رئيس جامعة كفر الشيخ: المدينة الطبية حلم وطني والجامعة الأهلية بوابة التعليم الذكي في مصر

منذ 8 ساعات
رئيس جامعة كفر الشيخ: المدينة الطبية حلم وطني والجامعة الأهلية بوابة التعليم الذكي في مصر

أعلن الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، تفاصيل الخطة الاستراتيجية الخامسة للجامعة (2025-2030)، مسلطًا الضوء على التحول الكبير الذي تشهده الجامعة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والبحث العلمي. وأكد أن المدينة الطبية تُجسّد حلمًا وطنيًا، وأن الجامعة الخاصة هي بوابة التعليم الذكي في مصر.

وأوضح رئيس الجامعة، في تصريحات خاصة لـ”البلد”، أن هذه الطفرة غير المسبوقة تأتي في إطار الانخراط المكثف في رؤية الدولة المصرية لبناء جمهورية جديدة، والتي تؤمن بأن التعليم والبحث العلمي ركيزة التقدم الشامل.

وأكد أن الجامعة تتطور بثبات لتصبح مؤسسة معرفية رائدة، تُسهم في بناء مجتمع المعرفة وتحسين جودة الحياة في دلتا النيل. وتستند هذه الاستراتيجية إلى توجه أكاديمي دقيق ينظر إلى الجامعة كمركز وطني للتميز، يُسهم في إيجاد الحلول، وتنمية رأس المال البشري، وبناء مستقبل متكامل في التعليم والبحث العلمي والمساعدات الإنسانية.

أوضح رئيس الجامعة أن جامعة كفر الشيخ لم تعد مجرد جامعة تقليدية تُخرّج طلابًا جددًا سنويًا، بل أصبحت بفضل جهود متكاملة قائمة على التخطيط الدقيق والتنفيذ المدروس والمتابعة المستمرة والإدارة المسؤولة، لاعبًا محوريًا في منظومة التعليم العالي في مصر، ومنصة حيوية للتنمية الشاملة. وأكد أن المدينة الطبية تُعدّ من أهم الإنجازات ذات الأبعاد التنموية والإنسانية العميقة، فهي لا تخدم الصحة والتعليم فحسب، بل تُعيد صياغة علاقة الجامعة بالمجتمع المحيط بها.

وأضاف أن مدينة كفر الشيخ الطبية الجامعية ليست مشروعًا عابرًا أو فكرةً عابرة، بل هي حلمٌ وطنيٌّ يتحقق بفضل بنيتها التحتية المتطورة، ومستشفياتها المتخصصة، وكوادرها الطبية المؤهلة، ومناهجها الطبية الحديثة. وتابع: “نخطط لتحويل هذه المدينة إلى مركزٍ صحيٍّ وتعليميٍّ وبحثيٍّ متألقٍ في قلب الدلتا، يعود بالنفع على سكان محافظة كفر الشيخ وجميع المحافظات المجاورة، ويفتح آفاقًا جديدةً للبحوث الطبية التطبيقية، والتدريب السريري، ونقل تكنولوجيا الرعاية الصحية”.

وأكد أن مستشفى الطوارئ الجامعي، المقرر افتتاحه في سبتمبر المقبل، يُعد الأكبر من نوعه في مصر، ليس فقط من حيث سعته وتجهيزاته الحديثة، بل أيضًا من حيث فلسفته التشغيلية الجديدة التي تجمع بين الرعاية الطبية والتدريب السريري والتعليم الطبي المستمر. وأكد أن هذا المشروع يمثل نقطة تحول حقيقية في إدارة حالات الطوارئ والحوادث والحالات الحرجة.

وقال: “ندرك أهمية بناء منظومة طبية تواكب التحديات الحالية والمستقبلية. ويُعدّ مستشفى الطوارئ القلب النابض لهذه المدينة المتكاملة، ويجسّد التزامنا الحقيقي بالمسؤولية الاجتماعية. فهو ليس مجرد مبنى ضخم، بل كيان متكامل يدعم التعليم الطبي، ويهيئ بيئة بحثية ثرية، ويقدم خدمات طبية عالية الجودة، مبنية على أحدث الممارسات الطبية العالمية”.

فيما يتعلق بالتوسع الأكاديمي، أكد الدكتور دسوقي أن جامعة كفر الشيخ الخاصة تُقدم تجربة تعليمية فريدة تتماشى مع فلسفة التعليم الذكي في مصر. وقال: “لقد خرجت هذه الجامعة من تحديات عديدة، وأظهرت عزمًا وطنيًا وإرادةً حقيقيةً لإحداث نقلة نوعية في التعليم العالي في مصر. لقد بنيناها وفقًا لأحدث المعايير الدولية، مما يسمح لها باستيعاب تخصصات جديدة بمرونة في خدمة الاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والهندسة الطبية الحيوية، وعلوم البيانات، والإدارة الحديثة، وغيرها من المجالات المهمة التي أصبحت عنوانًا لعصرنا”.

وأكد أن الجامعة الخاصة لا تهدف إلى الربح، بل تهدف إلى توفير تعليم عالي الجودة بأسعار عادلة وتنافسية. وفي الوقت نفسه، ستُتاح للطلاب فرصة اكتساب المهارات الحديثة اللازمة لسوق العمل من خلال شراكات أكاديمية مع جامعات عالمية مرموقة ومناهج دراسية متطورة مصممة لتخريج خريجين يتمتعون بالقدرة على الإبداع والتنافسية والابتكار.

أوضح رئيس الجامعة أن الخطة الاستراتيجية 2025-2030 تُعدّ استجابةً مباشرة للمتغيرات المتسارعة في التعليم العالي والبحث العلمي. وأكد أنها ليست مجرد وثيقة إدارية، بل هي رؤية متكاملة تتجسد في برامج ومشاريع قابلة للقياس والتنفيذ. وترتكز الخطة على ثمانية أهداف رئيسية، تشمل تعزيز الريادة البحثية، والتحول الرقمي، وبناء مجتمع المعرفة، وتوسيع البنية التحتية، وتوفير خدمات صحية وتعليمية عالية الجودة، وتعزيز تنافسية الجامعة دوليًا وتحقيق التميز المؤسسي، وتوسيع التخصصات متعددة التخصصات التي تُمثل مستقبل التعليم العالي.

وأضاف: “لم تعد الجامعة مجرد مكان للتلقين، بل أصبحت مكانًا لإنتاج المعرفة والحلول، ومنصةً لتدريب العقول القادرة على مواجهة تحديات التنمية والتكنولوجيا والبيئة. هناك تكامل واضح بين الجامعات والمراكز والمستشفيات الجامعية لتحقيق الأهداف الوطنية والتنموية، ويساهم كلٌّ من هذه العناصر في تكامل التعليم وخدمة المجتمع”.

وفيما يتعلق بمكانة الجامعة في التصنيفات العالمية، أشار الدكتور دسوقي إلى أن جامعة كفر الشيخ واصلت تقدمها في تصنيف تايمز للتعليم العالي العالمي للجامعات، حيث احتلت المركز 601-800 عالميًا للعام الثالث على التوالي، والمركز الخامس محليًا من بين أكثر من 2300 جامعة في 130 دولة. ويرى أن هذا التقدم ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة استراتيجية واضحة لتطوير الأداء الأكاديمي والبحثي ومواءمته مع المعايير الدولية.

وأضاف أن الجامعة حققت تصنيفات ممتازة في مؤشرات كالسلام والعدالة، والعمل المناخي، والطاقة النظيفة، والحياة على الأرض. وأشار إلى أن هذه المؤشرات ليست مجرد تصنيفات سطحية، بل تعكس واقعًا مؤسسيًا نابضًا بالحياة، ملتزمًا بتطبيق أهداف التنمية المستدامة في سياسات الجامعة وممارساتها اليومية. وهذا ما يجعل الجامعة نموذجًا يُحتذى به في ربط العلم بقضايا المجتمع.

أكد رئيس الجامعة أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركنًا أساسيًا في رؤية الجامعة للمستقبل، سواءً في تطوير البرامج الأكاديمية أو في دعم البحوث التطبيقية. وأوضح أن الجامعة تعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، كالطب والهندسة والعلوم الإنسانية، بهدف تعزيز قدرات الطلاب والباحثين على مواكبة التغيرات العالمية الكبرى. وأضاف: “نحن لا نُعد الطلاب للماضي، بل للمستقبل، وندربهم من الآن فصاعدًا على أدوات الغد”.

قال: “لا يمكن للجامعة الحديثة أن تتطور دون تحول رقمي حقيقي. لذلك، نعمل باستمرار على تحديث بنيتنا التحتية وتدريب كوادرنا الإدارية والتدريسية على استخدام الأنظمة الرقمية لضمان كفاءة الأداء وجودة التعليم والخدمات المقدمة. نعتمد على الدعم التكنولوجي للمؤسسة، فهو السبيل الوحيد لمنافسة الجامعات الرائدة عالميًا.”

فيما يتعلق بالإنتاج العلمي، أوضح دسوقي أن الجامعة تمتلك عددًا من المجلات العلمية المحكمة والمعترف بها دوليًا، والتي أصبحت منصات لنشر أبحاث جادة ومؤثرة في المجالات التطبيقية. وأكد أن الجامعة تضع النشر العلمي في صميم تخطيطها الاستراتيجي، وتدعم الباحثين بالمهارات والتدريب والاستشارات المستمرة لتعزيز حضورها العلمي العالمي.

وأكد رئيس الجامعة أن جامعة كفر الشيخ لا تقتصر على تعزيز البحث النظري فحسب، بل تولي أهمية كبيرة لربط البحث العلمي بسوق العمل من خلال توجيه مشروعات البكالوريوس والدراسات العليا نحو معالجة التحديات الحقيقية في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والصحة.

وأضاف أن الجامعة تعمل على بناء جسور قوية مع المجتمع الإنتاجي وتشجع الطلبة على ريادة الأعمال والابتكار، ما يجعلها بيئة مثالية لخريجين قادرين على إحداث فرق ملموس في مجال الأعمال والمجتمع.

واختتم الدكتور عبد الرازق دسوقي كلمته مؤكدًا أن الجامعة تمضي قدمًا برؤية واضحة، وأن ما تحقق حتى الآن لا يمثل نهاية المطاف، بل بداية مرحلة أكثر نضجًا وتأثيرًا. وقال: “نحن لا نرفع شعارات، بل نضع الخطط وننفذها بالتعاون والعمل الجماعي والالتزام. مشروعنا هو بناء جامعة وطنية بمعايير عالمية، تساهم في بناء وطن قوي ومزدهر. نسعى لتحقيق ذلك يوميًا، في كل كلية، وكل مستشفى، وكل مختبر، وكل قاعة محاضرات”.


شارك