ألف ضحية في فاجعة تراسين كيف نجا شخص واحد فقط من الكارثة؟

منذ 8 ساعات
ألف ضحية في فاجعة تراسين كيف نجا شخص واحد فقط من الكارثة؟

شهدت قرية تراسين بجبل مرة في السودان واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية، حيث انهار الأرض بشكل ضخم مساء الأحد، مما أدى إلى تدمير القرية بالكامل ومصرع أكثر من ألف شخص، بينما نجا شخص واحد فقط.

تأتي هذه الكارثة بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها سلسلة جبال مرة. وقد وصفت وسائل الإعلام الحادث بأنه إحدى أكثر المآسي الطبيعية فظاعة في التاريخ الحديث للقارة الأفريقية.

نداءات المساعدة من المنطقة المنكوبة

يطالب سكان المنطقة المنكوبة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بالتدخل العاجل، سواء لانتشال الجثامين أو لتقديم المساعدات الإنسانية الفورية. يواجه المتطوعون صعوبات لوجستية كبيرة في الوصول إلى موقع الكارثة، حيث تقع تراسين في تضاريس جبلية وعرة، لا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام أو باستخدام الدواب، وفقًا لما أكده المتحدث باسم الحركة محمد عبد الرحمن الناير.

كما نشرت وكالة أنباء جبال مرة صورًا مروعة للمنطقة، حيث كانت تغطيها الطين والصخور، وظهر السكان المحليون يبحثون عن الجثث باستخدام أدوات بدائية.

ردود الفعل الرسمية

عبر مجلس السيادة الانتقالي في الخرطوم عن “حزنه العميق لوفاة مئات الأبرياء”، مؤكدًا أن كافة الإمكانيات قد تم حشدها لدعم المتضررين، بالرغم من صعوبة الوصول إلى المنطقة في ظل الحرب المستمرة.

منطقة منكوبة وسط صراع دموي

تقع قرية تراسين في قلب جبال مرة، وهي منطقة بركانية ذات تضاريس وعرة تمتد لنحو 160 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الفاشر. تشهد المنطقة هطول أمطار غزيرة ودرجات حرارة منخفضة مقارنة بالمناطق المحيطة، مما يجعلها عرضة للانهيارات الأرضية.

تحولت جبال مرة خلال العامين الماضيين إلى ملاذ للنازحين بسبب القتال بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع. وتدور حرب أهلية منذ أبريل 2023، أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص وشردت نحو 14 مليونًا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

الأزمة الإنسانية تتفاقم

بينما تسود حالة من الصدمة والحزن في دارفور، حذر خبراء المجاعة الدوليون من أن أكثر من 630 ألف شخص يعيشون في مناطق تعاني من المجاعة، معظمهم في ولايتي دارفور وكردفان. كما يحتاج أكثر من 30 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

أعربت منظمات دولية عن قلقها البالغ تجاه تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، في ظل استمرار الحرب، وانهيار البنية التحتية، والصعوبات التي تواجه عمل منظمات الإغاثة.


شارك