سباق الرئاسة في إندونيسيا يدخل مرحلته الأخيرة

تقترب إندونيسيا من موعد انتخاب رئيسها الجديد، حيث يتنافس حاكم جاكرتا جوكو ويدودو، المعروف باسم "جوكوي"، مع القائد السابق لقوات النخبة في الجيش، برابوو سوبيانتو، في سباق انتخابي حاد لم يخلُ من الجدل.
187 مليون ناخب يستعدون للتصويت
مع اقتراب موعد الانتخابات في 9 يوليو، يستعد نحو 187 مليون ناخب في ثالث أكبر ديمقراطية في العالم للإدلاء بأصواتهم. جوكوي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، كان يتقدم بفارق مريح تجاوز 25%، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تراجع هذا الفارق إلى أرقام أحادية.
ورغم أن معظم استطلاعات الرأي لا تزال تمنحه الأفضلية، فإن الفارق تقلص بشدة، حيث أظهر بعضها أن برابوو يتأخر بثلاث نقاط مئوية فقط.
حملة قوية من برابوو سوبيانتو
يُعرف برابوو بخبرته الطويلة في السياسة، فقد ترشح للرئاسة ثلاث مرات من قبل، ويُقال إنه أدار حملته هذه المرة باحتراف كبير، مع خطابات وطنية قوية تدعو إلى استعادة ثروات إندونيسيا الطبيعية، ما جذب عدداً متزايداً من الناخبين.
لكن صعود برابوو لم يكن خالياً من الجدل، إذ يُتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في تيمور الشرقية، كما يُزعم أنه أمر باختطاف نشطاء مؤيدين للديمقراطية عام 1998 أثناء قيادته لقوات النخبة.
مخاوف بشأن الحريات الديمقراطية
يرى بعض النقاد أن فوز برابوو قد يهدد الحريات التي نالتها إندونيسيا منذ سقوط نظام سوهارتو. ورغم أن برابوو لم يُحاكم أمام محكمة مدنية على هذه الاتهامات، فإن المخاوف لا تزال قائمة.
وفي الأسبوع الماضي، دخل السفير الأمريكي لدى إندونيسيا، روبرت بليك، على خط الجدل، عندما صرح لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن بلاده لا تتخذ موقفاً من الانتخابات، لكنها تحث جاكرتا على التحقيق في تلك الانتهاكات المزعومة.
انتقادات للتدخل الأمريكي
أثارت تصريحات السفير استياءً لدى بعض المسؤولين الإندونيسيين، إذ وصف وزير الخارجية مارتي ناتاليجاوا تلك التصريحات بأنها "خطأ في التقدير يصعب قبوله".
من جانبه، رأى ألكسيوس جمادو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيليتا هارابان، أن الولايات المتحدة تسعى ضمنياً لدعم زعيم يتماشى مع سياستها الخارجية ومصالحها الاستراتيجية، خصوصاً في ظل تنامي نفوذ الصين.
حملات تشويه ضد جوكوي
في الوقت ذاته، تعرض جوكوي لحملات تشويه تتهمه بأنه مسيحي أو من أصول صينية، في بلد يغلب عليه المسلمون. وقد اضطر إلى إنكار هذه المزاعم علناً، وهو ما يرى محللون أنه كلّفه وقتاً ثميناً كان يمكن استغلاله في كسب مزيد من الأصوات.
ومع ذلك، لا يزال جوكوي يحظى بتأييد من يرى فيه رمزاً للنزاهة والقيادة الشعبية.
آمال في قيادة جديدة
تقول الناشطة الاجتماعية كريستين نعومي، إن نهج جوكوي في الشفافية سيؤثر بشكل إيجابي على البرلمان في حال انتخابه، مضيفة: "القائد الجيد هو من يجعل النواب يخشون ارتكاب الأخطاء. إندونيسيا لا تحتاج إلى قائد قوي أو جنرال جديد، بل إلى من يحدث فرقاً حقيقياً."
محطة ديمقراطية مفصلية
تمثل انتخابات هذا العام محطة مهمة في مسيرة الديمقراطية في إندونيسيا، إذ ستكون المرة الأولى التي تنتقل فيها السلطة من رئيس منتخب إلى آخر عبر صناديق الاقتراع.
ويختتم الرئيس سوسيلو بامبانغ يودهويونو فترته الثانية، ولن يتمكن من الترشح لولاية ثالثة، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ البلاد السياسي.