“توقعات الوزراء: 1.9 تريليون دولار قيمة سوق المسؤولية الاجتماعية للشركات بحلول عام 2031”

منذ 7 ساعات
“توقعات الوزراء: 1.9 تريليون دولار قيمة سوق المسؤولية الاجتماعية للشركات بحلول عام 2031”

ويتوقع مركز المعلومات ودعم القرار التابع لمكتب مجلس الوزراء أن ينمو سوق المسؤولية الاجتماعية للشركات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.1% بين عامي 2020 و2031، ليصل إلى قيمة سوقية تبلغ حوالي 1.9 تريليون دولار في عام 2031، وفقًا لتقديرات شركة HTF Market Intelligence.

جاء ذلك في سلسلة التقارير الإعلامية الدورية التي يصدرها مركز المعلومات تحت عنوان “المسؤولية الاجتماعية للشركات: ركيزة أساسية للتنمية المستدامة”.

أظهر استطلاع عالمي أُجري في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أن 53% من المشاركين يعتقدون أن الشركات لا تبذل جهودًا كافية لمكافحة تغير المناخ. بينما رأى 50% أن إجراءات الشركات غير كافية لمعالجة مشاكل مثل التفاوت الاقتصادي وندرة الطاقة. في المقابل، ووفقًا لموقع ستاتيستا، أفاد 9% فقط من المستهلكين بأن الشركات تقدم معلومات موثوقة.

أوضح المركز في تقريره مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، مؤكدًا أنها التزام مستمر من جانب الشركات بالتصرف بأخلاقيات، والمساهمة في التنمية الاقتصادية، وتحسين ظروف معيشة العاملين وأسرهم والمجتمع ككل. عادةً ما تُنظّم الشركات التي تتبنى المسؤولية الاجتماعية للشركات للتصرف بمسؤولية اجتماعية وتحقيق آثار إيجابية. لذلك، تُعتبر المسؤولية الاجتماعية للشركات عقدًا اجتماعيًا أكثر منها اتفاقية قانونية، والتزامًا صريحًا يجب على قادة الشركات الالتزام به.

وأكد أن للحكومات دورًا محوريًا في تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، حيث تعمل كجهة تنظيمية وميسّرة للعلاقة المعقدة بين قطاع الأعمال والمجتمع. ولتحفيز الشركات على الوفاء بهذه المسؤولية بفعالية، يمكن للحكومات وضع إطار شامل يجمع بين القوانين والحوافز والشراكات لتعزيز السلوكيات المسؤولة للشركات.

تناول التقرير مؤشرات دولية تُقيّم الشركات بناءً على التزامها بالمسؤولية الاجتماعية. وتعمل العديد من المؤسسات الدولية على تقييم الشركات بناءً على مسؤوليتها الاجتماعية، بما في ذلك معهد دراكر بجامعة كليرمونت للدراسات العليا، الذي ينشر تصنيفًا سنويًا للشركات. ووفقًا لمؤشر دراكر لعام 2024 لأكثر عشر شركات مسؤولية اجتماعية في العالم، تصدّرت إنتل قائمة الشركات ذات أعلى مستويات المسؤولية الاجتماعية بنتيجة 73.6 نقطة، تلتها إليفانت هيلث بنتيجة 72.3 نقطة، ثم سينيكور بي إل سي في المركز الثالث بنتيجة 71.9 نقطة. والجدير بالذكر أن معظم هذه الشركات العشر تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها.

تناول التقرير أيضًا قائمة الدول العشر الأولى من حيث عدد الشركات المدرجة في مؤشر FTSE4Good اعتبارًا من يناير 2025. FTSE4Good هي منظمة رائدة تُصنّف الشركات وفقًا لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG). ووفقًا للمؤشر، تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول التي تلتزم شركاتها بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) بواقع 263 شركة، تليها اليابان بواقع 262 شركة، والصين بواقع 185 شركة، والهند بواقع 130 شركة.

يُسلّط التقرير الذي أعده مركز المعلومات الضوء على دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في مصر في دعم المجتمع والبيئة، مُستعرضًا تطور المسؤولية الاجتماعية للشركات في مصر ومراحلها المختلفة. ومن أهم هذه المراحل: في فبراير 2004، تبنى الاتحاد المصري للصناعيين مبادرة الميثاق العالمي للأمم المتحدة، وكانت مصر أول دولة عربية تتبنى هذه المبادرة. وتلتزم العديد من الشركات المصرية بمبادئ هذا الميثاق حرصًا على سمعتها وصورتها لدى أصحاب المصلحة من عملاء ومستهلكين وموردين ومساهمين.

في مارس 2008، أُطلقت المبادرة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية للشركات بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء شبكة مصرية للمسؤولية الاجتماعية للشركات، وتشجيع الشركات الوطنية على المشاركة في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والالتزام بمبادئ الميثاق العالمي للأمم المتحدة.

