مفتي تشاد يصرح بأن مفتي مصر يُعتبر مفتي العالم الإسلامي بأسره
افتتح المؤتمر الدولي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم برئاسة الشيخ أحمد النور محمد الحلو، المفتي العام لجمهورية تشاد، الذي أكد على أهمية البحث في مجالات العلم والابتكار ودورهما في الفتوى. وأوضح أن هذا السعي لم يكن وليد العصر الحديث، بل هو نهج يتبعه الإنسان منذ القدم في خدمة نفسه ومجتمعه.
محاكاة سنن الكون
وأضاف الشيخ الحلو أن الإنسانية تحاكي سنن الكون التي خلقها الله عز وجل، رغم تلقيها لانتقادات، حتى من بعض أبناء الغرب. لكن، توجد ثمار إيجابية يمكن توجيهها حسب الحاجة، بما يتماشى مع مبدأ “عمارة الأرض”.
الذكاء الاصطناعي: فرص وتحديات
كما أشار الشيخ الحلو إلى الذكاء الاصطناعي كأحد السمات البارزة في عصرنا اليوم، حيث ينطوي على فرص وتحديات تستوجب توجيهه نحو الصالح العام. وقد أوضح أن دار الإفتاء المصرية تبذل جهودًا كبيرة لمعالجة الفجوة المعرفية في هذا الحقل.
شكر وتقدير للجهود
عبّر الشيخ أحمد النور عن شكره للدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، وفريق العمل بالأمانة العامة، تقديرًا لما قدموه في هذا الصدد.
ثروات تشاد وإسهامات العلماء
وتحدث عن واقع بلاده التي تتمتع بثروات طبيعية متنوعة، وكيف تسعى الدولة لاستثمارها في التنمية. كما أشار إلى إسهامات علماء تشاد في إنشاء مدن قرآنية ومجمعات تعليمية خرّجت آلاف الطلبة في مجالات الدعوة والإصلاح.
مواجهة الفكر الهدام
أكد الشيخ الحلو أن دار الإفتاء في تشاد تمثل حصنًا ضد محاولات اختراق المجتمع بأفكار هدامة، من خلال مواجهة التيارات الفكرية المناهضة بحكمة وصبر.
التكريم والاعتزاز
في ختام كلمته، أبدى الشيخ أحمد النور فخره بالتكريم الذي حصل عليه من الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث مُنح جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي لعام 2025. واعتبر أن هذا التكريم يمثل تقديرًا كبيرًا لبلاده، ويحفز الجميع على مواصلة الجهد في خدمة الفتوى. وقد أشار إلى مكانة الإمام القرافي في تشاد، حيث أسست مؤسسة علمية تحمل اسمه منذ عشرين عامًا.
دور الأزهر الشريف
وأضاف الشيخ: “ما دام الأزهر الشريف ودار الإفتاء قائمين، فإن الخوف على الدين لا محل له”، وعبّر عن شكره لفضيلة مفتي الجمهورية، مشيرًا إلى أن مفتي مصر يلعب دور المفتي للعالم الإسلامي، وأن المفتين في مختلف البلدان هم نواب عنه في أداء رسالتهم.
نبذة عن الشيخ أحمد النور محمد الحلو
وُلد الشيخ أحمد النور محمد الحلو عام 1946م في تشاد. وتلقى تعليمه الديني في السودان، حيث درس الفقه المالكي، وأصول الفقه، واللغة العربية، والحديث الشريف. وقد أتاح له ذلك أن يصبح أحد أبرز علماء الفتوى في إفريقيا. تولى عدة مناصب دينية رفيعة، بما في ذلك منصب المفتي العام لجمهورية تشاد عام 2013م، وعضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. كما أسس مجمعًا علميًا لنشر التعليم الشرعي ومحاربة الغلو والتطرف، وشارك في مؤتمرات دولية لدعم الاعتدال وترسيخ منهج الوسطية.
جائزة الإمام القرافي
تقديرًا لعطائه العلمي وإسهاماته في تطوير العمل الإفتائي، منحته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم جائزة الإمام القرافي للتميّز الإفتائي لعام 2025. وتعدّ هذه الجائزة الدولية مرموقة، تمنح سنويًا خلال المؤتمر العالمي للإفتاء، كتكريم للأشخاص الذينساهموا بجهود بارزة في تعزيز المرجعية الوسطية ومواجهة التطرف من خلال البحث العلمي والممارسة العملية.
