ضيوف الرحمن ينطلقون لرمي جمرة العقبة الكبرى بعد نجاح خطط تفويجهم إلى مشعر منى لأيام التشريق

واكبت الخطط التنظيمية والخدمية التي وضعتها السلطات السعودية لموسم حج هذا العام (1446هـ) رحلة ضيوف الرحمن من مزدلفة إلى منى. وتكاملت هذه الخطط في منظومة تشغيلية تضمن انسيابية حركة الحجاج وسهولة وصولهم إلى مشعر الجمرات لرمي جمرة العقبة، ثم أدوا مناسكهم خلال أيام التشريق في جو من الأمن والطمأنينة والسكينة.

أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذه الخطط، التي نُفذت بالتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية والخدمية، أسهمت في تحقيق مستوى عالٍ من الانضباط والتنظيم، واعتمدت على أدوات تكنولوجية حديثة ونماذج تشغيل مدروسة بعناية، مما مكّن من تنظيم التدفقات والحركة البشرية بسلاسة وأمان، مع مراعاة الكثافة السكانية والتنوع الثقافي والجغرافي لضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.

وعلى صعيد النقل، واصل قطار المشاعر المقدسة أداءه الناجح، حيث تجاوز إجمالي عدد الحجاج المنقولين منذ بدء تشغيله 604 آلاف حاج، موزعين على ثلاث حركات رئيسية: الحركة (أ) بأكثر من 27 ألف راكب، والحركة (ب) بـ 283 ألف راكب، فيما سجلت الحركة (ج) أعلى عدد بـ 294 ألف راكب، مما يوضح مدى كفاءة تشغيل المنظومة.

أعلنت غرفة التحكم بمركز النقل العام بالهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، أنه بالإضافة إلى وسائل النقل التقليدية، نُفذت عملية النقل باستخدام أكثر من 23 ألف حافلة موزعة على ثلاثة مسارات رئيسية، ما يمثل أكبر أسطول نقل عالمي في المنطقة نفسها. وحقق هذا أفضل زمن قياسي لعملية الإفاضة الأولى، مما يعكس احترافية عالية ودقة في التنسيق التشغيلي.

في قطاع الصحة، واصلت وزارة الصحة السعودية تقديم خدماتها المتكاملة عبر مرافقها المنتشرة في أنحاء المشاعر المقدسة. وبلغ إجمالي عدد الخدمات الصحية المُقدمة أكثر من 125,573 خدمة، شملت عمليات جراحية متقدمة، منها 216 عملية قسطرة قلبية و18 عملية قلب مفتوح. وقد أُجريت هذه العمليات بكفاءة عالية على أيدي كوادر طبية سعودية مؤهلة، مما يؤكد جاهزية الرعاية الصحية وتطور القدرات الطبية الوطنية.

وفي هذا الصدد، أوضحت وزارة الحج والعمرة السعودية أنها، ضمن خططها التقنية لرفع كفاءة التفويض وتحسين الأمن التنظيمي، نفذت حتى الآن أكثر من 5.5 مليون قراءة إلكترونية لبطاقة “نُسُك”، فيما قدم مركز خدمة ضيوف الرحمن أكثر من 310 آلاف خدمة للحجاج، شملت استفسارات ومساعدة مباشرة، عبر الرقم الموحد 1966 منذ بداية الموسم، فضلاً عن أكثر من 65 ألف جولة تفتيشية نفذتها الفرق الميدانية لمراكز “الالتزام” على مقدمي الخدمة لتحسين الالتزام وجودة الخدمة.

وتجسد هذه الجهود المتكاملة مستوى التكامل بين مختلف الجهات المشاركة في الحج بتوجيهات القيادة السعودية في إطار أهداف رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تطوير منظومة الحج، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وتعزيز تجربة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء مناسكهم في بيئة آمنة ومنظمة تلبي أعلى المعايير العالمية.