“خلاف ترامب وماسك يثير الاضطرابات في «تسلا» ويحفز التحذيرات بشأن مخاطر الأسهم الضخمة”

شهدت الأسواق المالية الأمريكية اضطرابات كبيرة نهاية العام الماضي، بعد أن أدى الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، إلى انخفاض حاد في أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية. وأبرز هذا الأمر المخاطر المرتبطة باعتماد سوق الأسهم على عدد محدود من الشركات العملاقة.
وبحسب موقع “Investing”، انخفضت أسهم تسلا بنسبة 14 بالمئة يوم الخميس بعد زيادة التوترات بين الشركتين، وخاصة بعد أن هدد ترامب في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بسحب العقود الحكومية من شركة ماسك.
ورغم تعافي السهم قليلا يوم الجمعة، حيث ارتفع بنحو 5% بحلول منتصف السوق، إلا أن الانخفاض الحاد في اليوم السابق أدى إلى خسائر جماعية أثرت على المؤشرات الأمريكية الرئيسية.
وشكل انخفاض أسهم تسلا وحده ما يقرب من نصف الخسائر اليومية التي تكبدها مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100، اللذين انخفضا بنسبة 0.5% و0.8% على التوالي، يوم الخميس.
ويعد مؤشر S&P 500 هو المعيار الأكثر أهمية لتطور السوق الأمريكية، في حين يعكس مؤشر Nasdaq 100 أداء شركات التكنولوجيا الكبرى ويشكل أساسًا لصناديق الاستثمار.
وقال روبرت بافليك، مدير المحفظة في داكوتا ويلث: “تعتبر تيسلا سهمًا شائعًا للغاية بين المستثمرين، وعندما ينخفض سعر شركة كبيرة كهذه، فإن ذلك لا يؤثر على المؤشرات فحسب، بل يؤثر أيضًا على ثقة المستثمرين بشكل عام”.
سلّطت هذه الحادثة الضوء على التحذيرات المستمرة بشأن اعتماد المؤشرات المفرط على مجموعة من عمالقة التكنولوجيا، المعروفة باسم “الشركات السبع الكبرى”، بما في ذلك آبل ومايكروسوفت وإنفيديا وتسلا. وقد شكلت هذه الشركات حوالي ثلث إجمالي وزن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند إغلاق يوم الخميس.
على الرغم من الأداء القوي للشركات السبع الكبرى في عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٤، إلا أن عام ٢٠٢٥ اتسم بتقلبات كبيرة. ومع ذلك، لا يزال تأثيرها على السوق كبيرًا.
أدى انهيار سعر سهم شركة تسلا يوم الخميس إلى خسارة الشركة 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، مما جعل القيمة السوقية تبلغ حوالي 970 مليار دولار بعد التعافي الطفيف يوم الجمعة.
وتمثل أسهم تسلا 1.6% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 و2.6% من مؤشر ناسداك 100، في حين تمثل أسهم مثل مايكروسوفت وإنفيديا حصة أكبر، حيث تمثل كل منهما أكثر من 6.8%.
منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، خسرت أسهم تسلا نحو 37% من قيمتها، مقارنة بانخفاض معتدل لم يتجاوز 1% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وهو ما يعكس التراجع التدريجي للسهم في المؤشر.
علاوة على ذلك، تعد تسلا عنصرا أساسيا في عدد كبير من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs)، حيث تظهر في حوالي 10% من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة البالغ عددها 4200 صندوق في جميع أنحاء العالم.
وسجلت بعض هذه الصناديق خسائر حادة، مثل صندوق SPDR للقطاع الاستهلاكي التقديري المختار، الذي انخفض بنسبة 2.5%، وصندوق Roundhill Magnificent Seven ETF، الذي انخفض بنسبة 2.6%.