«جبالي» يؤكد في ختام دور الانعقاد الخامس: مجلس النواب نفذ أمانة التشريع والرقابة بإخلاص وكفاءة عالية

منذ 6 ساعات
«جبالي» يؤكد في ختام دور الانعقاد الخامس: مجلس النواب نفذ أمانة التشريع والرقابة بإخلاص وكفاءة عالية

ألقى المستشار الدكتور حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب كلمة اليوم خلال الجمعية العامة للمجلس في ختام دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الثاني.

وكان نص الكلمة كما يلي:

سيداتي وسادتي، ممثلو الشعب المصري،

في لحظة تمتزج فيها المشاعر النبيلة بالعزيمة الصادقة،

إنه يجسّد أعلى مستويات المسؤولية الممزوجة بالفخر. اليوم وصلنا.

المحطة الأخيرة في رحلة عام كامل من العطاء والعمل الوطني الدؤوب.

يسدل الستار على دور الانعقاد الخامس لمجلس النواب، هذا الصرح الدستوري الشامخ الذي لم يكن يومًا مجرد قاعة للتداول، بل كان صوتًا حيًا للأمة المصرية، وضميرًا يقظًا، وحارسًا أمينًا لمصالحها وآمالها وتطلعاتها.

على مدى دوراته الثلاث الماضية، جسّد مجلسكم الموقر قيم الوطنية الحقة، ومارس مسؤولياته التشريعية والرقابية بكل إخلاص وكفاءة، مستلهمًا من تاريخ الوطن الحافل بالتضحيات وحاضره، فسار على نهجه بعزيمة وإصرار. لم يكن طريقنا مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتحديات والمآزق والأولويات المتشابكة. ونحن على ثقة بأننا كنا على قدر ثقة الشعب وقسمه الدستوري.

ممثلو الشعب المصري:

لقد حرصنا كل الحرص على الحفاظ على مسافة متساوية من جميع الأحزاب والحركات السياسية داخل المجلس، إيمانًا منا بأن التنوع السياسي مصدر قوة لا سبب ضعف. ولم ننغلق على أنفسنا أمام المعارضة.

بل عملنا على رفع صوت الحوار والتوافق، والعمل بروح الفريق الواحد، وتجاوز العقبات بصوت واحد، وتغليب المصلحة الوطنية.

أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن شكري وتقديري للمعارضة الوطنية في مجلس النواب، فقد أدّت دورها بمسؤولية، وقدّمت صوتًا موضوعيًا ونقديًا يهدف إلى الإصلاح من أجل مصلحة الوطن وتقدمه.

لقد حاولنا خلق أكبر عدد ممكن من مجالات الاتفاق.

في حين تعمل الحكومة على صياغة مشاريع القوانين دون التخلي عن دورها الرقابي والتشريعي، فإن مجلسكم الموقر يتعامل مع حزمة من مشاريع القوانين شديدة الحساسية بعزم صادق، واضعاً في اعتباره المصلحة الوطنية، وحماية حقوق المواطنين، وتعزيز الدستور وسيادة القانون.

بالنيابة عن مجلس النواب، أود أن أعرب عن خالص تقديري وامتناني للحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الذي قاد السلطة التنفيذية بإخلاص. وقد لمسنا تعاونًا حكوميًا مخلصًا وقنوات تواصل فعّالة، مما سهّل مناقشات جادة ومثمرة، وعكس الالتزام المشترك بتكامل السلطتين التشريعية والتنفيذية.

وأتوجه بالشكر الخاص إلى المستشار محمود فوزي وزير الشؤون البرلمانية والقانونية والاتصال السياسي الذي حرص على تفهم الأمر.

ودليل على الجدية في تعزيز التعاون بين المجلس وأعضاء الحكومة.

ممثلو الشعب المصري:

وقد تميزت الاجتماعات الخمسة الماضية بالتعاون المثمر والبناء.

وبين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أود أن أشيد بدور مجلس الشيوخ برئاسة السيد المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ في إثراء العملية التشريعية.

ومن باب الوفاء والعرفان، يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى النائبين البديلين للمجلس على دورهما المتميز في تحسين أداء المجلس ودعم القضايا الوطنية.

وأود أيضًا أن أعرب عن خالص شكري لحزب الأغلبية وممثله السيد الرئيس.

ونود أن نعرب عن خالص تعازينا الحارة لمعالي الدكتور عبد الهادي القصبي، الذي لعب دوراً محورياً في تنسيق الجهود وتعزيز التفاهم داخل هذا المجلس.

