“اكتشفوا أكبر مشروع طبي في دلتا مصر: جامعة كفر الشيخ تتألق بأحدث الأجهزة والمعايير العالمية | صور”

تشهد جامعة كفر الشيخ حاليًا تحولًا طبيًا غير مسبوق. ومع إنشاء نظام رعاية صحية وطني شامل قائم على أحدث المعايير العالمية، تُحقق محافظات الدلتا نقلة نوعية في الرعاية الصحية.
وتتجسد ملامح هذا الطفرة على أرض الواقع من خلال المشروع الضخم لبناء مدينة طبية متكاملة داخل الحرم الجامعي، تضم مستشفيات متخصصة ومراكز بحثية وعلاجية وتدريبية متطورة.
أكد الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، أن هذا المشروع القومي يُعدّ استجابة عملية لمشكلة مُلحة عانى منها أهالي كفر الشيخ لسنوات، إذ كانت المحافظة تفتقر إلى مستشفى جامعي يُقدّم خدمات مُتطورة في تخصصات مُحددة، ويُجنّب المرضى عناء السفر إلى القاهرة والمحافظات الكبرى.
وأشار إلى أن المشروع يعكس التزام الدولة بتحقيق العدالة الصحية ويعكس توجه الجمهورية الجديدة التي تضع صحة مواطنيها في المقام الأول.
وأوضح أن المستشفى الجامعي، بموقعه الاستراتيجي في الحرم الجامعي بالقرب من الطريق السريع الدولي ومهبط الإسعاف الجوي، يتألف من سبعة طوابق وثلاثة مبانٍ خدمية. ويضم 434 سريرًا، منها 64 سريرًا للعناية المركزة، و13 غرفة عمليات كبسولة مجهزة بأحدث التقنيات الجراحية العالمية. كما يضم وحدات أشعة متطورة، وغرف تحليل ونقل دم، وأجهزة غسيل كلى، جميعها مطابقة للمعايير الدولية.
أكد الدكتور طه إسماعيل، عميد كلية الطب بجامعة كفر الشيخ، أن المدينة الطبية تُحقق التكامل بين التعليم الطبي والرعاية الصحية عمليًا. وأكد أن المشروع ليس منشأة رعاية صحية كبرى فحسب، بل هو أيضًا مركز تعليمي وتدريبي وأكاديمي متكامل، يفتح آفاقًا واسعة لطلاب كليات الطب والتمريض والعلاج الطبيعي وطب الأسنان، ويتيح لهم فرصة تلقي تدريب سريري في منظومة طبية تُضاهي أكبر منشآت الرعاية الصحية في مصر والمنطقة.
وأضاف عميد كلية الطب أن المستشفى الجامعي يستقبل حاليًا حوالي ألف حالة يوميًا في 16 عيادة خارجية تغطي معظم التخصصات. كما تُجرى فيه عمليات جراحية معقدة في مجالات أمراض القلب، وجراحة الصدر، والباطنية، والعظام، والجراحة العامة، والمسالك البولية، والنساء والتوليد، وطب العيون، والأنف والأذن والحنجرة، وقسطرة القلب.
وأكد أن المستشفى نجح في كسب ثقة الجمهور خلال فترة وجيزة، وخفف الضغط على مستشفيات العاصمة، مشيرًا إلى أن الهدف المقبل هو تعميق الشراكات البحثية والطبية مع المستشفيات الجامعية المصرية والعربية.
وفقًا لبيانات الأداء التي جمعتها صحيفة البلد، بلغ إجمالي عدد زيارات العيادات الخارجية حتى 30 يونيو/حزيران 2025 حوالي 905,513 مريضًا. وأُجريت 25,766 عملية جراحية، منها 912 عملية جراحية تخصصية. واستقبل المستشفى 1,449 مريضًا مصابًا بفيروس كورونا، وأُرسلت 64 قافلة طبية. كما قدّم المستشفى العلاج للعديد من الإخوة والأخوات الفلسطينيين، وقُدّمت لهم مساعدات إنسانية.
في إطار التوسعة الجارية، أوضح رئيس الجامعة أن العمل جارٍ لاستكمال مشروع المدينة الطبية، والذي يشمل إنشاء مستشفى طوارئ، ومستشفى أورام، وعيادة خارجية، ومبنى للتعليم الطبي. يُعد مستشفى الطوارئ من أكبر المشاريع الطبية في الدلتا، ويضم 690 سريرًا موزعة على تسعة طوابق، تشمل أقسام العناية المركزة، والطوارئ، والحروق، وغسيل الكلى، وغرف العمليات، ووحدات حديثي الولادة، وصالات الموظفين.
يتألف مستشفى الأورام، الذي تبلغ مساحته 8000 متر مربع، من طابق أرضي وثلاثة طوابق علوية وكافتيريا علوية. ويضم غرفًا للعلاج الإشعاعي الخطي، وأجهزة تصوير مقطعي محوسب، وتصوير بالرنين المغناطيسي، وأشعة سينية، بالإضافة إلى 38 سريرًا للعلاج الكيميائي (بإجمالي 76 سريرًا). كما يضم ثلاث عيادات خارجية متخصصة، وقاعة محاضرات، ومرافق رعاية عامة.
يضم مبنى العيادات الخارجية والتدريب الطبي 48 عيادة متخصصة، وغرفتين للأشعة السينية، واثنتي عشرة قاعة محاضرات، وغرف تشريح، وعيادات طبية، بالإضافة إلى مختبرات، وصيدلية مركزية، ومولدات كهرباء للطوارئ. هذا يجعله مركزًا تعليميًا وعلاجيًا متكاملًا يخدم هدف الجامعة في إعداد أطباء متميزين أكاديميًا ومهنيًا.
يُذكر أن مشروع المدينة الطبية لا يقتصر على توسعة المباني والمرافق، بل يُمثل نقلة نوعية في فلسفة الرعاية الصحية والتعليم الطبي، ويعزز دور جامعة كفر الشيخ كمركز علمي وعلاجي رائد في قلب الدلتا، ويضعها في مصاف المراكز الوطنية المتميزة في مجال الرعاية الصحية. وتسعى الجامعة بثقة لأن تصبح نموذجًا إقليميًا رائدًا في تكامل الخدمات العلاجية والبحثية والتعليمية، من خلال تطبيق أحدث النظم العالمية في إدارة المستشفيات الجامعية، وتشجيع البحث الطبي، وتوفير بيئة تدريبية متطورة تُخرج كوادر صحية مؤهلة تُواكب التطورات العالمية، وتُسهم بفعالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.