الرئيس السيسي يؤكد أهمية الحفاظ على اللغة العربية

منذ 6 ساعات
الرئيس السيسي يؤكد أهمية الحفاظ على اللغة العربية

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، حفل تخريج الدفعة الثانية من دورات إعداد الأئمة بوزارة الأوقاف بالكلية الحربية المصرية، والذي أقيم بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية أن تخريج وتأهيل هذه الدفعة الجديدة من الأئمة والتي ضمت 550 إماماً واستمرت 24 أسبوعاً، جاء في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية لوزارة الأوقاف. وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة ذات الصلة، بما في ذلك الأكاديمية العسكرية المصرية، سيتم إعداد برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تحسين مهارات الأئمة على مختلف المستويات. وهذا من شأنه أن يساعد على تطوير الخطاب الديني وتطوير آليات التواصل، وخاصة لمحاربة الأفكار المتطرفة ودحضها. كما أنه سيعمل على زيادة الوعي والمعرفة والفهم لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي أن الحفل تضمن عرض فيلم تسجيلي بعنوان “تقرير نجاح الدورة”، ثم عرض البحث المشترك للمشاركين في دورة الإمام حول موسوعة العالم والداعية وأثرها في أداء واجبه (الإمام جلال الدين السيوطي نموذجاً)، وإعلان النتيجة النهائية للدورة. كما أدى الخريجون قسم الولاء، وهو قسم مستحدث لخريجي الأئمة والوعاظ، والذي أداره لهم الدكتور أحمد نبوي عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف. وقد حدث ذلك قبل إلقاء أحد الطلاب قصيدة شعرية، ومن ثم غناء الأناشيد الدينية في الفعاليات. وأكد الفريق أشرف زاهر مدير الكلية الحربية المصرية والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في كلمتيهما على أهمية التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية المعنية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية في إعداد جيل جديد من الأئمة يجمع بين الفهم العميق للعلوم الدينية وإتقان وسائل الاتصال الحديثة. وهذا من شأنه أن يعزز دورهم في نشر الفكر المعتدل وترسيخ القيم الوطنية.

وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي خريجي الأئمة الكرام،

سيداتي وسادتي…

نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سيتولون مسؤولية الدعوة ونشر نور الهداية وغرس قيم الرحمة والتسامح والوعي.

وجهت وزارة الأوقاف بالتعاون مع المؤسسات الحكومية الوطنية، وخاصة الأكاديمية العسكرية المصرية، بإعداد برنامج تدريبي شامل يركز على تحسين المهارات الأكاديمية والثقافية والسلوكية للأئمة. يهدف هذا البرنامج إلى رفع مستوى الوعظ وتحسين أدوات التواصل مع المجتمع. يهدف هذا البرنامج إلى جعل الإمام منارة للوعي، قادر على التعبير عن الحقيقة، مقنعاً، أميناً في تعليمه، ويأتي بوعي عميق وفهم عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات المعاصرة.

واليوم نشهد ثمار هذا التعاون البناء. ونحن نرى هذه النخبة المتألقة من الأئمة الذين تلقوا تعليماً رفيع المستوى يجمع بين المبادئ الراسخة للعلوم الدينية ووسائل الاتصال الحديثة. إنهم يتمتعون برؤية وطنية بحتة، وولاء لله ثم للوطن، ووعي واع لتحديات ومتغيرات عصرنا، مع الحفاظ على ثوابتنا.

أيها السادة، أبنائي الأئمة،

وفي وقت تشتد فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكر عقلاني، وخطاب مسؤول، فإن موقفكم كحامل لواء هذا النهج الصحيح واضح. لقد كنا واضحين منذ البداية أن تجديد الخطاب الديني لا يتأتى إلا من خلال دعاة مستنيرين، أغنياء المعرفة، منفتحين، واعين للتحديات، مخلصين للدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عملية للناس تعالج مشاكلهم وتتغلب على تحدياتهم بما يحقق أهداف الدين ويحافظ على مبادئه العريقة.

إن مهمة تجديد الخطاب الديني لا تقتصر على تصحيح المفاهيم الخاطئة. وإنما هو تقديم الصورة الحقيقية المشرقة للدين الحق كما تجلت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى قواعدها أئمة الهدى على مر العصور.

وأنتم تتخرجون اليوم وتتخذون خطواتكم الأولى على هذا الطريق النبيل، فإن أهم شيء نتوقعه منكم هو أن تحافظوا على عهدكم مع الله ثم مع وطنكم من خلال العمل من أجل الخير ونشر الرحمة وأن تكونوا سفراء للسلام في جميع أنحاء العالم.

لقد كانت مصر بتاريخها الغني وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة منارة للإسلام المعتدل المستنير الذي يعلي من قيم الإنسانية ويكرم العقل ويحترم التنوع ويرسخ قيم العدل والرحمة.

إن ما نشهده اليوم يؤكد التقدم الثابت والحازم للدولة المصرية في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بشكل متكامل، يراعي العقل والضمير ويجعل الدين ركيزة للتقدم والتطور، ويرتكز على قيم الانتماء والاعتدال والنضج.

وفي الختام، أود أن أشيد بكل عقل وفكر ويد ساهمت في إنجاز هذا العمل النبيل، من وزارة الأوقاف إلى الكلية الحربية المصرية، وكل مؤسسة وطنية تؤمن بأن التنمية البشرية تعني تنمية الأمة، وتمكين الجيل القادم، وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل.

بارك الله فيكم جميعًا، وبارك جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد الانتهاء من خطابه الكتابي، ألقى الرئيس عدة رسائل تعبر عن رؤية الدولة في تنشئة أفراد متوازنين ومسؤولين قادرين على المساهمة الإيجابية في المجتمع. وأكد على أهمية اتخاذ الإمام السيوطي قدوة، حيث قدم إسهاماً استثنائياً بتأليفه 1164 كتاباً خلال حياته.

وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي للتأثير على المجتمع بل يجب ترجمتها إلى أفعال إيجابية وفعالة تمثل طريقا يجب اتباعه وتنفيذه. واستشهد على سبيل المثال باستخدام ساحات المساجد، التي ليست أماكن للعبادة فحسب، بل تعمل أيضًا على توفير فرص تعليمية للطلاب. وأكد أيضاً على أهمية حسن معاملة الجيران والاهتمام بتعليم الأبناء ومواكبة التطور دون المساس بالمبادئ الأساسية.

واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية ودور الخطباء كحماة للحرية، وهو ما يعكس رؤية شاملة للتنمية الاجتماعية. وأكد معاليه أن الدورة التي أكملها الأئمة في الكلية الحربية المصرية تم إعدادها على يد علماء متخصصين في علم النفس والاجتماع والإعلام وكافة المجالات ذات الصلة. وفي الختام، أكد الرئيس أنه يرغب في تقديم تعازيه مرة أخرى بوفاة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ويؤكد أن الإنسانية فقدت بوفاته شخصية عظيمة.


شارك