السفير الفرنسي يؤكد أن زيارة ماكرون لمصر أدت للاعتراف بدولة فلسطين وأعادت الأمل في حل الدولتين

منذ 4 ساعات
السفير الفرنسي يؤكد أن زيارة ماكرون لمصر أدت للاعتراف بدولة فلسطين وأعادت الأمل في حل الدولتين

أكد السفير الفرنسي لدى مصر، إريك شوفالييه، أن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يعود جزئياً إلى زيارته لمصر في أبريل الماضي، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. خلال الزيارة، التقى ماكرون بعدد من النساء والأطفال الفلسطينيين الجرحى في مستشفى بمدينة العريش، وشاهد العقبات التي فرضتها إسرائيل أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.

شهادات مباشرة من الفلسطينيين

أشار السفير شوفالييه، في حوار مع قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن الرئيس ماكرون استمع لشهادات مباشرة للمسؤولين الفلسطينيين. ومنذ تلك اللحظة، وفي أثناء رحلة العودة من القاهرة، صرح للصحافة الفرنسية بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعد بضعة أشهر أعلن القرار بشكل رسمي.

تحريك الحراك الدولي

أوضح السفير أن ماكرون لم يسعى للاعتراف بالدولة الفلسطينية بصورة منفردة، بل كان يهدف لتفعيل حراك دولي. وقد تبنى العديد من الشركاء الدوليين هذا الأمر، بما في ذلك بريطانيا وكندا وأستراليا، بالإضافة إلى دول أوروبية مثل بلجيكا والبرتغال.

الأمن والاستقرار بالمنطقة

لفت السفير إلى أهمية التحرك الدولي في إطار الديناميكية التي أطلقها ماكرون، مؤكداً أنه من الضروري السير قدماً نحو تحقيق هذا الهدف لضمان أمن واستقرار المنطقة. وشدد على ضرورة أن يكون هذا الحراك مؤثراً من خلال تلك الشراكات الدولية.

أسباب الاعتراف بدولة فلسطين

اعتبر السفير الفرنسي أن هناك سببين رئيسيين للاعتراف بدولة فلسطين: الأول هو الحق، وهو حق الشعب الفلسطيني في الكرامة والدولة المستقلة، والثاني هو السلام. وأكد أن الدعوة للتعايش السلمي بين الدولتين والشعبين يجب أن تكون جزءاً من الحل.

استراتيجية فرنسا

أضاف السفير شوفالييه أن استراتيجية فرنسا بشأن القضية الفلسطينية تقوم على ثلاثة ركائز: الاعتراف، خطة عملية للتنفيذ، ووقف إطلاق النار. كما أكّد دعم بلاده لكل الجهود المبذولة من مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.

التحديات أمام الاعتراف

وعند الحديث عن جدوى هذا الاعتراف في ظل الرفض الإسرائيلي والأمريكي، اعترف السفير بصعوبة الموقف، لكنه أكد أن فرنسا لا تخلط بين الحكومة الإسرائيلية الحالية والشعب الإسرائيلي. وثقّت فرنسا إيمانها بأن حل الدولتين يخدم المصالح طويلة الأمد لكل الأطراف.

تحالفات دولية

أشار السفير إلى أهمية الولايات المتحدة كطرف رئيسي في القضية، بينما يعقد ماكرون اجتماعات مستمرة مع نظيره الأمريكي. ومع ذلك، فإن فرنسا تعتقد بأهمية تكوين تحالف عربي وأوروبي ودولي أوسع يظهر للإدارة الأمريكية أن الاستراتيجية الحالية تضر بمصالح شعوب المنطقة.

ضرورة التشاور مع العرب والإسلاميين

شدد السفير شوفالييه على ضرورة التنسيق مع مصر والدول العربية والإسلامية لإقامة سلام دائم بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية إنشاء تحالف واسع النطاق لتحقيق ديناميكية حقيقية. وأكد أن التشاور مع مصر كان من الأهداف الأساسية لزيارة الرئيس ماكرون.

رؤية الدولة الفلسطينية

فيما يتعلق بدعوة ماكرون لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، أوضح السفير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يؤيد نفس الفكرة، مع وجود قوة شرطية داخلية للحفاظ على النظام. كما اعتبر أن وجود دولة فلسطينية منزوعة السلاح يعد أفضل من انعدام أي أفق لإقامة الدولة، مشيراً إلى أن هذه الرؤية ليست فقط رؤية فرنسا، بل هي أيضًا رؤية السلطة الفلسطينية.