رئيس لجنة الإسكان في البرلمان: 82٪ من سكان الإيجار القديم يتركزون في 4 محافظات رئيسية فقط

بحث الدكتور محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، تقرير اللجنة المشتركة بشأن مشروع تعديل قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي الجبالي وبحضور عدد من المسئولين الحكوميين والجهات المعنية.
ما هي نتائج الحوار العام حول تعديل قانون الإيجار القديم؟
أعلن رئيس لجنة الإسكان في الجلسة العامة أن اللجنة المشتركة عقدت سبع جلسات حوارية عامة لمراجعة مشروع قانون الحكومة بشأن الأحكام المتعلقة بقانون الإيجارات. وقد شارك في الاجتماع عدد كبير من النواب من مختلف التوجهات السياسية.
وأشار إلى أن جلسات الحوار حول مشروع تعديل قانون الإيجار القديم حضرها المستشار محمود فوزي، وزير الاتصالات البرلمانية والقانونية والسياسية؛ والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية؛ والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية؛ ومحافظو القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارات الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والعدل، والتنمية المحلية، والتضامن الاجتماعي. كما حضرها اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
المشاركون في مناقشة تعديل قانون الإيجار القديم
أكد النائب محمد عطية الفيومي أن جلسات الحوار المدني استمرت عدة ساعات، بإجمالي حوالي 33 ساعة. وخلال هذه الفترة، استمعت اللجنة إلى آراء العديد من الجهات المعنية، بما في ذلك المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وأساتذة القانون المدني بكليات الحقوق في جامعات القاهرة وعين شمس وبنها وأسيوط، بالإضافة إلى ممثلين عن جميع الملاك والمستأجرين. كما استمعت اللجنة إلى آراء رؤساء النقابات التالية: المهندسين، والأطباء، وممثلي نقابة الصيادلة، ورئيس الاتحاد العام للغرف التجارية.
وقال: إن عدد المتحدثين بلغ 61 متحدثا، فيما بلغ عدد المداخلات 96 ممثلا، و32 ممثلا للحكومة، و23 ممثلا للجهات المدعوة.
أرقام في تعديل قانون الإيجار القديم
وأشار إلى أن النقاش أسفر عن الأرقام التالية المتعلقة بعدد الأسر التي تسكن في الشقق المؤجرة بموجب قانون الإيجار القديم:
بلغ إجمالي عدد الأسر في تعداد عام 2017م (23,455,079) مليون أسرة وبلغ إجمالي عدد الأفراد (94,694,016) مليون فرد.
بلغ عدد الأسر المقيمة في مساكن الإيجار القديمة حسب تعداد 2017 نحو 1,642,870 أسرة، بنسبة 7% من إجمالي عدد الأسر.
وبلغ عدد الأفراد في هذه الأسر (6,133,570) مليون فرد، وهو ما يعادل (6.5%) من إجمالي عدد الأفراد.
82% من هذه الأسر تعيش في أربع محافظات، وتوزيع هذه الأسر على النحو التالي:
– القاهرة بعدد (670,857) ألف أسرة بنسبة 41%.
– محافظة الجيزة بعدد (308,091) ألف أسرة بنسبة 18.7%.
– الإسكندرية بعدد (213,147) ألف أسرة بنسبة 12.9%.
– محافظة القليوبية بعدد (150.961) ألف أسرة بنسبة 9%.
القيمة الإيجارية للمباني القديمة
وأشار إلى أن عدد الأسر المقيمة في مساكن الإيجار القديمة بلغ مليوناً و642 ألفاً و870 أسرة وفقاً لتعداد عام 2017.
تنطبق فئات الإيجار التالية على هذه العائلات:
أقل من 50 جنيهاً وعدد الأسر (595,987) ألف أسرة بنسبة 36%.
من 50 إلى أقل من 100 جنيه بلغ عدد الأسر (327,643) ألف أسرة بنسبة 20%.
من 100 إلى أقل من 200 جنيه بلغ عدد الأسر (307,359) ألف أسرة بنسبة 18%.
– من 200 إلى أقل من 900 جنيه بلغ عدد الأسر (409,939) ألف أسرة بنسبة 24%.
– من 900 جنيه عدد الأسر (1942) أسرة بنسبة 2%.
