إمام المسجد النبوي يحذر من ظلم الآخرين.. حقوق الناس على رأس الأولويات

نصح سماحة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ المسلمين بتقوى الله تعالى والسعي إلى مرضاته، مستشهداً بقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
قال: “من أعظم النعم وأكمل سبل الهداية للعبد المحافظة على طاعة ربه عز وجل، فيحرص أشد الحرص على طاعته بالسعي إلى السلامة من حقوق الخلق، والسعي إلى البراءة التامة من ظلم الخلق، قولاً كان أو فعلاً. يقول الله تعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يوقفهم ليوم ينظرون فيه سِفْراً)”.
وأكد سماحته أن من أعظم المهلكات وأفدح الخسائر إطلاق العنان للنفس في ظلم الآخرين وانتهاك حقوقهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة». وأعلن أن أعظم واجب على المسلم هو حفظ حسناته، وحماية دينه، وإعلاء شأنه، مستشهدًا بقول الله تعالى: {ونضع الميزان يوم القيامة فلا تظلم نفس، ولو كان مثقال حبة من خردل لأتينا بها، وكفى بنا حسينًا}.
وأكد الدكتور الشيخ أن الإفلاس الحقيقي والخسارة الكبرى يكون عندما يوفق الإنسان لعمل الخير ويبادر به، ثم يأتي يوم القيامة ويدافع عن حقوق الناس وفي نفس الوقت يرتكب ظلمهم. وهذه أعظم المصائب وأعظم الخسائر. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع». قال صلى الله عليه وسلم: «المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة فيصلي ويصوم ويؤدي الزكاة، فيسب هذا، ويقذف هذا، ويأكل مال هذا، ويسفك دم هذا، ويضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فاتت حسناته قبل أن يقضي دينه، أُخذ من خطاياهم، فوضع عليه، ثم ألقي في النار». رواه مسلم.
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى المبادرة بحماية حقوق إخوانهم من البشر، والعفو عنهم، والكف عن اللعن والغيبة والنميمة والتشهير بالآخرين. وحذر من الظلم والعدوان على الناس وأكل أموالهم والتقصير في ردها، مستشهداً بقول الله تعالى: (ومن ظلم فقد خاب).
واختتم خطبته ببيان أن من واجب كل مسلم أن يطهر ضميره في حقوق الناس، فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن الجهاد في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الدين، وأن التهاون فيه يؤدي بالعبد إلى الهلاك في الدنيا والآخرة. “وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أخذ أموال الناس وهو يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها وهو يريد إتلافها أتلفه الله).” رواه البخاري.