حالات صادمة في امتحانات السعودية.. إجابات طلاب تثير الجدل وتفتح باب الحديث عن الصحة النفسية

شهدت امتحانات الفصل الدراسي الثاني في المملكة العربية السعودية هذا العام مشاهد غير تقليدية داخل قاعات الاختبارات، حيث خرجت بعض إجابات الطلاب عن الإطار المعتاد، لتحمل في طياتها رسائل إنسانية مؤثرة، وأخرى استدعت تدخل الصحة النفسية بشكل عاجل. هذه الحالات أعادت تسليط الضوء على الضغوط النفسية التي يعيشها الطلاب، ودور المؤسسات التعليمية في مواجهتها.
طالب يرفض إعراب "مبني للمجهول" احترامًا للخالق
في واقعة نادرة أثارت إعجاب لجان التصحيح، كتب أحد الطلاب أثناء إعرابه للآية الكريمة "خُلق الإنسان من عجل": "فعل ماضٍ لم يُسمّ فاعله" بدلًا من استخدام مصطلح "مبني للمجهول"، مبررًا ذلك بأنه لا يليق تأدبيًا مع الله عز وجل. هذه الإجابة حازت على إشادة واسعة من المصححين، الذين وصفوا الطالب بالواعي والمؤدب، ما فتح نقاشًا حول وعي الطلاب الديني والأخلاقي داخل بيئة التعليم.
"مش قادر أكمل".. رسائل حزينة من طلاب وسط الامتحانات
في مشهد آخر يعكس حجم الضغوط الدراسية والنفسية، كتب أحد الطلاب في ورقة الامتحان عبارة قصيرة لكنها عميقة المعنى: "مش قادر أكمل". هذه الجملة دفعت المعلمين إلى إحالة الطالب إلى أخصائي نفسي لتقديم الدعم اللازم. ولم تكن هذه الحالة الوحيدة، فقد رُصدت عبارات مماثلة تعكس معاناة بعض الطلاب من ظروف أسرية صعبة أو ضغوط نفسية حادة.
مناشدة تمس القلوب: "أنجحني من أجل أمي المريضة"
من بين أكثر الإجابات التي لامست مشاعر المتابعين، كتب طالب: "أرجوك يا أستاذ، من أجل والدتي المريضة، نجحني.. لا أريد أكثر من درجة النجاح". هذه العبارة المؤثرة أثارت موجة تعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت باب النقاش مجددًا حول مدى كفاية الدعم النفسي المقدم للطلاب، وضرورة مراعاة الجانب الإنساني في العملية التعليمية.
طالب يكتب كلمات عشوائية في ورقة الامتحان.. وتحويله للصحة النفسية
من أغرب الحالات التي تم تسجيلها، قيام أحد الطلاب بكتابة كلمات غير مفهومة ولا تمت بصلة إلى الأسئلة الموضوعة في ورقة الامتحان، ما دفع المعنيين إلى تحويله بشكل فوري إلى طبيب نفسي للتقييم والمتابعة. هذه الحادثة طرحت تساؤلات جدية حول مدى استعداد المدارس لاكتشاف حالات الاضطراب النفسي والتعامل معها مبكرًا.
دعوات متزايدة لتعزيز الصحة النفسية داخل المدارس السعودية
أثارت هذه الوقائع المتتالية حالة من الجدل داخل الأوساط التعليمية والإعلامية في السعودية، وسط مطالبات بتكثيف برامج الدعم النفسي في المدارس، وتوفير مرشدين متخصصين قادرين على التعامل مع ضغوط الطلاب. الخبراء شددوا على أن تحسين الصحة النفسية داخل البيئة التعليمية لا يقل أهمية عن تطوير المناهج أو البنية التحتية.