«حشد» تكشف عن استمرار إسرائيل في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الأفظع في التاريخ

منذ 2 أيام
«حشد» تكشف عن استمرار إسرائيل في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية الأفظع في التاريخ

أدانت اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) بشدة الجرائم الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان المدنيين الفلسطينيين. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر وحشية بقصف المنازل وهدمها على رؤوس من فيها، وقصف الملاجئ وخيام النازحين، ومهاجمة المدنيين الذين يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية.

وتؤكد إحصائيات وزارة الصحة ارتفاع أعداد القتلى والجرحى. خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 72 شهيداً و278 جريحاً. ولا تشمل هذه الإحصائيات منطقة شمال قطاع غزة، حيث أغلقت كافة المستشفيات هناك بعد أن أخلت قوات الاحتلال طاقم مستشفى العودة بالقوة. ويرتفع بذلك عدد ضحايا الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى نحو 70 ألف شهيد، 70% منهم أطفال ونساء. ومن بين هؤلاء، وصل إلى المستشفيات 54321 شهيداً و123770 جريحاً، منهم 4058 شهيداً و11729 جريحاً منذ 18 آذار 2025 وحتى اليوم. في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، لا تستطيع فرق الإنقاذ والحماية المدنية الوصول إليهم بسبب القصف المستمر والعراقيل التي يضعها الاحتلال.

يضاف إلى ذلك النزوح القسري لنحو مليون نازح، يعيش أكثر من نصفهم في الشوارع بلا خيام أو مأوى بسبب الاكتظاظ في المناطق الثلاث التي يتم تهجير المدنيين إليها، في مساحة لا تمثل أكثر من 20% من إجمالي مساحة قطاع غزة. وبحسب خطة غزة المصغرة فإن هذه المناطق هي غرب مدينة غزة، والنصيرات، ودير البلح، ومواسي خانيونس. وتحاول القوة المحتلة تنفيذ هذه الخطة تدريجيا. ويؤدي هذا إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال جرائم مثل القتل الجماعي والمجاعة. وسيتم بعد ذلك تجميعهم في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، في مدينة رفح، ومن هناك يتم طردهم خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للخطط الإسرائيلية المعلنة.

تدين اللجنة الدولية للحشد الشعبي بشدة التدمير الممنهج للنظام الصحي وتفاقم المجاعة، حيث يواصل الاحتلال استهداف مقومات الحياة المدنية والطبية، كما حدث مع مستشفى العودة في تل الزعتر الذي تم إخلاؤه بعد حصاره منذ 18 مايو 2025، حيث تم مهاجمة المنطقة المحيطة به وقصف الطوابق العليا وحرق خيام المستشفى وتدمير خزانات الديزل ومنع الجرحى من الوصول إلى المستشفى. اليوم تم إخلاء الطاقم الطبي المكون من 96 شخصا بالإضافة إلى 30 مريضا ومصابا. مع خروج المستشفى عن الخدمة، لم تعد هناك أي خدمات صحية في المحافظة الشمالية. ويعاني القطاع الآن من التهجير القسري والمجازر بحق السكان المدنيين المتبقين، مما يهدد حياة عشرات الآلاف من المرضى والجرحى في شمال قطاع غزة.

تدين منظمة الحشد الشعبي الدولية منع قوات الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية الكافية واستمرارها في استخدام الجوع سلاحاً ضد السكان المدنيين. لقد أصبح قطاع غزة المكان الأكثر جوعًا في العالم؛ ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 100 في المائة من السكان معرضون لخطر المجاعة. وتستمر إسرائيل في السماح بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى تركيا بعد 80 يوما من الإغلاق الكامل. ويُظهر هذا الإصرار الإسرائيلي أنها تسعى إلى تقييد استيراد المساعدات الإنسانية من شركة أميركية تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية على نطاق محدود في مناطق الخطر التي أقامتها قوات الاحتلال في منطقتي “رفح وشمال المحافظة الوسطى” والتي بدأت نشاطها قبل خمسة أيام.

وأصبحت هذه المناطق “مسرحاً للقتل والإذلال”. منذ يوم الثلاثاء الماضي، قُتل ما لا يقل عن 11 مواطنًا وجُرح العشرات في هجمات على أشخاص يطلبون المساعدة. وكان أخطر هذه الجرائم قصف الطيران الإسرائيلي لمجموعة من النازحين في حي المواصي برفح أثناء توجههم إلى نقطة توزيع المساعدات. واستمرت الحوادث المعزولة في إثارة حوادث إطلاق النار، مما أدى إلى مقتل أو إصابة العشرات من المواطنين الذين أجبروا على السير لمسافات طويلة. وعند وصولهم، طُلب منهم التجمع والسير عبر ممرات مسيجة بالأسلاك الشائكة للوصول إلى نقطة التوزيع واستلام طرد غذائي. إن هذه الآلية اللاإنسانية ليست “مهينة ومذلة” فحسب، بل هي أيضًا أداة للفوضى. إنها لا تقدم حلولاً ناجحة لمشكلة الجوع، بل تهدف إلى ترسيخ سياسة التجويع واستغلال أموال المساعدات كوسيلة للابتزاز والسيطرة على السكان والتهجير القسري. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي استبعاد المنظمات الدولية، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، من عملها وحظرها.

