويض جهود الوساطة القطرية، خاصة في ظل دورها البارز في التوسط بين إسرائيل وحماس. آخرون يعتبرونها خطوة ضمن استراتيجية إسرائيلية أوسع لفرض واقع ميداني جديد في غزة، خاصة بعد فشل "قمة النار" في الدوحة.
توتر إقليمي ومسار دبلوماسي معقد
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل تصعيدًا خطيرًا في النزاع القائم، ويضع ضغوطًا إضافية على جهود الوساطة الدولية. في وقت تتزايد فيه الدعوات لوقف إطلاق النار، يبقى السؤال: هل ستتمكن الأطراف المعنية من تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى طاولة المفاوضات؟