أهداف تعديل قانون الإيجار القديم
صرح رئيس لجنة الإسكان في مجلس النواب قائلاً: “ندرك أن معالجة أزمة السكن والحد من تفاقمها – حتى لو استلزم ذلك تنظيم عقود الإيجار بتشريعات استثنائية امتدت قرابة قرن من الزمان – يجب اعتبارها دائمًا تشريعات مؤقتة واستثنائية، بغض النظر عن مدتها، وأنها لا تُشكل في حد ذاتها حلاً دائمًا ونهائيًا للمشاكل الناجمة عن أزمة السكن، بل يجب مراجعتها في ضوء الظروف التي استدعت ظهورها أصلًا ومدى استمرارها، بما يحقق التوازن بين مصالح أطراف عقد الإيجار بما لا يخرج عن طبيعته القانونية”.
وأكد أن الدولة ملتزمة باتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لحل الإشكاليات الناجمة عن تطبيق القوانين الاستثنائية المتعلقة بإيجار الأماكن، سواءً للسكن أو غيرها. وقد كشفت أحكام المحكمة الدستورية العليا عن العديد من هذه الإشكاليات، بالإضافة إلى الآثار السلبية لهذه القوانين، التي ألقت بظلالها على المجتمع والاقتصاد الوطني والثروة العقارية.
وتابع: “استرشاداً بالحلول التشريعية الحديثة، وعلى رأسها القانون رقم 4 لسنة 1996، الذي شكل اللبنة الأولى في إنهاء العمل بقوانين الإيجار، وإعادة التوازن للعلاقات القانونية التي تحكمها، بما هيأ المجتمع لعودة الإيجار إلى حالته الطبيعية كعقد رضائي يخضع لمبدأ الإرادة السيادية، والذي يتضمن أيضاً الالتزامات المتبادلة بين طرفيه”.
وأوضح أن ذلك جاء تنفيذاً لحكم المحكمة الدستورية العليا في الدعوى رقم 24 لسنة 20 ق “دستور” بجلسة 9 نوفمبر 2024، وإيماناً بأن استمرار العمل بالقوانين الاستثنائية الخاصة بإيجار المساحات وآثارها السلبية على الإنتاج والاقتصاد القومي والثروة العقارية والأسرة والمجتمع ككل، يمثل مشكلة مزمنة أبت أن تهدأ وتستعصي على أي حل معقول يعيد التوازن للعلاقات القانونية الخاضعة لها، إلا إذا تضمن هذا الحل إنهاء العمل بها وعودة العلاقة الإيجارية إلى قانونها العام (القانون المدني)، خاصة في ظل النهضة التنموية التي تشهدها الدولة المصرية في القطاعين العقاريين العام والخاص.
مشروع تعديل قانون الإيجار القديم
وأكد أن الحكومة تعمل على إعداد مشروع تعديل قانون الإيجار القديم، والذي من شأنه أن يحل الإشكالية التي كشف عنها حكم المحكمة الدستورية العليا بشأن إعادة تنظيم الإيجار القانوني للأماكن المؤجرة للسكن.
وأوضح النائب أن مشروع القانون يهدف إلى إعادة تنظيم الإيجار النظامي للأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لأغراض غير السكن، على غرار النظام الذي سبق إقراره بالقانون رقم 10 لسنة 2022، على أن يسري هذا النظام للإيجار النظامي سواء للأغراض السكنية أو للأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لأغراض غير السكن لمدة سبع سنوات من تاريخ نفاذ القانون وينتهي مع نفاذ القوانين الاستثنائية لإيجار الأماكن المخصصة للسكن، أو يسري لمدة خمس سنوات من تاريخ نفاذ القانون وينتهي مع نفاذ القوانين الاستثنائية لإيجار الأماكن المخصصة لغير السكن، بعد أن تكون الإيجارة مثقلة بذلك قرابة قرن من الزمان، ويبشر بعودة التوازن المنشود إلى العلاقة الإيجارية بين المؤجر والمستأجر.
وأكد أن اللجنة المشتركة، وبعد دراستها وفحصها لمشروع القانون (بصيغته الأخيرة) المقدم من الحكومة، والذي تم اعتماده تنفيذاً لحكم المحكمة الدستورية العليا المذكور، والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء هذه المشكلة الحساسة على أسس دستورية وقانونية، مع مراعاة مقتضيات العدالة والتوازن بين حقوق والتزامات جميع الأطراف المعنية، قررت الموافقة على مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن بعض الأحكام المتعلقة بقانوني إيجار الأماكن وإعادة تنظيم العلاقة بين المؤجرين والمستأجرين، بصيغته التي أعدتها الحكومة، دون أي تعديل.