تدين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشدة الفوضى المتعمدة والهجمات الداخلية التي تشنها عصابات منظمة مدعومة من قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الجهاز القضائي في قطاع غزة بهدف الحفاظ على حالة الفوضى. وقد وقعت حوادث خطيرة في بعض أجزاء قطاع غزة، مما أدى إلى تعطيل العمل الإنساني. وكان من بين المستهدفين ضباط الشرطة والعاملون في المجال الإنساني. وفي الآونة الأخيرة، تعرض أحد عشر ضابط شرطة للهجوم وقتلوا أثناء استجابتهم لسرقة في سوق بالقرب من تقاطع السرايا. وكانت هذه محاولة واضحة لتقويض الأمن الداخلي ونشر الفوضى. وتؤكد هذه الجريمة بحق رجال الشرطة والمدنيين، إلى جانب عدد من الحوادث السابقة، أن التشكيلات الإجرامية تتلقى دعماً جوياً مباشراً من دولة الاحتلال، بهدف نشر الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزة وإثارة الخوف والرعب بين مواطنيه. ويلعبون دورا تكامليا بين اللصوص وقوات الاحتلال.

كما أدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الهجمات “البربرية” وعمليات السطو وسرقة المساعدات الإنسانية، وخاصة الهجوم والسطو على المستشفى الميداني “الأمريكي” في الزوايدة الليلة الماضية، حيث تم سرقة معدات طبية حيوية وأدوية ومكملات غذائية للأطفال من أحد المستودعات. تم تفتيش مستودعات برنامج الغذاء العالمي في دير البلح، عصر اليوم الأربعاء، وسرقة محتوياتها.

وبالنظر إلى أن المشاركة في النهب والسرقة والتخريب أو الاعتداء على سبل عيش الناس وكرامتهم جريمة لا يمكن تبريرها بحجة الجوع، وبالنظر إلى أن قطع الطرق وسرقة شاحنات المساعدات والاعتداءات على سائقي الشاحنات شملت اعتداءات جسدية وتدمير المعدات، فإننا ندين قطع الطرق وسرقة شاحنات المساعدات والاعتداءات على سائقي الشاحنات التي أدت إلى تعطيل أكثر من 212 شاحنة وإصابة 80 سائقاً خلال الأيام الثلاثة الماضية، فضلاً عن عرقلة التسليم المباشر للمساعدات إلى المحتاجين، مما قد يؤدي إلى تعليق منظومة العمل الإنساني برمتها.

تجدد اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) إدانتها الشديدة لاستمرار فشل المجتمع الدولي الصارخ في وضع حد لجرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويدل هذا على عدم احترام مبادئ الإنسانية، وافتقار إلى أساسيات القانون الإنساني الدولي، وتطبيق قانون الغاب. ويذكّر المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه إنهاء المجاعة الكارثية التي يعاني منها شعب غزة بسبب المنع الكامل لوصول المساعدات الإنسانية وإصرار إسرائيل على عسكرة المساعدات الإنسانية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية. ويسلط التقرير الضوء على العواقب الكارثية الناجمة عن إغلاق معظم المستشفيات في قطاع غزة، ما يهدد حياة عشرات الآلاف من المرضى والجرحى. وحذرت من مخاطر وتداعيات انتشار الفوضى وانعدام الأمن وتكرار سرقات مخازن الأغذية والممتلكات العامة وانتشار ظاهرة سرقة المساعدات والاعتداء على الشاحنات. ولذلك نطالب:

دعت المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى اتخاذ خطوات فورية لإجبار القوة المحتلة، إسرائيل، على إنهاء جريمة الإبادة الجماعية وجميع أشكال العدوان بشكل فوري وشامل، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والإمدادات الطبية.

دعت حركة الحشد الشعبي المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع التحقيقات في جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة وتقديم المسؤولين عنها للعدالة. ويتضمن ذلك توسيع نطاق أوامر الاعتقال ضد جميع المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين في قطاع غزة.

ودعت الهيئة الدولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “التعبئة” لإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، وممارسة الضغط الفوري على إسرائيل، وفتح جميع المعابر البرية بشكل كامل وغير مقيد، والسماح بالوصول الفوري والشامل للمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية وإمدادات الوقود تحت الإشراف الكامل للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، بما في ذلك الأونروا.

تدعو اللجنة الدولية لتحرير فلسطين الدول الأطراف والأمم المتحدة إلى دعم الحماية الدولية للسكان المدنيين الفلسطينيين وضمان عمل المنظمات الإنسانية والطواقم الطبية بشكل آمن.

تدعو اللجنة الدولية لتحرير فلسطين السلطات الحكومية وجميع الجهات الفاعلة في قطاع غزة، بما في ذلك قوات الأمن والوجهاء وقادة المجتمع، إلى تحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على الأمن وملاحقة ومحاسبة “قطاع الطرق” والعصابات التي تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية وتعرقل العمل الإنساني وتخدم أجندة الاحتلال.

وتدعو منظمة الحشد الدولي المجتمع الدولي والدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها إلى تشكيل تحالف إنساني دولي لضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها وقرارات محكمة العدل الدولية الملزمة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والحماية الدولية للفلسطينيين بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتفكيك النظام الاستعماري الاستيطاني العنصري وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.


شارك