الإسرائيل: العجز المالي يتجاوز المستهدف الحكومي بسبب ارتفاع نفقات الحرب

أعلن مسؤول مالي إسرائيلي كبير أن عجز ميزانية إسرائيل ارتفع في مايو/أيار وتجاوز هدف ميزانية 2025، قائلا إن البلاد تعاني بالفعل من مشاكل بسبب تكاليف حرب غزة.
وقالت يالي روتنبرغ، كبيرة المحاسبين في وزارة المالية، لصحيفة “غلوبس” الإسرائيلية، إن عجز الميزانية ارتفع إلى 5%، مقارنة بالهدف الذي يتراوح بين 4.4 و4.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويضيف: “في الوقت الحالي، لا تزال هناك اختلافات كبيرة بين وزارتي الدفاع والخزانة فيما يتعلق بحجم الزيادات في الميزانية لعام 2025، لذلك يظل من الصعب تحديد الزيادة المتوقعة في الإنفاق الدفاعي بدقة”.
حذّر محاسب الميزانية من عدم استغلال موارد إضافية للموازنة، ومن انهيار المفاوضات بين وزارتي المالية والدفاع بشأن هذه المسألة. وأضاف أنه سيتم مناقشة زيادات ضريبية في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع بهذا الشأن.
يخضع سقف ميزانية إسرائيل لقيود قانونية صارمة تمنع تجاوزه حتى مع ارتفاع الإيرادات. وهذا يتطلب من الحكومة إعادة فتح الميزانية لإجراء تعديلات عليها، وهي خطوة معقدة بالنظر إلى ضيق الوقت والتعقيدات السياسية القائمة.
تتزايد التوترات داخل الحكومة، وخاصة بين وزارة الدفاع التي تطالب بزيادات فورية وكبيرة في الميزانية، ووزارة المالية التي تحذر من أن هذه المطالب غير واقعية.
وتشير الصحيفة إلى أن الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي ارتفع بعشرات المليارات من الشواقل لتمويل العملية في إيران وتوسيع نطاق القتال في قطاع غزة.
وحذرت الصحيفة من أن زيادة الإنفاق العسكري ستؤدي إلى تهميش متزايد للسكان المدنيين، وتفاقم تدهور جودة الحياة. وستتسع الهوة الاجتماعية، ويزداد العبء الاقتصادي على المواطنين، دون حلول حقيقية في الأفق.
ويأتي هذا العجز في الميزانية على الرغم من حث المؤسسات الدولية ووكالات التصنيف الائتماني (مثل موديز) لإسرائيل على إبقاء العجز ضمن حدود يمكن التحكم فيها من أجل تجنب فقدان الثقة واحتمال إضعاف جدارتها الائتمانية.
وتبلغ الميزانية الإجمالية لعام 2025، وهي الأكبر في تاريخ إسرائيل، 756 مليار شيكل (203.5 مليار دولار)، أو 620 مليار شيكل باستثناء خدمة الدين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21% في الإنفاق مقارنة بعام 2024.
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن ميزانية وزارة الدفاع وحدها تبلغ رقما قياسيا قدره 110 مليار شيكل (29 مليار دولار).
وأنفقت إسرائيل 31 مليار دولار على صراعاتها العسكرية في قطاع غزة ولبنان في عام 2024، وتعهدت الحكومة بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في المستقبل.