وفاة الإعلامية عبير الأباصيري تشعل الجدل حول مستشفى الهرم وقرار علاج الطوارئ مجانًا 48 ساعة

في صدمة للوسط الإعلامي، رحلت الإعلامية والمعدة التلفزيونية عبير الأباصيري عن عمر يناهز 54 عامًا بعد تعرضها لجلطة دماغية مفاجئة، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا في مصر حول التزام مستشفيات الطوارئ بالقوانين والقرارات الملزمة، وعلى رأسها قرار إبراهيم محلب 2014 الذي ينص على تقديم علاج الطوارئ مجانًا 48 ساعة في جميع المستشفيات.
تفاصيل الساعات الأخيرة في مستشفى الهرم التخصصي
بحسب روايات شهود وصديقات الإعلامية، وصلت عبير الاباصيري إلى مستشفى الهرم التخصصي بعد تعرضها لنوبة صحية مفاجئة، لكنها ظلت في قسم الاستقبال لساعات طويلة دون الحصول على الرعاية الكاملة. وأكدت صديقتها أن المستشفى طلب مبلغ 1,400 جنيه كشرط لتقديم بعض الفحوصات الطبية، وهو ما أثار الغضب واعتُبر انتهاكًا لحقها في تلقي العلاج الفوري.
وزارة الصحة والسكان ترد على اتهامات وفاة عبير الاباصيري
في المقابل، أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا نفت فيه تمامًا أن يكون علاج عبير الأباصيري قد ارتبط بدفع أي مبالغ مالية، مؤكدة أن المبلغ المذكور كان مقابل الحصول على أفلام الأشعة فقط، وليس رسومًا للعلاج. وأوضحت الوزارة أن المستشفى قدم جميع التدخلات الطبية اللازمة بشكل مجاني، وأن الحالة دخلت إلى العناية المركزة على أجهزة دعم التنفس والدورة الدموية منذ اللحظة الأولى.
الجدل يتجدد حول علاج الطوارئ مجانًا 48 ساعة
أعادت هذه الحادثة الجدل من جديد حول مدى التزام المستشفيات بقرار علاج الطوارئ مجانًا 48 ساعة الذي أصدره رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب عام 2014، والذي يلزم جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بتقديم الرعاية الفورية دون أي مقابل مادي. وانتقدت منظمات حقوقية ما وصفته بـ"عدم تطبيق القرار فعليًا"، مشيرة إلى أن حالات مشابهة تتكرر باستمرار رغم وضوح القانون.
زيارات عاجلة من قيادات وزارة الصحة
لم تتوقف تداعيات وفاة عبير الأباصيري عند الجدل الإعلامي، بل دفعت وزير الصحة والسكان إلى زيارة مفاجئة لمستشفى الهرم التخصصي، حيث رصد بنفسه عدة مخالفات تتعلق بالنظافة والتنظيم والأمن. ووجّه الوزير بإنهاء عقود شركات النظافة وإعادة تنظيم أقسام الطوارئ بما يضمن سرعة استقبال المرضى، إضافة إلى تطوير أماكن الانتظار وتوسيع مساحة أقسام الاستقبال.
تصريحات برلمانية تطالب بالمحاسبة
النائب عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب، علّق على الواقعة مؤكدًا أن وفاة عبير الأباصيري تكشف قصورًا واضحًا في خدمات الطوارئ، وطالب بفتح تحقيق شامل حول ما جرى داخل مستشفى الهرم التخصصي ومحاسبة أي مسؤول ثبت تقصيره. وأشار إلى أن تطبيق قرار علاج الطوارئ مجانًا 48 ساعة ليس خيارًا بل التزام قانوني يجب أن يُنفذ دون استثناء.
سيرة ومسيرة إعلامية بارزة
عبير الأباصيري تركت بصمة قوية في الإعلام المصري منذ بداية مشوارها الصحفي عام 1994 بجريدة روز اليوسف، ثم انتقالها إلى إعداد البرامج في التلفزيون المصري. عملت في برامج مؤثرة مثل "بيتنا الكبير" و"حديث الساعة"، حيث عُرفت بدقتها ومهنيتها. حصلت على درجة الماجستير من أكاديمية الفنون عام 2000، واستمرت حتى وفاتها في العمل الإعلامي بكل شغف والتزام.
رحيل مؤلم وأصداء واسعة
أثار خبر وفاة الإعلامية عبير الأباصيري حالة من الحزن في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث اعتبرها الكثيرون نموذجًا للإخلاص المهني. وأعادت قصتها طرح أسئلة صعبة حول دور وزارة الصحة والسكان، ومصير قانون علاج الطوارئ مجانًا 48 ساعة، ومستوى الخدمات في مستشفى الهرم التخصصي، إلى جانب دعوات متكررة بمراجعة المنظومة الصحية لضمان إنقاذ حياة المرضى في اللحظات الحرجة.