تقرير حقوقي صادم: 325 شهيدًا و3000 جريح نتيجة قصف إسرائيلي على مراكز توزيع المساعدات في غزة

منذ 7 ساعات
تقرير حقوقي صادم: 325 شهيدًا و3000 جريح نتيجة قصف إسرائيلي على مراكز توزيع المساعدات في غزة

أدانت الهيئة الدولية لحقوق الإنسان الفلسطينية بشدة الجرائم المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع شركات أمنية أمريكية.

وتشمل هذه الجرائم الهجوم المتعمد على المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات في أربعة مراكز لتوزيع المساعدات الأميركية في وسط وجنوب قطاع غزة.

وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 51 مدنياً هذا الصباح وفجر الأحد 15 يونيو/حزيران. وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى جراء الهجمات على مراكز توزيع المساعدات الأميركية إلى 325 شهيداً وأكثر من 3000 جريح.

تأتي هذه الهجمات في ظل نظام توزيع مساعدات مدمر ومُهين، إلى جانب سياسة تجويع جماعي وحصار شامل يمنع وصول المساعدات لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني. وقد أعاق هذا الوضع وصول المساعدات الإنسانية بشكل كبير، وتسبب في نقص حاد في الغذاء، ودفع السكان إلى مجاعة مدمرة. وأصبحت الأسر محرومة من الغذاء، مما يعرض حياة آلاف الأطفال والمرضى وكبار السن للخطر.

وبحسب المركز الدولي لدراسات السلام، فإن هذه الجرائم ليست حوادث فردية أو عرضية، بل هي جزء من سياسة مدروسة ومنهجية ومستدامة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، تنتهجها منذ أكثر من 100 يوم. وتشمل هذه السياسة إغلاق جميع المعابر الحدودية، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، والتحكم في كميتها. وقد سُمح لعدد محدود من شاحنات المساعدات بالدخول إلى مناطق مختلفة من غزة، مما أجبر السكان المدنيين على التوجه إلى مراكز التوزيع الأمريكية-الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، حتى قوافل المساعدات القليلة المسموح بها لم تكن كافية، وكثيرًا ما أصبحت هي نفسها أهدافًا – إما من خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية المباشرة أو من خلال عمليات النهب التي تقوم بها الجماعات المسلحة العاملة تحت حماية الاحتلال. أدت هذه الأعمال إلى تفاقم الفوضى والمجاعة، وهي جزء من إبادة جماعية موازية تشمل القتل الجماعي والتهجير القسري والهجمات الموجهة ضد المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية.

وثّق المركز الدولي للسياسات العامة (ICSPR) حوادث متكررة لقتل مدنيين جوعاً. فعندما يتجمع المدنيون في طوابير طويلة خارج مراكز الإغاثة الأمريكية-الإسرائيلية، تُطلق الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة – وخاصةً الطائرات الرباعية المروحيات – نيراناً كثيفة ومباشرة على الحشود. وقد خلّفت هذه الهجمات مئات القتلى والجرحى. وأصبحت هذه الجرائم روتينية بشعة، وتُرتكب على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذي فشل حتى الآن في اتخاذ أي إجراء جاد أو فعال لإنهاء المجاعة أو ضمان تدفق آمن ومستمر للمساعدات الإنسانية.

يهدف الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر الفوضى، وتدمير النسيج الاجتماعي في قطاع غزة، والسيطرة على سكانه، واستخدام المساعدات الإنسانية والمجاعة كأداة في استراتيجيته لجعل القطاع غير صالح للسكن. يواجه قطاع غزة الدمار والمجازر والعطش وتفشي الأمراض والفوضى والجوع، وعسكرة المساعدات الإنسانية، وقمع المنظمات الإنسانية الدولية، وهي إجراءات تُشكل انتهاكًا صارخًا لجميع القوانين والأعراف الدولية.

تُحمّل الهيئة الدولية لحقوق الإنسان الفلسطيني سلطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما تُدين استمرار إغلاق جميع المعابر، ومنع وصول الغذاء والدواء والمياه، وعرقلة عمل المنظمات الإنسانية، وخاصةً وكالة الأونروا.

وتشكل هذه الأفعال جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وهي انتهاكات واضحة لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وخاصة المادتين 55 و59، اللتين تلزمان القوة المحتلة بضمان إمداد السكان المدنيين في الأراضي المحتلة بالمواد الغذائية والإغاثية، وتحظران استخدام الحصار والتجويع كأسلحة.

وبناء على ذلك، تنص اللجنة الدولية للسياسة الاجتماعية على ما يلي:

وتدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف والمحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة وضمان فتح الممرات الإنسانية لتدفق المساعدات.

وتطالب الحملة بالضغط الدولي الفوري على قوات الاحتلال الإسرائيلي لوقف آلية توزيع المساعدات الحالية المدعومة أميركياً، وضمان حرية المنظمات الإنسانية الدولية في توزيع المساعدات بكرامة من خلال وكالات الأمم المتحدة والهيئات الدولية ذات الصلة.

وتدعو اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بشكل عاجل إلى توفير الحماية الدولية للسكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفرض العقوبات والمقاطعة على دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاكمة قادتها وشركائها في المحاكم الدولية.


شارك