استقالات جماعية تهز الحكومة الهولندية احتجاجا على موقفها من حرب إسرائيل على غزة

استقال عدد من وزراء حزب العقد الاجتماعي الجديد في هولندا، منهم وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب، احتجاحًا على السياسة الحكومية تجاه إسرائيل في الشأن المتعلق بالصراع في غزة.
تشكيل حكومة مؤقتة بلا أغلبية
أدى هذا الانسحاب إلى إنشاء حكومة مؤقتة تفتقر إلى الأغلبية البرلمانية، مما يزيد من تعقيد إمكانية تشكيل حكومة جديدة قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في أكتوبر.
في مساء الجمعة، أعلن عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال الهولندية، المنتمين إلى حزب اليمين الوسط، عن استقالتهم بعد نشوء خلافات حول سياسة الحكومة تجاه إسرائيل بسبب الأوضاع المدمرة في غزة، مما أدى إلى دخول البلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي.
استقالة وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب
تأتي استقالة وزراء حزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC) بعد استقالة كاسبار فيلدكامب، وزير الخارجية الهولندي، حيث أشار إلى عجزه عن التوصل إلى اتفاق بخصوص “إجراءات ملموسة” ردًا على تصرفات إسرائيل في غزة.
وأفاد فيلدكامب أنه واجه مرارًا اعتراضات من زملائه في الحكومة على الإجراءات التي اتخذتها هولندا سابقًا، وفقًا لوكالة “بلومبرج”.
بعد استقالته، قرر كل من وزير الشؤون الاجتماعية إيدي فان هيوم، ووزيرة الداخلية جوديث أوترمارك، ووزيرة التعليم إيبو بروينز، ووزيرة الصحة دانييل يانسن، بالإضافة إلى أربعة وزراء دولة آخرين، تقديم استقالاتهم أيضًا.
خلافات حول السياسة تجاه إسرائيل
وأكد إيدي فان هيوم، وزير الشؤون الاجتماعية ونائب رئيس الوزراء، أن الخلاف حول الموقف من إسرائيل كان هو السبب الرئيسي وراء انسحابهم من الائتلاف الحكومي، الذي استمر منذ انهيار الحكومة في يونيو.
وأوضح: “لقد سئمنا من الوضع، حيث كان يشعر فيلدكامب بشدة بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحكومة الإسرائيلية، لكن كانت هناك دائمًا معوقات.”
من جانبها، صرّحت نيكولين فان فرونهوفن، زعيمة الحزب، بأن الحزب يبعث برسالة تؤكد على ضرورة تحسين الأوضاع، لكنه لم يتحقق أي تقدم، مما استدعى اتخاذ هذه الخطوات.
التحديات أمام الحكومة الحالية
يترك هذا التطور هولندا بحكومة مؤقتة تشمل فقط حزبين سياسيين، مما يزيد من تعقيد فرص تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات المقررة في 29 أكتوبر.
الأغلبية البرلمانية وموقف رئيس الوزراء
عبر ديك شوف، رئيس الوزراء الهولندي، عن أسفه لانسحاب حزب العقد الاجتماعي الجديد خلال كلمة له في البرلمان، مؤكدًا ضرورة احترام هذه القرارات مع تعبيره عن أسفه على خلفية الظروف الحالية.
كما أشار شوف إلى أنه سيسعى للحصول على مشورة قبل اتخاذ أي قرار بشأن كيفية التعامل مع حكومة تملك أحزابها 31 مقعدًا فقط من أصل 150 مقعدًا في البرلمان.
يُذكر أن من بين الإجراءات التي فرضتها هولندا ضد تل أبيب كان “حظر دخول” الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، بسبب اتهامهما بالتحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين، وفقًا لوكالة “بلومبرج”.