«حشد» تؤكد على ضرورة كسر دائرة الإبادة الجماعية في غزة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي – دعوة عاجلة للعدالة!

منذ 9 ساعات
«حشد» تؤكد على ضرورة كسر دائرة الإبادة الجماعية في غزة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي – دعوة عاجلة للعدالة!

يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ واحد وعشرين شهرًا متتاليًا. ويُظهر المجتمع الدولي تقصيرًا صارخًا، يرقى إلى مستوى التواطؤ. ويتجاهل الإعلام والمجتمع الدولي جرائم الإبادة الجماعية التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها. في الوقت نفسه، تتفاقم المجاعة وانقطاع المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، مما يُدمر الحياة في قطاع غزة ويُهدد بانهيار الخدمات الحيوية. وتنتشر التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تقترب من نقطة اللاعودة.

تتابع اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) بقلق بالغ وتدين المجازر الوحشية المتواصلة بحق المدنيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. ووفقًا لوزارة الصحة، فقد نُقل أكثر من 56 ألف شخص إلى المستشفيات، وبلغ عدد الجرحى 131,242 جريحًا. ولا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض.

أدى القصف المتواصل على قطاع غزة إلى استشهاد 93 فلسطينيًا. كما أدت مجازر المدنيين في منازلهم، وفي خيام النازحين، وأمام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، التي أصبحت مصائد موت، إلى هجمات قاتلة. أطلقت قوات الاحتلال النار على المدنيين، وقتلت قنابل الطائرات المسيرة 18 مواطنًا أمس الأحد، و16 آخرين صباح اليوم أمام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية. ويبلغ عدد ضحايا شحنات المساعدات أكثر من 480 شهيدًا، و3700 جريح، و39 مفقودًا. وتستخدم المنظمة الأمريكية الإسرائيلية المساعدات كسلاح قتل وقتل جماعي.

حذّرت حشد من مخاطر وعواقب الجوع والعطش ونقص الأدوية على أطفال قطاع غزة، الذين يواجهون خطرًا مميتًا نتيجة التدمير المتعمد لآبار المياه والمرافق الصحية والبنية التحتية، ونقص الغذاء، وإغلاق محطات ضخ المياه بسبب نقص الوقود.

أدانت هيئة الحشد الشعبي استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطع خدمات الاتصالات والإنترنت. وقد أدت هذه القصف إلى انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت، مما فاقم عزلة المدنيين المحاصرين وأعاق جهود الإغاثة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تحذيرات من انهيار وشيك للخدمات الصحية، حيث ظلت المستشفيات مغلقة، وكان هناك نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار، وتم تعليق معظم خدمات المختبرات وبنوك الدم، وتم فقدان 514 قطعة من المعدات المخبرية بعد تدمير الأجهزة والمعدات الطبية أثناء احتلال أكثر من نصف مختبرات المستشفيات.

أفادت منظمة “حشد” أن طلاب قطاع غزة مُنعوا من أداء امتحانات الثانوية العامة للعام الثاني على التوالي، بينما حُرم 46 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية من أداء امتحانات الثانوية العامة بسبب العدوان الإسرائيلي الإبادي. وحسب البيانات، قُتل 16,607 طلاب، وجُرح 26,271 آخرون، وقُتل 914 معلمًا وإداريًا، واعتُقل 196 آخرون. ويُعد هذا أحد أشمل أعمال الإبادة الجماعية والتقليص المتعمد لحق الطلاب في التعليم في قطاع غزة.

حذّرت حركة الحشد الشعبي من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية تواصلان تقويض عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) من خلال حظر عملياتها، وقطع تمويلها، واستهداف مقراتها وموظفيها. كما تُعيقان جهود الأونروا ووكالات الإغاثة الأخرى في إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، بهدف تفكيكها واستبدالها بآليات توزيع أمريكية-إسرائيلية مُهينة. ووفقًا للمفوض العام للأونروا، فإن أكثر من مليوني شخص مُعرّضون لخطر المجاعة، حيث تُهدد الأزمة المالية بتعطيل الخدمات الحيوية للوكالة.

أدان المجلس استمرار إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى واعتداءاتها على المصلين، وتغاضيها عن اقتحامات المستوطنين اليومية لباحاته، واستغلالها العدوان الإسرائيلي على إيران لفرض سيادتها الكاملة عليه. كما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثيف أنشطتها الاستيطانية، وحملات الاعتقال والاغتيالات، وتدمير المخيمات في الضفة الغربية، في تنفيذ واضح لمخططات الضم الاستعمارية في الضفة الغربية وتهويد مدينة القدس.

أدانت منظمة “حشد” استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاتها على الصحفيين وقتلهم وإرهابهم لمنعهم من التغطية. ورصدت المنظمة اعتداءات متكررة على خيام الصحفيين قرب مجمع ناصر الطبي في خان يونس، حيث تعرض الصحفيون لإطلاق نار وشظايا، مما أجبر العشرات منهم على مغادرة مواقعهم. في الوقت نفسه، يواصل الصحفيون عملهم في ظل ظروف أمنية بالغة الخطورة، ما أسفر عن مقتل نحو 230 صحفيًا وإصابة واعتقال المئات.

وسلطت الضوء على خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يقطن أقل من 20% من سكانه، وسط مجازر يومية ممنهجة وعمليات تهجير قسري متواصلة، ووسط مجاعة كارثية ونقص في الخدمات الصحية والإنسانية، ووسط حالة من الفقر والبطالة والحرمان من الحقوق، ووسط حالة من الفوضى المتعمدة التي يدعمها الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت أن الإنسانية أمام اختبار يتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والإنسانية ومواجهة شريعة الغاب الأمريكية الإسرائيلية، في حين أن ما حدث ويحدث في غزة ليس مجرد حرب إبادة ضد شعب، بل هو اختبار لقيم النظام الدولي برمته، مما يحول الصمت على جرائم الاحتلال إلى تواطؤ فعلي في جريمة إبادة جماعية، ويهدد بانهيار القانون الدولي ومبادئ الإنسانية.

ودعت المنظمة الدولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الثالثة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل:

– الوقف الفوري للحرب الإبادة الجماعية، وإنهاء الحصار، وفتح المعابر الحدودية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وتوزيعها بشكل إنساني عبر آليات ومؤسسات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الوكالة الدولية للطاقة الذرية). ووقف آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية.

توفير الحماية الدولية للمدنيين، وإحالة جرائم إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل آليات محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية.

– فرض مقاطعة وعقوبات على الدولة المحتلة، بما في ذلك حظر الأسلحة ووقف التعاون العسكري والأمني.

كما دعت وسائل الإعلام الدولية والعربية وأحرار العالم إلى كسر صمتهم وعجزهم، والتركيز على فضح جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، والضغط المستمر على جميع المنظمات الدولية والإقليمية ودول العالم للقيام بدورها لوقف جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين، بما يضمن إنهاء الاحتلال وحماية الحقوق الفلسطينية.


شارك