في أغسطس 2016، أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية دليل حوكمة الشركات المصري. وينص الدليل في مواضع عديدة على أن الشركات التي تطبق إطارًا للحوكمة يجب أن تلتزم بالعديد من الضوابط التي تعزز التنمية المستدامة وتضمن استمرار التزام الشركة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وفي عام 2017، خصص قانون الاستثمار الجديد فصلاً كاملاً بعنوان “المسؤولية الاجتماعية للمستثمرين”، حيث ناقش المشرعون الحوافز التي تقدمها الدولة للمستثمرين الذين يقومون بمبادرات المسؤولية الاجتماعية.

لأول مرة، يتضمن قانون الاستثمار مادةً مخصصةً لتعزيز المسؤولية الاجتماعية للمستثمرين. وينص القانون على تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتحديد مجالات المسؤولية، ووضع حوافز ضريبية، وإعداد قائمة بأفضل الشركات العاملة في مجال التنمية المجتمعية.

وأشار إلى أن قيمة مساهمات القطاع المصرفي المصري في مجال المسؤولية الاجتماعية وصلت إلى 2 مليار جنيه مصري في عام 2023، وأنشأ البنك المركزي المصري إدارة للمسؤولية الاجتماعية في نهاية عام 2017 لتوحيد مفهوم المسؤولية الاجتماعية بين جميع البنوك العاملة في جمهورية مصر العربية وضمان الاستدامة والعدالة في التوزيع النوعي والجغرافي للمشروعات التي يساهم فيها كل بنك.

كما نوقش مؤشر S&P/EGX ESG لتحديد الشركات ذات الأداء الأفضل والتزامها الاجتماعي. طُوّر هذا المؤشر بالتعاون بين البورصة المصرية، ومركز المديرين المصري، وستاندرد آند بورز، وكريسيل. وقد وصل إلى 6,743.3 نقطة في يناير 2025، مقارنةً بحوالي 1,000 نقطة في يونيو 2007، عند إطلاقه.

حلل التقرير نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات في مصر. تجلّت نقاط القوة في التزام الشركات الكبرى، حيث تُنفّذ العديد منها في مصر مبادرات عديدة للمسؤولية الاجتماعية تُعزز التنمية المستدامة؛ وفي البيئة القانونية، حيث يُقدّم قانون الاستثمار حوافز عديدة للشركات للوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية والمساهمة في التنمية المستدامة؛ وفي البيئة الاقتصادية، حيث أطلقت البورصة المصرية مؤشر S&P/EGX ESG للمسؤولية الاجتماعية للشركات المصري – وهو أول مؤشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقيس أداء الشركات وفقًا للجوانب البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، مما يزيد من الولاء لمنتجات الشركات؛ وفي الوعي المتزايد بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، حيث أظهرت مبادرات المسؤولية الاجتماعية على مستوى الجهات الحكومية ومنظمات الأعمال زيادة الوعي المجتمعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية.

وتجلت نقاط الضعف في تعدد الأطراف المعنية بالمسؤولية الاجتماعية مما يؤدي إلى تجزئة الجهود، وضعف الحوافز المادية حيث لا يتجاوز حد الإعفاء الضريبي 10% من صافي الربح السنوي مقابل تخصيصه للأنشطة الاجتماعية، وتوقف التنافس السنوي لاختيار المؤسسات الرائدة في المسؤولية الاجتماعية، وقيام بعض المؤسسات باستغلال دورها في المسؤولية الاجتماعية لأغراض الدعاية والإعلان السياسي، مما قد يقلل من دور هذه الآلية في تحقيق التنمية بأبعادها المختلفة.

وأوضح أن الفرص تتمثل في الآتي: (المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مكافحة الفقر والبطالة، لا سيما في المناطق النائية، وتمكين المرأة، وتحسين المناخ، وحل المشكلات البيئية؛ والمساهمة في تطوير البحث العلمي من خلال مساهمة المؤسسات الخاصة والعامة والمنظمات غير الربحية في تعزيز عملية البحث العلمي؛ والآثار الإيجابية لتطبيق مبادئ حوكمة الشركات، مثل الوقاية من الفساد وسوء الإدارة وخلق الشفافية في الحياة الاقتصادية؛ والدعم الدولي وإمكانية الحصول على الدعم والتمويل من المؤسسات الدولية لمبادرات المسؤولية الاجتماعية؛ وتوفير الحماية للشركات. إن الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات يوفر حماية شبيهة بالتأمين من خلال بناء سمعة طيبة وتزويد الشركات بالمرونة في أوقات الأزمات).

وتتضمن التحديات الأزمة الاقتصادية العالمية التي تؤثر سلباً على قدرة الشركات على الاستثمار في المسؤولية الاجتماعية، والحاجة إلى دور أقوى للقطاع الخاص ودوره في الإنفاق على البحث العلمي في مصر، والتكلفة المرتفعة لتطبيق المسؤولية الاجتماعية، وخاصة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وارتفاع قيمة الموارد المطلوبة من الشركات لمواجهة التحديات البيئية.


شارك