المستشار عادل ماجد: مبادرة «بداية» تركز على تعزيز الوعي بفوائد ومخاطر التكنولوجيا الرقمية
أكد المستشار القانوني عادل ماجد، نائب رئيس محكمة النقض وأستاذ القانون الفخري بجامعة دورهام بالمملكة المتحدة، على أهمية التوعية كركيزة أساسية لبناء رأس المال البشري في عصر الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن المبادرة الوطنية التنموية “بداية جديدة لبناء الإنسان المصري”، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر من العام الماضي، تتضمن جانبًا أساسيًا يتمثل في رفع مستوى الوعي العام بمزايا ومخاطر التكنولوجيا الرقمية.
صرح بذلك المستشار عادل ماجد في كلمته خلال الجلسة الختامية لمنتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت، الذي عُقد في مملكة النرويج بدعوة من الأمانة العامة للأمم المتحدة، وحضره ممثلون من 170 دولة حول العالم. وشارك في الاجتماع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ونائب رئيس اللجنة التوجيهية للمنتدى، وحائز على جائزة نوبل للسلام، ووزير الاقتصاد الرقمي والمعلومات الآمنة على الإنترنت في المملكة المتحدة، ووزير التنمية الدولية النرويجي، ورئيس الشؤون العالمية والشراكات في شركة OpenAI.
وأشار إلى أن مبادرة “بداية جديدة لتنمية الإنسان المصري” تهدف بالأساس إلى تعزيز التنمية البشرية في مختلف قطاعات المجتمع المصري. ومن أهم مكونات هذه الرؤية رفع الوعي العام بفوائد ومخاطر التقنيات الرقمية، بما فيها الذكاء الاصطناعي.
وأوضح المستشار عادل ماجد أن الوعي هو أحد ركائز التطور البشري في عصر الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الجهات الهدامة التي تسعى لزعزعة استقرار المجتمعات وتقسيمها لا تحتاج في كثير من الأحيان إلى أسلحة مادية، بل تستهدف ببساطة وعي الناس وتضللهم.
وأضاف أن المناقشات التي دارت خلال المنتدى عبّرت عن قناعة مشتركة بأن المسؤولية والواجبات في العصر الرقمي لا تقتصر على الحوكمة الرشيدة فحسب، بل تتطلب أيضًا العدالة. فالعدالة لا تزدهر إلا في ظل سيادة القانون.
أشاد المستشار القانوني عادل ماجد بإجماع المشاركين في المنتدى على ضرورة وجود تشريعات فعّالة لمحاسبة مرتكبي الجرائم المتعلقة بنشر معلومات كاذبة ومضللة، بالإضافة إلى الجرائم الإلكترونية التي تهدد أمننا، مثل استغلال الأطفال وخطاب الكراهية. ويجب أن يتولى إنفاذ هذه القوانين قضاة يتمتعون بخبرة فنية كافية لأداء واجباتهم.
أكد المستشار عادل ماجد أن الوعي بمختلف جوانب التكنولوجيا الرقمية هو الضمان الحقيقي لحماية الحريات الأساسية في عصر الخوارزميات. ودعا إلى توسيع المجال القانوني في أنشطة المنتدى ليشمل نطاقًا أوسع وتعمّقًا أكبر في الدورات القادمة. وأشار إلى أن المشاركة القضائية لا ينبغي أن تبقى على هامش النقاشات، بل أن تصبح ركيزة أساسية من ركائز المنتدى لتعزيز الحوار وبناء القدرات وتعزيز التعاون الدولي.
وأشار إلى أن روح التعاون والالتزام المشترك التي ظهرت في المنتدى أعطت الأمل في إمكانية استخدام التكنولوجيا الرقمية لصالح الصالح العام، شريطة أن تستند إلى مبادئ الحكم الرشيد، وقبل كل شيء سيادة القانون.
