الأمم المتحدة تكشف عن تسجيل أكثر من 4 آلاف حالة عنف جنسي في النزاعات لعام 2024

منذ 3 ساعات
الأمم المتحدة تكشف عن تسجيل أكثر من 4 آلاف حالة عنف جنسي في النزاعات لعام 2024

أكدت براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات، أن حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2024، حيث سجل التقرير رقمًا قياسيًا بلغ 4600 حالة، مما يمثل زيادة بنسبة 25% عن العام السابق.

المناقشة السنوية لمجلس الأمن

جاء ذلك خلال المناقشة السنوية المفتوحة لمجلس الأمن التي تناولت موضوع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، والتي عقدت تحت عنوان: «تحديد استراتيجيات مبتكرة لضمان وصول الناجين من العنف الجنسي في مناطق النزاع إلى الخدمات المنقذة للحياة والحماية».

الآثار السلبية على النساء والفتيات

أوضحت باتن، وفقًا لمركز إعلام الأمم المتحدة، أن النساء والفتيات لا زلن يتعرضن بشكل غير متناسب، حيث يشكلن 92% من الحالات المسجلة. تتراوح أعمار الضحايا بين عام واحد و75 عامًا، مع تسجيل زيادة بلغت 35% في حالات العنف الجنسي ضد الأطفال. كما يعاني الناجون من وصمة العار ونقص الخدمات، مما يقلل كثيرًا من عدد الحالات المبلغ عنها.

المسؤولية والمعالجة

أضافت براميلا باتن أن التقرير الأخيرة أدرج 63 جهة يُشتبه بارتكابها أو تحملها المسؤولية عن أنماط من العنف الجنسي المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن. وأكدت على أن معالجة هذه القضية ومنعها يتطلبان التزامًا حقيقيًا وجادًا.

الوضع الإنساني والتمويل

ذكرت باتن أنه على الرغم من تزايد الاحتياجات الإنسانية، فإن التمويل المخصص للمنظمات النسائية والمساعدات المنقذة للحياة يشهد تقليصًا، في الوقت الذي ترتفع فيه النفقات العسكرية العالمية. وهذا يترك الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي بلا رعاية أساسية.

تراجع الجهود الدولية

بعد ثمانين عامًا من ميثاق الأمم المتحدة و25 عامًا من اعتماد قرار مجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن، يبدو أن العالم يتراجع. يتم تقليص التمويل المخصص للبرامج الأساسية بدلاً من تعزيز حماية حقوق المرأة ودعم السلام. وأكدت براميلا على أنه إذا كنا جادّين في تحقيق السلام، يجب علينا تمويل المؤسسات التي تسهم في تحقيقه.

اتجاهات مقلقة

أشارت الممثلة الخاصة إلى وجود العديد من القصص غير المرئية خلف الأرقام والحقائق. ولفتت الانتباه إلى عدة اتجاهات مقلقة، منها:

  • تتعرض النساء والفتيات النازحات واللاجئات لمخاطر متزايدة من العنف الجنسي، مما يخاطر بعودتهن الآمنة.
  • يزيد انعدام الأمن الغذائي من مخاطر التعرض للعنف والاستغلال الجنسي، حيث تمنع الأطراف المتحاربة وصول المساعدات الإنسانية.
  • أثرت التخفيضات في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة سلبًا على قدرتها في دعم الناجين.
  • تواصل الجماعات المسلحة استخدام العنف الجنسي لتعزيز سيطرتها على الأراضي والموارد.
  • يُغذي انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، حيث تشير البيانات إلى استخدامها في 70-90% من الحالات المسجلة.
  • يُستخدم العنف الجنسي في مراكز الاحتجاز للتعذيب والترهيب.

رسالة إلى الناجين والمجتمع الدولي

وجهت براميلا باتن رسالة موجهة للناجين والمستجيبين في الخطوط الأمامية، قائلة: “نرى شجاعتكم، ونسمع أصواتكم، وسنعزز جهودكم”. تستمر بفتح باب الأمل رغم الأهوال التي شهدتها عبر ثماني سنوات في هذه المهمة.

تعريف العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات

يجدر بالذكر أن مصطلح «العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات» كما هو مستخدم في هذا التقرير يشمل أشكالًا متعددة من الاعتداءات مثل: الاغتصاب، الاستعباد الجنسي، الإكراه على البغاء، الحمل القسري، والإجهاض القسري، وغير ذلك من أشكال العنف الخطيرة التي تُرتكب ضد النساء والرجال والأطفال ولها صلة مباشرة أو غير مباشرة بنزاع ما.


شارك