«حشد»: العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة يظهر استخفافاً كبيراً بأرواح المدنيين

أكدت اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة لليوم التاسع عشر على التوالي، وأن المجتمع الإنساني يواصل عجزه عن احتواء قوات الاحتلال، رغم الدعم غير المسبوق الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
وأشارت إلى أن حصيلة ضحايا العدوان بلغت 6546 شهيدًا، منهم 2704 أطفال، و1584 امرأة، و346 مسنًا، و22 صحفيًا، و73 مسعفًا وموظفًا طبيًا، و37 من موظفي الأونروا. كما أصيب 17439 مواطنًا، 70% منهم أطفال ونساء. وارتفع عدد المفقودين إلى 1600 شخص تحت أنقاض منازلهم التي هدمت دون سابق إنذار. وتشرد أكثر من مليون ونصف المليون شخص قسرًا من منازلهم، وهم محصورون في مدارس الأونروا، والمدارس الحكومية، والكنائس، والمساجد، والمستشفيات، ومنازل الأقارب. ويعيش الآلاف منهم في الشوارع في ظروف إنسانية كارثية بسبب ندرة وانعدام المياه والغذاء والكهرباء.
ذكرت اللجنة الدولية للتحالف أن استهداف المستشفيات، والتهديد بإخلاء 23 مستشفى، وقطع إمدادات الوقود، أدى إلى انهيار مرافق الرعاية الصحية، وتهديد حياة 7000 جريح ومريض. وهذا يتطلب الإجلاء السريع للجرحى، ونشر مستشفيات ميدانية ومعدات إنقاذ حياة، وسرعة وصول الأطباء والوقود لإنقاذ أرواح الجرحى والمصابين من ضحايا العدوان.
صرحت حشد أن قصف المنازل والأحياء والملاجئ المؤقتة والمساجد والمخابز وأقدم كنيسة فلسطينية في قطاع غزة والمستشفى المعمداني فوق رؤوس النازحين، يُظهر مخططًا إسرائيليًا مُدبّرًا لإبادة الفلسطينيين في قطاع غزة. وقد أسفرت هذه الخطة عن 688 مجزرة بحق العائلات، راح ضحيتها 4807 شهداء. وتشير التقديرات إلى أن ضعف هذا العدد يكمن تحت أنقاض المنازل التي حوّلتها قوات الاحتلال إلى قبور لسكانها.
وقالت الحشد إن تدمير وإضرار نصف المباني السكنية والمنازل والمنشآت المدنية في قطاع غزة يدل على سعي إسرائيل لتدمير قطاع غزة كنوع من الانتقام والعقاب الجماعي وجعله غير صالح للسكن.
وأوضحت أن انقطاع الكهرباء والمياه المستمر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والوقود، فضلاً عن القتل والتدمير الذي حوّل قطاع غزة إلى منطقة منكوبة تشهد أزمة إنسانية كارثية، لا يشكل جريمة ضد الإنسانية فحسب، بل يدل أيضاً على استهتار دولة الاحتلال الإسرائيلي بجميع حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.
أكدت حركة الحشد أن الوقائع على الأرض، وشهادات الضحايا، وبيانات المؤسسات الطبية والحقوقية والإنسانية الدولية، والتغطية الإعلامية المباشرة، تشير إلى أن جميع سكان قطاع غزة المدنيين هم هدف للطائرات الحربية الإسرائيلية. تستخدم هذه الطائرات القوة المميتة والأسلحة المحرمة دوليًا، بما في ذلك الفوسفور الأبيض والأسلحة الفراغية والصواريخ التي تحتوي على مواد كيميائية سامة، بهدف قتل وتدمير المناطق السكنية والمنشآت المدنية. إن القتل والتدمير المتعمدين وفرض ظروف معيشية قاسية، بما في ذلك الحرمان من الغذاء والماء والكهرباء والوقود والدواء، بقصد إبادة شريحة من السكان، يُشكل “جريمة ضد الإنسانية” إذا ارتُكبت كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد مجموعة من السكان المدنيين، وإذا كان الهجوم معروفًا.
وأشارت إلى أن المادة السابعة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تؤكد أن الاضطهاد المتعمد والشديد لجماعة من الناس وحرمانها من حقوقها الأساسية، بما يخالف القانون الدولي، بناءً على هوية تلك الجماعة أو المجتمع، يُشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. ولا تتردد دولة الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مثل هذه الجرائم، إذ تستهدف عمدًا المدنيين وممتلكاتهم والمرافق المدنية، وهي ليست أهدافًا عسكرية، مما يُشكل جريمة حرب.
أدانت المنظمة الدولية للهجرة الاعتداء الإسرائيلي على الأمين العام للأمم المتحدة وكل من يقول الحقيقة. ودعت المجتمع الدولي إلى الالتزام الجاد بإنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي طويل الأمد لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧، باعتباره السبب الجذري لجرائم الحرب والإبادة الجماعية والعقاب الجماعي الممنهج المرتكبة في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أنه يُشكل عائقًا أمام حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره، كما تكفله قرارات الأمم المتحدة والمعايير والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وطالبت حركة الحشد الشعبي الأمم المتحدة والأطراف الثالثة الموقعة على اتفاقيات جنيف بالتدخل الفوري لوقف التدهور غير المسبوق لحالة حقوق الإنسان في قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين، وخاصة الأطفال والنساء والصحفيين والكوادر الطبية وكبار السن، ووقف الاعتداءات على المرافق المدنية، وتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني.