ميريام الحاج لـ«البلد»: خسرت أموالي بسبب انفجار مرفأ بيروت.. وفيلم مثل قصص الحب ولد من رحم المعاناة وحب لبنان

لقد سررت أن الجمهور اللبناني تأثر بالعمل عندما شاهد آلامه على الشاشة الكبيرة خسرت أموالي في انفجار مرفأ بيروت ووقفت ساعات أمام البنك لدفع أجور المصورين. أقوم بتحضير فيلم روائي طويل.. وأستعد لعمل فيلم وثائقي مع مخرج إيراني
تمكنت المخرجة اللبنانية ميريام الحاج من لمس القلوب بفيلمها الوثائقي الأخير “كقصص الحب” الذي روت فيه قصة لبنان وانفجار مرفأ بيروت وأحلام وكفاح شعبه القوي المحب للمرح وغير ذلك الكثير. أثار الفيلم إعجاب الجمهور الذي شاهد الفيلم مؤخرًا، بما في ذلك عروض مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الخامسة والأربعين، مشيدين بقدرة ميريام على تصوير قصة وفيلم معقد ومتعدد الطبقات. الحاضر، الذي يحتوي على رسالة أمل وتحدي، كما يروي المخرج على شكل مذكرات أربع سنوات لأمة تعيش حالة من الاضطراب، تكافح من أجل تحرير نفسها من قيودها بينما تهز الاضطرابات البلاد. وكشفت ميريام في حوارها مع «الشروق» عن كواليس هذا الفيلم والصعوبات التي واجهتها وتأثيرها على حياتها بعد الانفجار، ورسالتها للشعب اللبناني.
أعربت المخرجة ميريام الحاج لأول مرة عن فرحتها بردود الفعل على فيلمها “كقصص الحب” بعد عرضه في دورته الأخيرة في مهرجان القاهرة السينمائي، حيث عرض بشكل خاص ضمن “آفاق السينما العربية”. ردود فعل اللبنانيين الذين حرصوا على التواجد لمشاهدة الفيلم الذي يتحدث عنهم وعن معاناتهم ومدى سعادتهم عندما رأت مدى تأثرهم بقصته، ومن بينهم المخرج أسد فولاد كار الذي وعبّر لها عن مدى ردة فعله تجاه الأحداث.
وقالت: “الفيلم يعبر عن حالة المعاناة الشديدة والمستمرة التي يعيشها الشعب اللبناني، كما أنه يتناول عدداً من القضايا التي لم نكن لنصل إلى ما نحن عليه الآن لو اهتم المسؤولون بإيجاد الحلول”. هي حالة الحرب التي نواجهها، وعندما شاهد العديد من اللبنانيين الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، تأثروا بشدة وشعروا بالألم لأن الفيلم عبر عن الألم الكبير الذي بداخلهم.
وعندما سئلت: هل نجح الفيلم في التعبير عن الواقع اللبناني لأنها شهدت الأحداث هناك؟ أجابت: “ليس من الضروري أن ينجح الفيلم في التعبير عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب اللبناني لأن مخرجه لبناني”. الحياة داخل المجتمع اللبناني، لأن هناك مخرجين صوروا معاناة بعض الدول، رغم أنهم ليسوا من جنسيتها، واستطاعوا رصدها. الواقع جيد، لكن بالطبع تجربتي مع الأحداث كان لها الأثر الكبير على العمل. كنت حاضراً وقريباً من انفجار مرفأ بيروت وتأثرت. مع القتل الوحشي لـ 220 شخصًا، وبعضهم لم يتم العثور على رفاتهم، كان يجب علي كمواطن لبناني أن أشاهد هذا الحدث المؤلم.
وعن حقيقة ما تردد عن خسارة أموالها في هذا الانفجار، قالت: “نعم”.
