المفتي يشرح حديث النبي «لا إيمان لمن لا أمانة له»

منذ 4 شهور
المفتي يشرح حديث النبي «لا إيمان لمن لا أمانة له»

دكتور. أكد فضيلة الشيخ الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية أن العلم من أخطر أنواع الأمانة، لما يحمله من مسؤولية عظيمة في تبليغ المعرفة الصحيحة، وبيان الأحكام الشرعية، وإرشاد الناس إلى الفضائل. وهذا ما أشار إليه الله تعالى في قوله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء). ووصف العلماء بأنهم قوم خائفون يعرفون حدود الله، ويعرفون حقوقه وصفاته. ومن هنا تأتي خطورة خيانة المعرفة، لأنها تؤدي إلى تزوير الدين، وإفساد العقل، وانتشار الفوضى الفكرية. وقد تصل آثارها إلى حد أن يفقد الناس الثقة بالدين نفسه.

وعن الفتوى، قال مفتي مصر خلال لقائه مع الإعلامي المعروف حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»: «إنها أمانة عظيمة، لأن المفتي عندما يصدر حكماً شرعياً فإنه يوقع باسم الله عز وجل». وهذا يتطلب الأمانة والالتزام بالدقة والتقوى. وإلا فإنه يكون قد أساء الأمانة وانحرف عن الحق. وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لا أمانة له فلا إيمان له). “لذلك فإن المفتي مسؤول أمام الله عن كل كلمة يقولها، لأن الفتوى قد تؤدي إلى إصلاح المجتمع أو إفساده”.

وتابع المفتي: “يجب على الداعية أن يكون حكيماً صبوراً مع من يدعوهم، ويراعي أحوالهم، ويتبعهم خطوة بخطوة، كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}. وحذر من أن بعض الدعاة يضرون بالدين من خلال سوء فهم محتواه أو عدم استخدام الأساليب الصحيحة في الدعوة.

وأضاف نذير عياد: “كل فرد يتحمل مسؤولية وطنه، والوطنية لا تتحقق بالشعارات، بل بالعمل والاجتهاد والحرص على مصالحه”. وأشار إلى أن البعض يعتبر الغش في الامتحانات أو العمل أو الأعمال نوعا من الذكاء، لكنه في الحقيقة يعتبر خيانة للأمانة. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). وأكد أن خيانة الأمانة من أخطر الصفات، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. ووصف المنافقين أيضاً بأنهم في أسفل النار بسبب خيانتهم للأمانة.


شارك