مفتي الجمهورية يناقش مع شيخ الإسلام في تايلاند تعزيز التعاون الديني وأهمية الشراكة الإسلامية

التقى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالشيخ آرون بونتشوم، شيخ الإسلام في تايلاند، وأعضاء هيئة كبار العلماء، في مقر المركز الوطني لإدارة الشؤون الإسلامية. جاء هذا اللقاء بهدف بحث سبل التعاون بين دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الدينية في تايلاند، خاصةً في مجالات الإفتاء وتبادل الخبرات العلمية وتطوير البرامج التدريبية التي تسهم في تأهيل العلماء والباحثين. هذه المبادرات تعزز من دور المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الفكرية والإنسانية المعاصرة، وذلك ضمن زيارة فضيلته لمملكة تايلاند.
التحديات المعاصرة في مجال الإفتاء
خلال اللقاء، تناول المفتي التحديات التي تفرضها الثورة التكنولوجية الحديثة على المؤسسات الدينية والإفتائية، خاصةً في ظل تطور الذكاء الاصطناعي. أوضح أن هذه التحولات تتطلب إعادة التفكير في آليات الإفتاء وتطوير أدواته، لضمان التوازن بين أصالة المنهج الفقهي ومتطلبات العصر. ورغم الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يطرح أيضًا تحديات أخلاقية وقانونية وفقهية تحتاج إلى اجتهاد جماعي ورؤية شاملة تتماشى مع مقاصد الشريعة وتلبي احتياجات المجتمع.
مؤتمر عالمي لمواجهة التحديات
وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أدركت هذه التحديات مبكرًا، وسعت لإقامة مؤتمرها العالمي الأخير في القاهرة، بمشاركة ممثلين من أكثر من 70 دولة تحت عنوان “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”. كان الهدف من المؤتمر بناء القدرات الإفتائية لمواجهة المستجدات المعاصرة وخلق رؤية شاملة تربط بين المنهج الأصيل والوسائل الحديثة. واعتبر أن هذا التوجه يعكس الدور الريادي لمصر ومؤسساتها الدينية في نشر الاعتدال وإيجاد حلول شرعية مستندة إلى علم رصين.
رسالة الإفتاء كرؤية عالمية
وأكد المفتي أن رسالة الإفتاء الرشيد لم تعد تقتصر على حدود جغرافية محددة، بل أصبحت مسؤولية عالمية تتطلب تعاون المؤسسات الإسلامية في مختلف الدول. وأوضح أن المؤسسات الدينية في مصر، وخصوصًا الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، تواصل دورها المحوري في دعم القضايا الإسلامية المشتركة ونشر قيم الاعتدال والتعايش، وتقديم رؤية تجمع بين الأصالة والتجديد.
تقدير الشيخ آرون بونتشوم
من جانبه، أعرب الشيخ آرون بونتشوم عن تقديره الكبير لزيارة فضيلة أ.د نظير عياد إلى تايلاند، معتبرًا أن دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف يضطلعان بدور ريادي في دعم القضايا الإسلامية ونشر الوسطية. وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون مع دار الإفتاء المصرية وتبادل الخبرات العلمية، بما يخدم المجتمع التايلاندي بشكل عام. كما عبر أعضاء هيئة كبار العلماء في تايلاند عن سعادتهم بلقاء المفتي، مؤكدين أن حضوره يعد دعمًا مهمًا للمؤسسات الدينية ويشجع على المزيد من التعاون لمواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية.
حضور اللقاء
حضر اللقاء السفير تاناوات سيريكول، سفير مملكة تايلاند لدى القاهرة، وسعادة السفيرة هالة يوسف، السفيرة المصرية بتايلاند، إضافة إلى الهيئة الاستشارية العليا لمكتب شيخ الإسلام في تايلاند، وعدد من المسؤولين الدينيين والبعثة الأزهرية في تايلاند.