لقد خسرت أموالاً كثيرة بسبب هذا الانفجار وتأثرت كثيراً من عواقب الوضع بعد هذا الحادث. كان عندي فلوس في البنك وخسرتها مثل كل اللبنانيين. وتسبب الانفجار في أزمة كبيرة في البنوك. وبدأ الجميع يتأقلم مع الظروف الجديدة، ومواعيد التصوير جعلتني أنتظر.. الخامسة صباحاً أمام البنك حتى أسحب 50 دولاراً فقط لأدفع ثمن التصوير وأعطي الناس حقوقهم. خلال عملي واجهت الكثير من الصعوبات لذلك تصرفت بذكاء شديد حتى أتمكن من سحب أموالي من… البنك وطوال الوقت كنا نتفاجأ بالظروف التي تمر بها البلاد وحاولنا التأقلم والخروج من الصدمة.
ولفتت إلى أن “الشعوب العربية كلها مرت بأوقات عصيبة في السنوات الأخيرة، لكن الأزمة الاقتصادية في لبنان وصلت إلى مستوى قبيح”. وقد ارتفع العدد إلى 90 ألفاً، ويعيش الشعب اللبناني حالة من الصدمات المتلاحقة والحروب الدائمة المصحوبة بارتفاع الأسعار، إضافة إلى حالة الرعب التي يراها اللبنانيون في النور بأنفسهم. يشعرون أنفسهم وعائلاتهم وأحبائهم بخطر الموت الوشيك. تهدده الحرب المستمرة في كل لحظة، لكنه يقدر محاولاته للتكيف مع صعوبات الحياة، لأنه لا يوجد حل بديل، وإذا لم يستطع التكيف فسوف يموت.
ورداً على أن الفيلم يصور واقعة قد يحاول البعض نسيانها، قالت: «أنا وجميع صناع الفيلم نحارب لنسيان ما حدث وما يحدث في بلادنا. أثناء العمل في الفيلم، تذكرت الأحداث الصعبة التي حدثت في لبنان على مدار الـ 15 عامًا الماضية، وأن الشعب اللبناني قام بثورة، كل ذلك من أجل… معاناة الشعب بأفضل طريقة ممكنة. تقديم ما هو بمثابة رسالة إلى العالم أجمع، الذي يحتاج إلى رؤية معاناة الشعب اللبناني، وصموده، وحبه للحياة ومحاولاته لإعادة التكيف مع الواقع.
وتابعت: من أهداف فيلم “مثل قصص الحب” عرضه في المهرجانات حتى نشعر بتفاعل الجمهور معه. بدأنا مع الدول الأوروبية وعرضنا الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، وهو أول عرض عربي، وسنعرضه أيضًا في المغرب. وسنطرحه في دور السينما في عدة دول.
وتحدثت عن سر اختيار «مثل قصص الحب» كاسم للفيلم، فقالت: «اخترت اسم الفيلم متأخراً جداً، وطوال العمل نتحدث عن قصص الحب، وجومانا بطلة الفيلم». ردد للانفجار عبارة ألهمت العنوان: «لبنان مثل قصص الحب». في كل مرة نعتقد أن الغد سيكون أفضل، نستمر في الاعتقاد بأن الغد سيكون أفضل، وأستطيع أن أقول إن فيلم «مثل قصص الحب». “خرج من رحم المعاناة ومنه أيضًا حب لبنان.
وعن آخر مشاريعها الفنية قالت ميريام الحاج:
أقوم حاليًا بالتحضير لفيلم وثائقي مع مخرج إيراني، وأحضر أيضًا لفيلم روائي طويل أعمل عليه منذ فترة طويلة ولكن تم تأجيله بسبب الأزمات في لبنان وسيتم تصويره بعد الحرب. أحب أن أصور لبنان، ولم أكتفي بتصوير أرضه وبحره وكل جزء من لبنان. هناك العديد من القصص التي تحتاج إلى رصد.
ووجهت ميريام رسالة للشعب اللبناني في ختام حديثها قائلة: الله يعينكم وكل العوائل في لبنان، ولا أخفيكم أني طلبت من أهلي السفر إلى مصر لكنهم رفضوا، وهذا هو الشعب اللبناني، المناضل المحب والمتمسك بوطنه ووطنه.