مأساة سما ضحية حريق خط غاز أكتوبر تكشف عن قصة مدمرة للاستهتار الآخر!

لم تكن سما تعلم أن اللحظة التي تنتظرها على مدخل مدينة أكتوبر ستكون الأخيرة قبل أن تقع في معركة شرسة من أجل الحياة والموت.
طالبة طب الأسنان التي أكملت أول ثلاث سنوات من دراستها بنجاح باهر، تتواجد الآن في العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي بعد انفجار في خط أنابيب الغاز بسبب “إهمال” شركة إنشاءات حفرت دون تنسيق أو تحذير.
انتهى الحلم قبل اكتماله
سما ليست مجرد ضحية حادث، بل هي قصة أمل دمر في لحظة. قبل دقائق من الحادث، تحدثت إلى عائلتها وقالت: “أكتوبر على الأبواب… من فضلكم صلوا من أجلي أثناء حديثكم”. استعدت لتقديم مشروعها النهائي ولكنها لم تصل أبدًا.
نشر والدها منشورًا مؤلمًا على حسابه الشخصي على فيسبوك: “ابنتي كانت تحلم بأن تصبح طبيبة. بدلًا من أن تتحدث عن مشروعها النهائي، أصبحت جسدًا يحترق بسبب الإهمال. فهل هذه هي المكافأة؟”
وأضاف: “أنا راضٍ بقضاء الله وقدره، لكني أطالب بالعدالة لسما. لا أريد أن يضيع حلمها بسبب إهمال السلطات”.
انفجار مدمر سببه حفارة غير مسؤولة
وقعت الحادثة عندما قام مقاول بتنفيذ أعمال حفر في منطقة مدخل أكتوبر – طريق الواحات دون تنسيق مسبق مع شركة الغاز الطبيعي “ناتجاز”. وتسبب ذلك في اشتعال خط غاز بضغط 7 بار، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل أودى بحياة العديد من الأشخاص ودمر العديد من المركبات، بما في ذلك سيارة سما.
وأكدت وزارة البترول نجاح فرق الطوارئ في السيطرة على الحريق، فيما أعلنت وزارة الصحة عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين. تم نقل ثمانية منهم إلى مستشفى الشيخ زايد، وخمسة إلى مستشفى السادس من أكتوبر، من بينهم سما التي دخلت العناية المركزة في حالة حرجة.
وزير النفط يحقق في الأمر.. والأب ينتظر العدالة
وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي أنه سيتابع الحادث على الفور وأمر بإجراء الإصلاحات السريعة واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة. ولكن عائلة سما لا تنتظر إصلاح خط الأنابيب. إنهم ينتظرون بدلاً من ذلك معالجة مشكلة أعمق: “ثقافة الإهمال التي تقتل الأبرياء في وضح النهار”.