مدبولي يكشف: توجيهات الرئيس السيسي لتسريع سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول

منذ 8 ساعات
مدبولي يكشف: توجيهات الرئيس السيسي لتسريع سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول

افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي المؤتمر الصحفي عند بوابة المدينة بالترحيب بالصحفيين المتواجدين بمدينة العلمين الجديدة، قائلاً: “أود أن أهنئ فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والشعب المصري بالذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، وأتمنى أن تحمل هذه الأيام الخير والبركة على مصر”.

وأضاف: “شهدنا خلال هذه الفترة العديد من الفعاليات والأنشطة المهمة على الصعيدين الدولي والمحلي، وكان من أهمها لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بقائد القيادة المركزية الأمريكية، مؤكدًا أن هذا اللقاء يكتسب أهمية بالغة في ظل مساعي البلدين لتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية المشتركة، والتنسيق الدولي المستمر بينهما حيال القضايا المحورية”.

وأكد أهمية هذا اللقاء، قائلاً: “شرح الرئيس، بوضوحه وصراحته المعهودة، لقائد القيادة المركزية الأمريكية جميع التفاصيل، لا سيما رؤية مصر تجاه جميع قضايا المنطقة، وموقف مصر الواضح من القضية الفلسطينية، ومعارضتنا القاطعة لأي تهجير للفلسطينيين، وضرورة تسريع خطط إعادة إعمار قطاع غزة. كما شرح الرئيس جهود مصر الحثيثة للتوسط بين الطرفين حتى يتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والذي نأمل أن يتحقق قريبًا”.

قال رئيس الوزراء: “على الصعيد المحلي، تشرفتُ بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية. واستعرضنا مع الرئيس جميع التطورات في قطاع البترول والثروة المعدنية، كما عرضنا عليه موقف الشراكات مع الشركاء الأجانب، ومشاريع التنقيب الجديدة قيد التطوير والمقرر تشغيلها خلال السنوات الخمس المقبلة، وبعضها مطلع العام المقبل. ويأتي كل هذا في إطار تنامي ثقة الشركاء الأجانب في الدولة والاقتصاد المصري”.

وأضاف: “يتجلى ذلك في زيادة استثمارات هذه الشركات خلال الفترة الماضية، ويعود الفضل في ذلك أيضًا إلى التزام مصر بسداد كامل مستحقاتها الشهرية والبدء في سداد متأخراتها”. وقال: “أكد الرئيس على هذه النقطة، ووجه الحكومة بإعطاء الأولوية القصوى لسداد متأخرات الشركاء الأجانب في أسرع وقت ممكن، لما سيعزز ثقتهم بالوضع الاقتصادي ويحفزهم على زيادة استثماراتهم في البحث والاستكشاف وعمليات المشاريع خلال الفترة المقبلة”.

وأكد أنه تم عرض وضع أوعية التسييل. وتعمل حاليًا ثلاث أوعية في مصر، تلبي احتياجات البلاد من الغاز، بالإضافة إلى موارد أخرى مستوردة ومحلية. وقال: “عرضنا أيضًا على الرئيس رؤيتنا للعامين أو الثلاثة أعوام القادمة، مؤكدين أن أوعية التسييل إجراء مؤقت سيتم الاستغناء عنه تدريجيًا خلال فترة زمنية محددة بمجرد تعافي الإنتاج المحلي وعودته إلى وضعه الطبيعي”.

وأضاف: “أكد الرئيس أهمية ضمان استدامة واستقرار منظومة إمدادات الغاز وجميع مصادر الطاقة الأخرى، لتجنب انقطاعات الأنشطة الاقتصادية المختلفة”. وأشار إلى أن المصانع تحصل على الغاز وتعمل بكامل طاقتها.

وتابع: “كما تناول موضوع الثروة المعدنية، لا سيما قطاع الذهب، مستشهدًا بالاتفاقيتين الموقعتين مع شركة أنجلو جولد، مالكة منجم السكري، والتوسعات الجارية في المنجم والمنطقة المحيطة به. كما أشار إلى حصول شركة باريك جولد، ثاني أكبر شركة في العالم، على امتياز في منطقة أخرى، مما يؤكد وجود احتياطيات كبيرة من الذهب هناك”.