أود أن أشيد بالممثلين المرموقين لجميع الهيئات البرلمانية، وزملائي المستقلين والمعارضين، الذين أثروا النقاش البرلماني بتنوعهم وتعددهم. وكانوا شركاء أساسيين في صياغة مخرجات المجلس، سواءً في التشريع أو الرقابة.

وأود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لرؤساء اللجان الفنية وأعضاء مكاتبها على جهودهم العلمية والعملية الجادة التي ساهمت في تطوير التشريعات وصياغة السياسات.

كما أود أن أشيد بزميلات المجلس المتميزات اللاتي أثبتن جدارتهن وكفاءتهن وضربن مثالاً مشرفاً للمرأة المصرية القادرة على العطاء في كل منصب ومسؤولية.

يسعدني أن أعرب عن تقديري واعتزازي بأعضاء المجلس الشباب، سيداتي وسادتي، الذين حملوا وعبروا عن آمال جيل جديد…

وبرؤاهم الواعدة، كانوا صوت المستقبل وروح التجديد في المجلس.

كل الشكر والتقدير للسيد المستشار أحمد مناع الأمين العام

الذي أدار بحكمة نظام العمل في الأمانة العامة للمجلس،

كان رمزًا للانضباط، ونموذجًا للقيادة الحكيمة والتنظيم الراقي. كما أتوجه بالشكر لجميع السادة في الأمانة العامة لمجلس النواب، الذين كانوا مناصرين مخلصين للنظام البرلماني وجزءًا لا يتجزأ منه.

باعتبارهم جزءًا من منظومة النجاح وركيزة أساسية على طريق النجاح، فهم يستحقون منا كل الثناء والتقدير والشكر.

أتقدم بالشكر الجزيل للسيد محمد عبد العليم كفافي، المستشار القانوني لرئيس مجلس النواب، الذي أضاء العمل البرلماني في ضوء الدستور والقانون، وكان ركيزةً قانونيةً وحجرَ أساسٍ لضمان سير العمل البرلماني وصياغة القرارات البرلمانية. كما أتقدم بالشكر لمستشاري الأمانة العامة، الشباب الواعد الذي قدموا بإخلاصهم وتفانيهم نموذجًا فريدًا في العمل القانوني.

ولا ننسى أن نتقدم بالتحية والتقدير لوسائل الإعلام والصحافة ورؤساء التحرير البرلمانيين الذين قدموا للرأي العام صورة دقيقة عن عمل المجلس بكل احترافية وإخلاص وشفافية.

كما نتقدم بالشكر لضباط وموظفي الإدارة العامة لشرطة مجلسي النواب والشيوخ، الذين أدوا واجباتهم بكل تفانٍ ومكنوا مجلس النواب من عقد جلساته بأمان.

ممثلو الشعب المصري:

هناك كلمات كانت تدور في ذهني مؤخرًا،

إنه يضغط على ضميري، ويطرق أبواب الصمت في داخلي، واليوم قررت

أقول هذا من أجل التاريخ، وأهديه لكم وللشعب المصري العظيم. إنها كلمات وفاء صادقة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، هذا القائد الذي اختار طريق العمل الهادئ، والتفاني في أداء الواجب، والإيثار في خدمة وطنه، لا ينتظر جزاءً ولا شكورًا.

لقد قدم معاليه نموذجاً فريداً ومتميزاً في القيادة الرشيدة.

في وقتٍ واجهت فيه الأمة تحدياتٍ، وحاصرتها أزماتٌ إقليمية ودولية، وتآمرت عليه جهاتٌ لا تريد الاستقرار لهذا البلد، وبدا أحيانًا أنه سيواجه التحديات وحيدًا، إلا أن معاليه واجهها بعزيمةٍ وكفاءة، وتعامل مع المتغيرات بعقلٍ ثاقبٍ ورؤيةٍ ثاقبة. وكان كما عهدناه دائمًا:

صوت العقل في زمن الفوضى ورمز الصمود في وجه الرياح العاتية.

ودعم الحكومة لساعات الاختبار.

وأقولها اليوم بكل يقين، ومن أعماق ضميري الوطني الذي لا يثنيني.

في الحقيقة، قدر المخلصين أن يحملوا وطنهم على أكتافهم في اللحظات الحاسمة حتى ينعموا بالأمن. والتاريخ سيشهد لهم لا عليهم.

الأجيال القادمة سوف تستمر في تقديرك بشكل كبير.

في ذكراهم تكمن أعظم معاني الوفاء، تقديراً للجهود التي بذلتموها بإصرار.

إيمان راسخ لا يتزعزع في بناء دولة قوية وحديثة.

وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نعرب عن خالص شكرنا،

خالص تقديرنا وامتناننا لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقه للحق والخير.

حفظ الله مصر من كل مكروه وشر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


شارك