عبير الأباصيري ترحل في ظروف مأساوية داخل مستشفى الهرم وتفجر جدلاً واسعاً حول الإهمال الطبي وقرارات وزارة الصحة

شهدت الساعات الماضية حالة من الغضب الواسع بعد الإعلان عن وفاة الإعلامية عبير الأباصيري داخل مستشفى الهرم، في واقعة أثارت جدلاً كبيراً حول الإهمال الطبي وحقوق المرضى في مصر. الحادثة التي هزت الوسط الإعلامي والمجتمع، وضعت وزارة الصحة والسكان أمام تساؤلات صعبة، ودعت مؤسسات المجتمع المدني مثل المركز المصري للحق في الدواء إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن ما وصفوه بـ"جريمة إنسانية".
تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة عبير الأباصيري داخل مستشفى الهرم
بحسب رواية زميلتها المعدة سوزان عباس، فقد تعرضت الإعلامية عبير الأباصيري لأزمة صحية مفاجئة بعد إصابتها بجلطة في المخ، ما استدعى نقلها على الفور إلى مستشفى الهرم. إلا أن الصدمة كانت في إبقائها داخل الاستقبال أكثر من ست ساعات من دون تلقي العلاج اللازم بسبب مطالبتها بدفع مبلغ مالي يقدر بـ1400 جنيه. هذه الواقعة المؤلمة أدت إلى تدهور حالتها الصحية ودخولها في غيبوبة انتهت بوفاتها.
وزارة الصحة والسكان تفتح تحقيقاً في واقعة وفاة عبير الأباصيري
في أعقاب انتشار الحادثة، أعلنت وزارة الصحة والسكان أنها تتابع تفاصيل ما حدث مع الإعلامية عبير الأباصيري داخل مستشفى الهرم. وأكدت الوزارة أنها حصلت على كافة الملفات والتقارير الطبية الخاصة بالحالة، مشيرة إلى أنه سيتم إعلان نتائج التحقيقات بشفافية للرأي العام، خاصة في ظل ما أثير من اتهامات حول الإهمال الطبي وتأخر التدخل العلاجي.
زيارة مفاجئة من خالد عبدالغفار تكشف أزمات داخل المستشفى
أجرى الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، زيارة مفاجئة إلى مستشفى الهرم بعد وفاة الإعلامية عبير الأباصيري، حيث لاحظ الوزير وجود تكدس كبير في قسم الطوارئ ومشكلات متعلقة بالنظافة وتنظيم العمل. وعلى الفور قرر إنهاء التعاقد مع شركتي الأمن والنظافة، كما أصدر تعليمات بتعزيز أعداد الأطباء في الطوارئ وتوسيع نطاق التخصصات الطبية لخدمة المرضى بشكل أفضل.
المركز المصري للحق في الدواء يصف ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية
من جانبه، أصدر المركز المصري للحق في الدواء بياناً شديد اللهجة وصف فيه ما تعرضت له الإعلامية عبير الأباصيري بأنه جريمة ضد الإنسانية، مؤكداً أن إنقاذ مرضى الجلطة يتطلب سرعة في التدخل الطبي دون انتظار أي إجراءات مالية. وأوضح المركز أن هناك قراراً وزارياً يلزم المستشفيات بتقديم الرعاية الطبية للحالات الطارئة لمدة 48 ساعة على الأقل قبل أي إجراء مالي أو نقل للمريض، وهو ما لم يتم تطبيقه في هذه الحالة.
موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة عبير الأباصيري
لم يقتصر الأمر على المؤسسات الرسمية فقط، بل تصدر اسم عبير الأباصيري محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف من المتابعين عن صدمتهم وحزنهم على رحيلها. كما وجهوا انتقادات حادة لإدارة مستشفى الهرم، معتبرين أن ما حدث يعكس أزمة حقيقية في نظام الرعاية الصحية، وسط دعوات بضرورة محاسبة المقصرين.
سوزان عباس تكشف لحظات مؤلمة سبقت الوفاة
روت الإعلامية سوزان عباس، صديقة الراحلة عبير الأباصيري، تفاصيل ما عاشته داخل مستشفى الهرم، مؤكدة أنها شاهدت بنفسها تدهور حالتها الصحية من دون تدخل طبي سريع. وأشارت إلى أن مطالبة المستشفى بدفع 1400 جنيه قبل تقديم العلاج يعكس خللاً كبيراً في آليات التعامل مع الحالات الطارئة. شهادتها جاءت لتزيد من حدة الغضب الشعبي وتضع علامات استفهام كبيرة حول سياسات الرعاية الصحية.
بين الإهمال الطبي وحقوق المرضى… قضية مفتوحة أمام الرأي العام
وفاة عبير الأباصيري لم تكن مجرد خبر عابر، بل تحولت إلى قضية رأي عام سلطت الضوء على ملفات حساسة تتعلق بالإهمال الطبي وحقوق المرضى داخل المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء. ومع استمرار وزارة الصحة والسكان في التحقيق، تبقى الأنظار معلقة على نتائج هذه التحقيقات وما إذا كانت ستؤدي إلى إجراءات جذرية لحماية المرضى وضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة.