«حشد» تكشف عن تجويع ممنهج في غزة ونكبة جديدة.. وموقف مصر الرافض لإنشاء «مدينة الخيام»!

منذ 5 ساعات
«حشد» تكشف عن تجويع ممنهج في غزة ونكبة جديدة.. وموقف مصر الرافض لإنشاء «مدينة الخيام»!

أشادت اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حاشد) بموقف وزارة الخارجية المصرية الرافض لأي تغيير ديمغرافي في رفح من خلال إنشاء “مدينة خيام” – تُعرف إعلاميًا بـ”المنطقة الأمنية المؤقتة”. ورحبت المنظمة بموقف القاهرة الداعي إلى احترام وحدة الأراضي الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

وجاء الموقف المصري الحاسم رداً على تصريحات إسرائيلية غير رسمية وتسريبات إعلامية بشأن خطط إنشاء هذه “المدينة” وسط القصف الإسرائيلي المتواصل، وتعطيل وصول المساعدات، ومنع عودة النازحين إلى مناطقهم المدمرة في شمال قطاع غزة.

التجويع المنهجي

وفي بيان رسمي اطلعت عليه “البلد”، اتهمت اللجنة الدولية لحماية حقوق الإنسان في فلسطين ورصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج بحق السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة في اليوم 651 من العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وحذر البيان من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من 90% من السكان.

وأكدت اللجنة أن الاحتلال لا يكتفي بمنع المساعدات، بل يتعمد استهداف المدنيين في مراكز توزيع الغذاء. كما حدث في الهجوم على مدرسة أبو الحلو بمخيم البريج للاجئين، والذي أسفر عن مقتل أربعة مدنيين لجأوا إليها هربًا من القصف، وفي الهجمات على عمال الإغاثة شمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين آخرين.

هدف أماكن العبادة

أدانت حركة الحشد الشعبي قصف قوات الاحتلال لكنيسة العائلة المقدسة (دير اللاتين) في مدينة غزة، والتي تؤوي أكثر من 600 نازح، بينهم 54 من ذوي الإعاقة. وأسفر القصف المدفعي عن استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة ستة آخرين، بينهم راعي الكنيسة الأب غابرييل رومانيللي. ويشكل هذا انتهاكًا صارخًا للحماية المكفولة لدور العبادة بموجب القانون الدولي الإنساني.

وكانت قوات الاحتلال قد هاجمت كنيسة القديس بورفيري، ثالث أقدم كنيسة في العالم، في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما دمرت جزئيا كنيستين أخريين، ودمرت كليا أو جزئيا نحو ألف مسجد في غزة، بحسب البيان.

المجاعة والمرض

أكدت اللجنة أن غزة تمر بمرحلة حرجة من المجاعة الشاملة. ويعود ذلك إلى استخدام الاحتلال للمجاعة، ومنعه وصول المساعدات الإنسانية، وإغلاقه المعابر الحدودية منذ 2 مارس/آذار 2025، مما أدى إلى انهيار الإنتاج المحلي من الغذاء. ووثقت اللجنة وفاة 69 طفلاً جراء المجاعة، كان آخرها في صنعاء اللحام (قبل عام ونصف)، بالإضافة إلى وفاة 620 مريضاً بسبب نقص الغذاء والدواء.

كما سجّلت وزارة الصحة 17 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال. وساهم في هذا التدهور الانهيار شبه الكامل للمستشفيات، ونقص الأدوية والمكملات الغذائية وحليب الأطفال، بالإضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

وأشارت الوزارة إلى انتشار أمراض خطيرة مثل الشحوب والإرهاق وفقدان الوزن بسبب سوء التغذية، وأن عشرات الآلاف من المواطنين في حالة حرجة يضطرون إلى دخول المستشفيات يوميا.

الانتهاكات ضد السجناء

من جانبها، نظرت الهيئة في تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، التي عبّر فيها عن “فخره بتجويع الأسرى”، وهو اعتراف رسمي بجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين، يستدعي محاسبة دولية. وأعلنت الهيئة استشهاد 78 أسيرًا في سجون الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصغرهم سمير محمد الرفاعي (53 عامًا) من جنين، الذي استشهد نتيجة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.

وبحسب البيان، اعتقلت سلطات الاحتلال تعسفيًا أكثر من 18 ألف شخص، منهم 560 امرأة، و1450 طفلًا، و3629 معتقلًا إداريًا. في الوقت نفسه، تتواصل جرائم الإخفاء القسري وسلب الحقوق، لا سيما بحق الأسرى في قطاع غزة.

كارثة جديدة

حذّرت حركة الحشد الشعبي من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه عبر التجويع والقتل الجماعي وتدمير البنية التحتية. وتهدف هذه السياسة إلى تهجير السكان قسرًا إلى الجنوب، حيث تُبنى معسكرات اعتقال تمهيدًا لما وصفته الحركة بـ”نكبة فلسطينية جديدة”.

وأكدت الهيئة أن عدد الشهداء منذ بدء العدوان ارتفع إلى 58667 وعدد الجرحى إلى 139974 منهم 94 شهيداً و367 جريحاً خلال 24 ساعة فقط منهم 26 مدنياً استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات “الأمريكية الإسرائيلية”، ليرتفع عدد من سقطوا من يسمى “الشهداء الأحياء” إلى 877 شهيداً و5666 جريحاً.

الحماية الدولية

وأشادت الهيئة بقرار المحكمة الجنائية الدولية رفض رفع مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو ويواف غالانت (وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق)، ودعت إلى توسيع التحقيق وإصدار مذكرات اعتقال جديدة بحق قيادات الاحتلال.

ورحبت اللجنة أيضاً بقرارات مؤتمر مجموعة لاهاي في بوغوتا، الذي حضره 30 دولة، والذي نتج عنه توصيات قانونية ودبلوماسية لضمان محاسبة إسرائيل وفرض عقوبات دولية شاملة، بما في ذلك وقف صادرات الأسلحة والدعم العسكري.

المطالب العاجلة

دعت اللجنة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وفتح جميع المعابر الحدودية للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. ودعت الأمم المتحدة إلى إعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، وتفعيل مبدأ الحماية الدولية، وإنشاء بعثة حماية دولية بموجب آلية “الاتحاد من أجل السلام”، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ودعت اللجنة إلى دعم العمليات الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال في إطار اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وضمان حرية عمل المنظمات الإنسانية، وخاصة الأونروا، ومكافحة خطط التهجير والتغيير الديموغرافي.


شارك