على رغم التحديات.. «الشيوخ» تكشف عن خريطة زمنية واضحة لانتخابات تصويت الخارج في أغسطس

منذ 11 ساعات
على رغم التحديات.. «الشيوخ» تكشف عن خريطة زمنية واضحة لانتخابات تصويت الخارج في أغسطس

تبدأ عملية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ للمصريين بالخارج بالسفارات والقنصليات المصرية يومي الجمعة والسبت 1 و2 أغسطس، بينما تجرى انتخابات المحليات يومي 4 و5 أغسطس، وفقا للجدول الذي حددته الهيئة الوطنية للانتخابات.

ستُعلن النتائج النهائية للجولة الأولى وتُنشر في الجريدة الرسمية في 12 أغسطس. وستُجرى جولة الإعادة يومي 25 و26 أغسطس للمصريين في الخارج، ويومي 27 و28 أغسطس للمصريين في الداخل. وستُعلن النتائج النهائية رسميًا وتُنشر في 4 سبتمبر.

مساء الخميس، 31 يوليو/تموز، تنتهي فترة الهدوء الانتخابي، وتُعلَّق جميع أنشطة الحملات الانتخابية استعدادًا لبدء الانتخابات. وتُقام حاليًا حملات انتخابية مكثفة وأنشطة حضورية لتحفيز الناخبين وزيادة نسبة المشاركة.

لقد أحدثت تحركات المرشحين وتكثيف مؤتمرات القائمة الوطنية الموحدة زخمًا ملحوظًا في المشهد السياسي. ولتسهيل الوصول إلى مراكز الاقتراع، أتاحت الهيئة الوطنية للانتخابات أدوات إلكترونية عبر متجري التطبيقات وجوجل بلاي.

تُمكّن هذه الخطوة الناخبين من معرفة مواقع مراكز الاقتراع الخاصة بهم، وتتيح لهم تغييرها عند الحاجة. وهذا يضمن مرونةً لجميع أفراد الأسرة عند الإدلاء بأصواتهم.

وفي هذا السياق، كثف المرشحون المحتملون أنشطتهم الميدانية من خلال عقد لقاءات عامة وحوارات مباشرة واستخدام أدوات الاتصال الرقمية للتفاعل بشكل أفضل مع الناخبين وتقديم برامجهم في ضوء التطورات السياسية والتكنولوجية.

ستستمر حملات مرشحي مجلس الشيوخ الانتخابية، باستخدام مزيج من الوسائل التقليدية والرقمية، وفقًا للوائح التي أقرتها الهيئة الوطنية للانتخابات، والتي تسمح للمرشحين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل التكنولوجية في حملاتهم الانتخابية، بالإضافة إلى الجولات الميدانية واللقاءات الشخصية في الخيام والتجمعات العامة.

وقد نجح عدد كبير من المرشحين في استخدام المنصات الرقمية للتواصل مع جماهيرهم، سواء من خلال البث المباشر أو الاجتماعات التفاعلية حيث يمكنهم تقديم برامجهم الانتخابية والرد على أسئلة الناخبين.

حظي هذا التوجه بقبول واسع، لا سيما بين الشباب الذين يشكلون حوالي 60% من سكان مصر. وقد ساهم في ترشيد الإنفاق على الحملات الانتخابية وتوجيه الموارد لدعم الفئات الضعيفة بدلاً من الاعتماد على الدعاية المفرطة والمكلفة.

التحول الرقمي

يُمثل الاستخدام المتزايد للوسائط الرقمية تغييرًا في طبيعة الحملات الانتخابية. فهو يُمكّن المرشحين من الوصول إلى جماهيرهم والتفاعل معها باستمرار وبسرعة ودقة، مع تضييق الفجوة بين السياسيين والمواطنين، وجعل العملية الانتخابية أكثر عملية وشفافية.

من ناحية أخرى، توافرت أدوات الحملات الميدانية أيضًا: نظّمت القوائم والمرشحون لقاءات عامة، وكرّموا الطلاب المتفوقين، وأطلقوا مبادرات مجتمعية في مجالي التوظيف والصحة. وقد منح هذا الحملات نهجًا خدميًا وجعلها أكثر استجابةً لاحتياجات الجمهور.

