أمين البحوث الإسلامية: الشريعة تؤكد حرمة النفس وتصونها بغض النظر عن الدين

منذ 10 ساعات
أمين البحوث الإسلامية: الشريعة تؤكد حرمة النفس وتصونها بغض النظر عن الدين

قال فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الدين الإسلامي الحنيف يُكرم الإنسان ويصون دماءه، كما يُشدد على تجريم القتل والثأر، لما فيهما من إهدار للحياة البشرية واختلال في البنيان الاجتماعي. ومن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس، كما يتجلى في تحريم القتل، الذي يُعدّ من كبائر الذنوب، ويفتح بابًا للجريمة والفوضى.

وأضاف الجندي في كلمته خلال منتدى الأزهر للقضايا المعاصرة، بعنوان “حرمة الدماء ووحدة الصف”، الذي عُقد اليوم بعد صلاة المغرب بالجامع الأزهر، أن الثأر من أخطر الظواهر التي تُزعزع استقرار المجتمع وتُزعزع أمنه. وأوضح أن الإسلام حارب هذه الظاهرة منذ نشأتها، حين اتسمت الجاهلية بسفك الدماء والقتل العشوائي، وسادها التعصب والهمجية. ثم جاءت الشريعة الإسلامية لتحرم هذا السلوك الوحشي، وترسّخ مبادئ التسامح والعفو والعدل.

أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: “إن ديننا الحنيف يحرم التعصب القبلي، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التحزب الذي يؤدي إلى القتل، وأشار إلى أن البيئة التي تُشرع الثأر أشبه ببيئة الغابة، وأن الشريعة الإسلامية وضعت قواعد صارمة للأمن الاجتماعي بمنع الاعتداء على النفس البشرية والتحذير من عواقب القتل”.

أوضح سماحته أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث في بيئةٍ استُشرى فيها القتل، وشُنّت فيها الحروب لأتفه الأسباب. فحرص على القضاء على هذه الظواهر الهمجية، مؤكدًا أن قتل نفسٍ واحدةٍ كقتل البشرية جمعاء، لما فيه من انتهاك حرمة الدماء، وفتح باب الفساد، وشرعية العدوان. وأشار إلى أن العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية تؤكد أن هذه الجريمة من أكبر الكبائر، وأن القاتل الذي يسفك دمًا بغير حقٍّ محروم من دخول الجنة.

وأوضح أن قبيح هذه الظاهرة هو فقدان القاتل لإنسانيته وحرمانه من نعيم الجنة، كما جاء في الحديث النبوي: «من استطاع أن يمنعه من دخول الجنة بقبضة من دم فليفعل». وأكد أن الإسلام لا يفرق بين مسلم وغير مسلم في حرمة النفس، بل يعتبر قتل النفس على عهد الله خيانة لذلك العهد مع رسوله، ويهدد مرتكبه بعدم شم رائحة الجنة أبدًا.

واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته مؤكدًا أن سفك الدماء سيكون أول ما يُحاسب عليه يوم القيامة، مما يُظهر خطورة هذه الجريمة وضرورة مواجهتها بوعي، انطلاقًا من التعاليم الدينية وكرامة الإنسان. ودعا إلى مزيد من الوعي لتحصين الشباب ضد ثقافة العنف والانتقام، والالتزام بالشريعة الإسلامية لحفظ الأرواح وحماية المجتمعات من التفكك والانهيار.

يدعم هذا المنتدى الحملة التوعوية الشاملة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية بعنوان “ومن أحياها” لمكافحة الثأر. وتأتي هذه الحملة تماشيًا مع توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف جهود التوعية والوقاية لمواجهة الظواهر السلبية من منظور ديني وإنساني شامل.


شارك