اللواء عادل العمدة يؤكد أن الصين تقود تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب

شهدت الصين اليوم الأربعاء عرضًا عسكريًا ضخمًا إحياءً لذكرى يوم النصر، حيث استعرضت مجموعة من الأسلحة والمعدات الحربية المتطورة غير المأهولة. شملت هذه المعدات مركبة تحت الماء، قاربًا، ونظامًا لزرع الألغام، جميعها جديدة من نوعها، وفقًا لوكالة «رويترز».
أسلحة متقدمة في العرض العسكري
تضمن العرض أسلحة من الجيل الجديد، بما في ذلك طائرات ومقاتلات من الجيل الرابع مصممة لحاملات الطائرات، بالإضافة إلى مركبات مضادة للطائرات دون طيار. وشملت الأسلحة أيضًا صواريخ متطورة، من ضمنها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، في المناسبة التي تحتفل بمرور 80 عامًا على هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
العرض يحمل دلالات على نظام عالمي جديد
أكد اللواء أركان حرب عادل العمدة، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن هذا العرض يحمل دلالات عميقة على المستوى العالمي، مشيرًا إلى أنه يشير إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ «بوابة البلد» أن ملامح كتلة شرقية بدأت تتشكل، وتجلى ذلك من خلال مشاركة كوريا الشمالية في العرض في هذا التوقيت، مما يعكس استمرارية تكوين نظام عالمي جديد تقوده دول رئيسية مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية، بدعم عسكري من منظمة شنغهاي، ودعم اقتصادي من مجموعة البريكس بلس.
تحديات بين الشرق والغرب
أضاف اللواء عادل العمدة أن الكتلة الغربية أيضًا تتضح معالمها، المتمثلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا الشمالية، موضحًا أن هذه الكتلة تعتمد على الاتحاد الأوروبي كدعامة اقتصادية وحلف الناتو كدعامة عسكرية.
مشاركة مصر: رسالة استراتيجية
كشف اللواء عادل العمدة أن مشاركة معظم دول العالم في العرض والدعوة التي تلقتها مصر تحمل دلالات مهمة. وأكد أن حضور مصر في مثل هذه الفعاليات ليس جديدًا، حيث اعتادت على التواجد بشكل مشرف.
وأشار إلى أن هذا الحضور يعزز مصداقية عضوية مصر في مجموعة البريكس، موضحًا أن السياسة المصرية تقوم على مبدأ التوازن في العلاقات دون الانحياز إلى كتلة ضد أخرى، من خلال شراكات استراتيجية متنوعة.
السياسة المصرية تعكس توازن العلاقات الدولية
وأوضح اللواء عادل العمدة أن علاقات مصر متوازنة مع جميع الأطراف الدولية، سواء مع الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة في إطار شراكات استراتيجية، أو مع روسيا والصين في إطار تعاون ممتد. وأبرز أن مصر تحافظ على نهج متوازن مع مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن هذه السياسة تقوم على أربعة محاور رئيسية: دبلوماسية الرئاسة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دبلوماسية الحكومة ممثلة في الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، دبلوماسية المعلومات التي يمثلها اللواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة، ودبلوماسية شعبية تعكس وجهة نظر أعضاء مجلس النواب والجاليات المصرية والعربية بالخارج، مما يعزز الموقف الاستراتيجي والسياسي لمصر.
الولادة الجديدة لنظام متعدد الأقطاب
أكد الخبير الاستراتيجي أن مشاركة الصين والدول الأخرى في هذا العرض تحمل رسائل واضحة للعالم، معتبرًا أنها تمثل بداية لنظام عالمي جديد يقوم على تكتلات عسكرية واقتصادية بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة.