افتتاح معرض مؤقت عن التراث غير المادي بالمتحف المصري

منذ 7 ساعات
افتتاح معرض مؤقت عن التراث غير المادي بالمتحف المصري

تحت عنوان “التراث الثقافي غير المادي – جسر للحوار بين الثقافات” وبالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، التقى البحر نائب وزير السياحة والآثار اليمني، ود. افتتحت نورية سانز مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة يرافقها مؤمن عثمان رئيس قسم المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام. من الإدارة العامة للعلاقات والاتفاقيات الدولية بالوزارة، ود. قدم علي عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، معرضا لصور التراث غير المادي، وذلك بقاعة العرض المؤقتة بالمتحف المصري بالتحرير.

حضر الافتتاح عدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، ومديري المعاهد الأثرية الأجنبية بالقاهرة، وأساتذة الجامعات، وعدد من رؤساء المجلس الأعلى للآثار.

ويقدم المعرض للزوار نظرة مميزة على تراث مصر الحي الغني من خلال عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية والقطع الأثرية من مجموعات المتحف المصري بالتحرير والتي تجسد فنون ومهارات وممارسات مصر القديمة المستمرة حتى يومنا هذا، مما يوضح التفاعل بين الممارسات الثقافية غير المادية والرموز التاريخية القديمة. وتوضح بعض الصور المعروضة أيضًا الخرائط الثقافية التي تربط تراث مصر غير المادي بالتقاليد المماثلة حول العالم.

ويركز المعرض على ثمانية تقاليد مصرية أدرجتها اليونسكو في اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي، وهي: الهلال، والتحطيب والأراجوز، والنسيج اليدوي في صعيد مصر، والخط العربي، والمعرفة والمهارات والتقاليد المتعلقة بأشجار النخيل وأشجار النخيل. الصناعات المرتبطة بها، بالإضافة إلى الفنون والمهارات المرتبطة بنقش المعادن (الذهب والفضة والنحاس) والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة. وتمثل هذه التقاليد المتوارثة عبر الأجيال جزءًا أساسيًا من هوية مصر الثقافية، وتتجدد باستمرار وتتكيف مع التطورات الاجتماعية من أجل الحفاظ على استمراريتها وحيويتها.

ومن خلال مزج الصور الحديثة مع المصنوعات اليدوية، يسلط المعرض الضوء على الروابط بين الممارسات الثقافية المعاصرة وأصولها القديمة في حوار بين الماضي والحاضر، مما يوفر للزوار فرصة فريدة لاستكشاف التطور الديناميكي لهذه التقاليد وأهميتها المستمرة.

وخلال كلمتها بهذه المناسبة، رحبت الأستاذة يمنى البحر بالحاضرين، وأعربت عن فرحتها بتواجدها في المتحف المصري بميدان التحرير، ووصفته بأنه مبنى تاريخي عريق يقف شاهدا على عظمة الحضارة المصرية أحد أهمها. أول المتاحف في العالم، تم تصورها وإنشاؤها منذ البداية كمتحف للآثار، مؤكداً أن مشروع تطوير المتحف يهدف إلى استعادة الحالة الأصلية للمتحف وقت افتتاحه عام 1902 على أن يتم تطوير سيناريو العرض الخاص به. المساهمة في ذلك، لإعادة اكتشاف الكنوز المعروضة فيه من خلال سيناريوهات عرض جديدة تبرز جمالها، ليصبح متحفاً للفن المصري القديم، مشيراً إلى أن استضافة المتحف لهذا المعرض اليوم تمثل استمراراً لرسالته العلمية والتعليمية والتوعوية. ودورها المستمر في الحفاظ على تراث مصر الثقافي، حيث أنها مقصد للزوار والعلماء من مختلف دول العالم.

وأشارت في كلمتها إلى التراث المادي المتنوع لمصر من فترات تاريخية مختلفة وإلى التراث غير المادي الناتج عن الممارسات غير المادية التي ظهرت وتطورت عبر التاريخ، لافتة إلى أن العديد من هذه الممارسات لا تزال موجودة حتى اليوم. وقد سعت إلى إدراج ثمانية عناصر من هذه الممارسات ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، مؤكدة على أن هذا المعرض يبني جسراً ثقافياً بين الشعوب، فهو يجمع بين الممارسات المصرية القديمة والممارسات الثقافية المماثلة، ويعرض مختلف البلدان حول العالم في عرض فريد من نوعه. مزيج ثقافي يعزز الروابط العميقة التي تربط حضارات الشعوب.

وأوضح البروفيسور مؤمن عثمان في كلمته أن افتتاح هذا المعرض يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وأشار إلى أهمية تبني مناهج وسياسات لدمج التراث في مختلف شؤون وجوانب مصر وتكامل المجتمع. فهو جزء لا يتجزأ من تاريخ ومستقبل الدولة المصرية ويشير إلى المسؤولية. وتقع على عاتق المهنيين والعاملين في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وإدارة المتاحف والمؤسسات المعنية توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على هذا التراث الثقافي للأجيال القادمة. كما أشاد بالجهد الكبير الذي بذله فريق العمل المسؤول عن المعرض، والذي يؤكد أن دور المتحف المصري ليس مكانًا لحفظ التراث المادي المتمثل في القطع الأثرية فحسب، بل مكانًا للحفاظ على التراث غير المادي، وهو الفكرة التي سيعمل عليها المتحف خلال الفترة المقبلة ونود أن نشكر مكتب اليونسكو بالقاهرة على التعاون المثمر والبناء في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المصري والمجالات ذات الصلة.

بينما د. وأعربت نورية سانز في كلمتها عن عميق امتنانها لوزارة السياحة والآثار والمتحف المصري بالتحرير على التعاون الكبير في إقامة هذا المعرض، مؤكدة أن المعرض يخلق حوارا فريدا بين الصور الفوتوغرافية والقطع الأثرية من مجموعة المتحف المصري من المتحف المصري بالتحرير ويسلط الضوء على التفاصيل الصغيرة التي قد تكون غائبة عن الأنظار. ويهتم البعض بالقطع الأثرية المعروضة، والتي رغم صغر حجمها، تؤكد على الأهمية الدائمة والمعاصرة للممارسات الموضحة في الصور الموجودة في المعرض، ويشيرون إلى أنه تم إعداد كتيب عن المعرض يحتوي على كافة المعلومات حول التراث غير المادي الذي يحتوي على القطع الأثرية والصور الفوتوغرافية التي يضمها المعرض.

دكتور. من جانبه، قال علي عبد الحليم، إن القطع الأثرية المعروضة في المعرض تأتي من مجموعة المتحف وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتراث غير المادي، بما في ذلك إفريز جبس من العصر الروماني يصور ثلاث لحظات رئيسية في حياة البطل المأساوي أوديب باللغة اليونانية. الأساطير، بالإضافة إلى بعض القطع المرتبطة بفكرة التحطيب والخط العربي، وتحتوي على نقش مذهل من الحجر الجيري يصور مسابقة لمجموعة من الصيادين من عصر الدولة القديمة وتمثالين نحاسيين لبيبي إيتش من عصر الدولة القديمة حيث تم طرق النحاس.

ويقدم نقش مشاهد من الحياة اليومية في مصر القديمة، لمحة عن ممارسات تشغيل المعادن في الحضارة المصرية القديمة، حيث يظهر مراحل مختلفة من تشغيل المعادن إلى جانب مجموعة من السلال المصرية القديمة.


شارك