وفي إشارة إلى زيارته لمحطة الضبعة النووية اليوم، قال مدبولي: “هذا المشروع كان حلماً دائماً لكل مواطن مصري، وكان لإصرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تنفيذه دور كبير في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة”.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “وقعنا الاتفاقية الإطارية لهذا المشروع عام ٢٠١٥، وبدأت المرحلة الأولى من التنفيذ في ديسمبر ٢٠١٧. ومع ذلك، بدأت أعمال البناء الفعلية للمفاعلات النووية الأربعة خلال السنوات الأربع الماضية. وقد أكدت زيارة مفصلة لجميع هذه المرافق اليوم أن العمل يسير وفقًا للخطة الموضوعة”.

كما أشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد مؤخرًا اجتماعًا مع شركة روساتوم، الشركة المسؤولة عن المشروع، وأكد الالتزام بتسريع الجدول الزمني. ومن المقرر تسليم وتشغيل المفاعل الأول في النصف الثاني من عام 2028، يليه توصيل المفاعلات الثلاثة الأخرى بالشبكة تباعًا طوال عام 2029. وسيضيف هذا حوالي 4800 ميجاوات من الطاقة النظيفة إلى شبكة الكهرباء والطاقة المصرية.

كما أكد رئيس الوزراء على زيارة مهمة، هي الأولى لوزير التعاون الاقتصادي والتنمية إلى ألمانيا. وقد التقيتُ به بحضور وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالإضافة إلى وزارة الخارجية. وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن ألمانيا تُعد من أكبر الشركاء السياسيين والاقتصاديين لمصر، حيث تعمل في السوق المصرية أكثر من 1600 شركة ألمانية، ويبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين نحو 7 مليارات يورو. لذا، ناقش الجانبان سبل تكثيف التعاون والشراكة الاقتصادية. وأوضح أن مصر وألمانيا لديهما برنامج ناجح للغاية لسداد الديون وتحويل الاستثمارات المشتركة، وقد تم إطلاق مرحلة جديدة من هذا البرنامج، بحجم يقارب 100 مليون يورو، ويجري تنفيذه بالفعل. واعتبر مدبولي هذا الإجراء بالغ الأهمية لتحويل ديون الحكومة المصرية إلى استثمارات لتطوير مشاريع البنية التحتية وقطاع الطاقة، بما يخدم الشعب المصري ويعود بالنفع على الدولة من خلال خفض الدين الخارجي.

على الصعيد الاقتصادي، أشار رئيس الوزراء أيضًا إلى تقرير البنك المركزي الأخير حول الاستقرار المالي. وأشار إلى الحرص على عدم تأخير المطالبات بالدولار، واستقرار السوق في هذا الصدد. وينعكس ذلك في ثقة المستثمرين بالاقتصاد المصري، وهو ما نلمسه يوميًا في لقاءاتنا مع المستثمرين الأجانب عند مناقشة تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى في الدولة المصرية. وستسهم جميع هذه النقاط، إن شاء الله، في تحقيق أهدافنا المتمثلة في خفض الدين، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد. ومن أولوياتنا كحكومة العمل على هذه المؤشرات.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: “أوضحتُ اليوم في اجتماع مجلس الوزراء مع الوزراء المسؤولين عن الخدمات والمرافق والتجارة والمنتجات الزراعية أننا كحكومة سنركز بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة على العمل مع القطاع الخاص لخفض أسعار السلع الاستراتيجية الحيوية للشعب المصري. مهمتهم هي جعل نتائج الإصلاحات الاقتصادية ملموسة للشعب المصري، وخاصةً استقرار الوضع الاقتصادي في الآونة الأخيرة، بما في ذلك انخفاض سعر الدولار وعوامل أخرى تُساعد على خفض أسعار السلع والمنتجات الأساسية المهمة للشعب المصري”.

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: “كانت هناك أيضًا اجتماعات بالغة الأهمية لوضع استراتيجية للسكر والأسمدة، لما لهما من أهمية بالغة للمواطن المصري. وهدفنا هو توفير هذه المواد الخام بوفرة لضمان استقرارها وخفض أسعارها في هذا الصدد”.


شارك