هيساهيتو الأمير الشاب الذي تعقد اليابان آمالها على استمرارية العرش

في أجواء مهيبة مشبعة بالتقاليد العريقة التي تمتد لقرون، شهد القصر الإمبراطوري في اليابان بوابة البلد الماضي احتفالاً ببلوغ الأمير هيساهيتو سن الرشد.

ورغم أن هذه المناسبة كانت تاريخية، إلا أنها أثارت تساؤلات عميقة حول مستقبل العرش الإمبراطوري واستمرارية أقدم سلالة ملكية في العالم، وفقًا لما ذكرته صحيفة «نيويورك بوست».

النشأة والخلفية الأسرية

الأمير هيساهيتو هو الابن الوحيد لولي العهد الأمير «فوميهـيتو أكيشينو» والأميرة كيكو، وله شقيقتان هما الأميرة كاكو وماكو، التي تخلت عن لقبها عقب زواجها من شخص غير أميري. يُعتبر هيساهيتو أول ذكر يولد في الأسرة الإمبراطورية منذ عام 1965.

موقعه في ترتيب ولاية العرش

يحتل الأمير هيساهيتو المركز الثاني في ترتيب وراثة العرش بعد والده. بعد ولادته، توقفت النقاشات حول إمكانية السماح للإناث بوراثة العرش، مثل الأميرة أيكو، رغم شعبيتها، بسبب القوانين السارية التي تكبل هذا الحق.

التعليم والاهتمامات

بدأ الأمير هيساهيتو تعليمه في روضة الأطفال بجامعة أوتشانوميزو ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية والمتوسطة التابعة لها. بعد ذلك، أكمل دراسته في مدرسة ثانوية بجامعة تسوكوبا، ومن المتوقع أن يلتحق بالجامعة نفسها عام 2025 لدراسة علوم البيئة والحياة.

لقد أبدى شغفاً خاصاً بالبيئة والحياة البرية، خصوصاً الحشرات والليافيات. حتى أنه شارك في تأليف ورقة بحثية عن الحشرات الموجودة في أراضي القصر.

في مؤتمر صحفي عام 2025، أعرب عن التزامه بالموازنة بين مهامه الملكية ودراسته، مشيراً إلى اهتمامه بزراعة الخضروات والأرز في القصر ومكافحة التغير المناخي.

مراسم بلوغه سن الرشد

في 6 سبتمبر 2025، أُقيمت للأمير هيساهيتو مراسم تقليدية فخمة للاحتفال ببلوغه سن الرشد. وقد قرر تأخير هذه المراسم عن بلوغه ال18 عاماً كي يستطيع التركيز على امتحانات دخول الجامعة.

أزمة الخلافة الإمبراطورية

مع غياب وريث ذكر بعده، يُعتبر الأمير هيساهيتو هو آخر وريث ذكر مُحتمل، خاصة أن الأمير بيتاتشي، أخ الإمبراطور المتنحي أكيهـيتو، يُبلغ من العمر حينها حوالي 89 عاماً. هذه الوقائع تثير القلق بشأن استمرارية الأسرة الإمبراطورية، مما يزيد الضغط على الحكومة لتعديل قوانين الخلافة التي تمنع الإنجاب من الإناث أو استمرار حكم النساء بعد الزواج.