«حشد»: غزة تموت جوعًا والضفة تُعاني من الضم القسري، والعالم يتجاهل بصمتٍ مخزٍ

منذ 8 ساعات
«حشد»: غزة تموت جوعًا والضفة تُعاني من الضم القسري، والعالم يتجاهل بصمتٍ مخزٍ

أعربت اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) عن قلقها العميق وغضبها إزاء التدهور الإنساني الكارثي والمتسارع في قطاع غزة. ويتسم هذا التطور بالإبادة الجماعية المستمرة، والعدوان الإسرائيلي الشامل، والحصار الخانق، والتجويع المتعمد، والاعتداءات الممنهجة على المدنيين والكوادر الطبية والصحفيين. ويحدث كل ذلك في ظل صمت وتقاعس دولي صارخ، يُعدّان بمثابة تواطؤ في الجرائم المستمرة ضد سكان قطاع غزة.

صرح الحشد بأنه مع كل يوم يمر من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، تتفاقم المأساة الإنسانية وتداعياتها الكارثية. إن ما يحدث هناك يمثل أبشع صور الإبادة الجماعية والمجاعة، نتيجةً للهجمات المباشرة على المدنيين وتدمير منازل المواطنين وممتلكاتهم، والخدمات والبنى التحتية، والموارد الصحية والزراعية، ومصادر المياه.

وأضاف حشد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي والحصار المستمر منذ 143 يومًا، والذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والوقود والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال والمكملات الغذائية والأدوية، أدى ويؤدي إلى تفشي الجوع بشكل مخيف في غزة. وتشير مؤشرات المجاعة الشاملة في غزة إلى أن جميع سكان القطاع يعانون الآن من مجاعة من الدرجة الخامسة (الجوع الكارثي) والدرجة الرابعة (الجوع الشديد). ثلث السكان لم يأكلوا منذ أيام، و90% من الأسر تفتقر إلى مياه شرب نظيفة، ومليون طفل يعانون من سوء التغذية.

وفقًا لتقرير صادر عن الحشد الشعبي، توفي 83 طفلًا خلال الأيام الأخيرة، وأصيب أكثر من 650 آخرين بأمراض ناجمة عن الجوع وسوء التغذية. وسجّلت الفرق الطبية والمنظمات الدولية آلاف السكان في حالة غيبوبة نتيجة الجوع الشديد. وتنتشر أمراض جلدية وأمعاء وتنفسية ناجمة عن الجوع وسوء النظافة وتلوث المياه بين معظم سكان قطاع غزة.

أعلنت وزارة الصحة عن 45 حالة شلل رخو حاد، مما أثار مخاوف من تفشي شلل الأطفال. وتتزامن المجاعة وانتشار المرض وارتفاع عدد الضحايا مع مخاوف جدية من احتمال إغلاق المستشفيات وانهيار النظام الصحي قريبًا، مما يهدد حياة آلاف المصابين والمرضى. وأعلنت وزارة الصحة عن توقف ستة مرافق صحية رئيسية عن العمل، بينما تعاني مرافق أخرى من شلل شبه كامل بسبب نقص الوقود والأدوية.

بناءً على بيانات ميدانية ورصد من قبل الوكالة، أعلنت وزارة الصحة عن وفاة عشرة مواطنين جوعًا، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 111. وفي ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي والنقص الحاد في الغذاء والماء والدواء، فإن معظم هؤلاء الضحايا من الأطفال وكبار السن والمرضى. كما تم توثيق استشهاد 113 مدنيًا، منهم 34 من طالبي الإغاثة الذين عانوا من الجوع واستهدفتهم قوات الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. وبذلك، يرتفع عدد شهداء الإغاثة إلى 1060 قتيلًا، وعدد الجرحى إلى أكثر من 7207 جريحًا. وبذلك، يصل إجمالي عدد القتلى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 59219 شهيدًا، و143045 جريحًا بإصابات مختلفة، بينهم 32 ألف حالة إعاقة وبتر أطراف. هذا الرقم لم يكتمل بعد، إذ تقبع آلاف الجثث والجرحى تحت الأنقاض وفي الشوارع، عاجزين عن الوصول إلى سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر ونقص الوقود. كما تتعرض الفرق الطبية ووحدات الدفاع المدني لهجمات مباشرة.

تُدين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشدة اعتداءات الحشد الشعبي المستمرة على الصحفيين. استُشهدت الصحفية ولاء الجعبري وأطفالها اليوم إثر قصف مباشر لمنزلهم، ليرتفع عدد الصحفيين القتلى إلى 231. تُمثل هذه الاعتداءات جزءًا من سياسة إسرائيل في قتل الشهود، ومنع التغطية الإعلامية، ومنع الصحفيين من أداء واجبهم في توثيق جرائم الإبادة الجماعية وكشفها.

كما تدين منظمة “حشد” الدولية بشدة إقرار الكنيست الإسرائيلي مشروع قرار يدعو إلى ما يسمى “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية المحتلة. تُمثل هذه الخطوة الاستعمارية تصعيدًا خطيرًا وتجاهلًا صارخًا لقرارات الأمم المتحدة، وتحديًا صارخًا لفتوى محكمة العدل الدولية، وتُقوّض بشكل ممنهج فرص تطبيق حل الدولتين. وهي استمرار لسلسلة من القرارات والقوانين الأخيرة، بما في ذلك قانون الجنسية الإسرائيلي ورفض الكنيست قيام دولة فلسطينية. وهذا يكشف النوايا الحقيقية لدولة الاحتلال في شرعنة وتوسيع المستوطنات الاستعمارية، ومصادرة الأراضي، وترسيخ الاحتلال، وتهويد الضفة الغربية بأكملها.

تُحمّل اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وتُحذّر من التراخي الدولي في إعلان غزة منطقة مجاعة مُستهدفة، واتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لوقف آثارها الكارثية. تُؤكد كافة التقارير الدولية أن قطاع غزة يمرّ بمرحلة المجاعة الكاملة، حسب تصنيف الأمم المتحدة، حيث تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات الإنسانية للشهر الخامس على التوالي. وهذا يُشكّل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، وخاصةً المادة 55 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تُلزم قوات الاحتلال بضمان إمداد السكان المدنيين بالغذاء والدواء، مما يُفاقم المجاعة بين سكان قطاع غزة.

تُحمّل اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) إسرائيل وشركاءها من دول وشركات المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الأكثر وحشيةً وفظاعةً في تاريخ البشرية. وتُعرب عن قلقها المتزايد إزاء الأدلة المُستمدة من شهادات الشهود واعترافات عناصر الأمن السابقين بشأن الممارسات اللاإنسانية والانتهاكات الجسيمة في مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، التي تُشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة. وتُؤكد اللجنة أن ما يحدث في قطاع غزة يُمثل إبادة جماعية بموجب اتفاقية عام ١٩٤٨ لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فضلاً عن كونه إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي واتفاقيات جنيف.

وتدعو اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني كافة الدول والمنظمات وأصحاب الضمائر الحية إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية والقانونية والتحرك العاجل لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان مهددين بالانقراض الجماعي، في حين يقتل الجوع في صمت وتنتظر العدالة ردا.

وتدعو لجنة الحشد الشعبي الدولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الموقعة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية وجميع المنظمات الدولية والإقليمية وشعوب العالم الحرة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الحرب الإبادة والعدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي فوراً ودون قيد أو شرط، وفتح المعابر أمام الوقود والمساعدات الإنسانية والطبية، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين الفلسطينيين، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، ومحاسبة قادتها وجنودها وشركائها في الحرب الإبادة أمام المحاكم الدولية، واتخاذ خطوات جادة وفعالة لمواجهة جرائم ومخططات الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري والعنصري، ودعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية، مع إعطاء الأولوية لضمان حق تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين.

“حشد”: الاحتلال يواصل مفاقمة المجاعة ويرتكب مجازر مروعة بحق المدنيين. غزة تتحول إلى مقبرة جماعية.

حشد تنشر ورقة حقائق تكشف الكارثة الصحية التي تواجه النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في غزة.

الحشد الشعبي يدين الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية ويدعو لوقف الإبادة الجماعية.


شارك