تُعدّ القائمة الوطنية لمصر وجهًا بارزًا في هذا المشهد. تضمّ في عضويتها شخصيات عامة وأعضاء برلمان سابقين وأكاديميين معروفين بقدرتهم على التأثير في الرأي العام. وهذا يجعلها، بحسب مراقبين، مرشحًا سيُغيّر الأداء البرلماني في الدورة التشريعية المقبلة.

تسير الحملة الانتخابية وفق الخطة الموضوعة ووفقًا للقواعد التي وضعتها الهيئة، سواءً من خلال الإعلانات في الأماكن العامة، أو اللوحات الإعلانية، أو المنشورات المطبوعة، أو الحملات الرقمية. ويعكس هذا مشهدًا انتخابيًا متجددًا تلتقي فيه أدوات الماضي والحاضر، في حين تشهد طبيعة التمثيل تغيرًا ملحوظًا، وتبرز شراكة واسعة بين الشباب والنساء في الحملة الانتخابية.

الاستعداد الرسمي

أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات، وهي الجهة الدستورية الوحيدة المسؤولة عن الإشراف على العملية الانتخابية، جاهزيتها التامة لإجراء الانتخابات، واستكملت جميع الاستعدادات اللوجستية والإدارية. وفي حكمٍ صدر مؤخرًا، أكدت المحكمة الإدارية على استقلالية الهيئة ونزاهتها، ومنع أي تدخل في اختصاصها.

أكد المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن حق التصويت ليس مجرد واجب دستوري، بل هو مسؤولية وطنية تُمكّن المواطنين من المساهمة في بناء مستقبل وطنهم. وفي إطار مشاركته في حملة “لازم تعرف”، أكد بدوي أن كل صوت هو لبنة في بناء الوطن. وتحت شعار “شارك… صوتك مسموع”، دعا الناخبين إلى ممارسة حقهم في التصويت بوعي – من أجل مصر أكثر استقرارًا وتقدمًا.

وتؤكد اللجنة في كافة بياناتها التزامها الكامل بإجراء الانتخابات بشفافية ونزاهة، وتحت إشراف قضائي كامل، وبما يعكس الصورة الحقيقية لمصر الجديدة، دولة المؤسسات والديمقراطية.

ستُجرى انتخابات مجلس الشيوخ بنظام مختلط، حيث يُخصص نصف المقاعد للمرشحين الأفراد والنصف الآخر للقوائم المغلقة. وقد انقضى الموعد النهائي لتقديم تنازلات المرشحين، واستُكملت جميع الإجراءات الإدارية. وبدأ التصويت الآن.

تنتهي فترة الحملات الانتخابية للمرشحين يوم الخميس 31 يوليو/تموز، بعد 14 يومًا من الحملات. وتبدأ بذلك فترة الصمت الانتخابي استعدادًا للتصويت. وخلال هذه الفترة، نظم المرشحون العديد من التجمعات العامة والفعاليات الانتخابية، وتواصلوا عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر قاعدة ممكنة من الناخبين.

خلال الحملة الانتخابية، برزت أدوات التواصل الرقمي كأحد أبرز سمات التحول في سياسة الإعلان. فقد أتاحت البث المباشر والحوارات الإلكترونية مع الناخبين مجالًا أوسع للتفاعل والشفافية، لا سيما مع الشباب، الذين يشكلون الشريحة الأكبر من المجتمع. ساهم هذا التوجه في خفض الإنفاق الإعلاني بما يتماشى مع الوضع الاقتصادي الراهن، وزيادة التنافسية من خلال البرامج والرؤى بدلًا من الوسائل المادية.

الحركات الحزبية

على الصعيد المحلي، كثّفت الأحزاب السياسية، وعلى رأسها القائمة الوطنية لمصر، مشاركتها المجتمعية. وفي مختلف الدوائر الانتخابية، بُذلت جهود لتنظيم فعاليات مجتمعية، مثل دعم الرعاية الصحية، وتكريم الطلاب المتفوقين، وتوفير فرص العمل، وذلك في إطار ربط الحملة الانتخابية بالشواغل اليومية للمواطنين.

تستعد القائمة الوطنية، التي تضم 13 حزبًا وتضم أعضاءً من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، للترشح كقائمة وكمرشحين فرديين. وبفضل سجل أعضائها الحافل في الخدمة العامة والتزامهم بالقضايا المدنية، من المتوقع أن تُسهم إسهامًا كبيرًا في البرلمان المقبل.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تشجيع المشاركة الواسعة في الانتخابات وإرسال إشارة دعم للدولة واستقرارها في وقت حرج تواجه فيه البلاد تحديات إقليمية ومحاولات لتقويض تماسكها الداخلي.

ضد الاضطرابات

تتزامن الاستعدادات النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ في الداخل والخارج مع محاولات خبيثة من قوى ومنظمات معادية لعرقلة هذا الاستحقاق الوطني، مستغلةً الظروف الإقليمية، ومستخدمةً القضية الفلسطينية كورقة ضغط وتشويه ضد مصر.

وفقًا لإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، سيبدأ التصويت في الخارج يومي 1 و2 أغسطس في القنصليات والبعثات الدبلوماسية، بينما ستُجرى الانتخابات الداخلية يومي 4 و5 أغسطس. تأتي هذه الخطوة بعد استكمال جميع مراحل الجدول الزمني وانتهاء فترة الحملة الانتخابية التي تنتهي في 31 يوليو. بعد ذلك، ستُعطل الانتخابات في البلاد.

في ظل هذا المناخ، برزت دعوات مشبوهة من تنظيمات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، تدعو إلى التظاهر أمام السفارات المصرية في الخارج، تحت شعارات كاذبة تتعلق بالقضية الفلسطينية. وتهدف هذه الدعوات إلى تشويه صورة الدولة المصرية، والنيل من سمعتها الإقليمية والدولية.

تحاول هذه الحملات تصوير مصر على أنها تتناقض مع جوهرها، متجاهلةً الدور المهم الذي لعبته ولا تزال تلعبه في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك جهودها للحفاظ على الهدوء، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وتنسيق خطط إعادة الإعمار، ورفض محاولات تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم.

الحشود المتوقعة

في المقابل، تلقى هذه المطالبات استجابةً وتفاعلاً كبيرين من الشعب المصري، حيث أعلنوا عن استعدادهم لطوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في الخارج، في دلالة واضحة على دعم الوطن ومؤسساته، وبرهان على أن التصويت في هذه الظروف الصعبة تعبير عن التضامن الوطني، وليس مجرد ممارسة ديمقراطية.

وعلى الصعيد الداخلي، تكثف الأحزاب والمرشحون جهودهم لتشجيع المشاركة الشعبية وتقديم الانتخابات باعتبارها محطة حاسمة في تعزيز الاستقرار ومواجهة محاولات الاضطراب والارتباك، خاصة وأن إجراء هذه الانتخابات جزء لا يتجزأ من استكمال عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي.

وضعت الدولة خطة شاملة لتأمين العملية الانتخابية داخليًا وخارجيًا، تضمن سير العملية بشكل آمن ومنتظم، وتقضي على أي محاولات لإثارة الفوضى أو تعطيل سير العملية الانتخابية. وتشمل هذه الاستعدادات تأمين مراكز الاقتراع ومراكز البعثات الدبلوماسية، بالإضافة إلى رصد خطاب الكراهية الصادر عن التنظيمات المعادية.

مع اقتراب موعد الانتخابات، يُعدّ وعي المواطنين وقدرتهم على التمييز بين الحقيقة والدعاية أمرًا بالغ الأهمية. كما أن مشاركتهم الفاعلة ضرورية لمنع محاولات التشويه، ولإيصال رسالة واضحة مفادها أن مصر تتطلع إلى المستقبل بثقة.


شارك