رئيس وزراء لبنان يُطلق "شارع ضحايا 4 آب" ويؤكد لا أحد فوق المحاسبة

في خطوة رمزية تحمل أبعادًا وطنية وإنسانية، افتتح رئيس وزراء لبنان نواف سلام شارعًا جديدًا باسم "شارع ضحايا الرابع من آب"، بالقرب من مدخل مرفأ بيروت، تخليدًا لذكرى واحدة من أعنف الكوارث التي شهدها لبنان في تاريخه الحديث.
تخليد ذكرى ضحايا انفجار مرفأ بيروت
جاءت هذه المبادرة في سياق إحياء الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس 2020، والذي أسفر عن أكثر من 200 قتيل وآلاف الجرحى، إلى جانب دمار واسع طال العاصمة بيروت.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن إطلاق اسم الشارع لا يقتصر على مجرد لافتة، بل هو رسالة وفاء لضحايا الانفجار، وتأكيد على أن العدالة لا تسقط بالتقادم.
نواف سلام: لا دولة دون محاسبة
خلال كلمته في مراسم الافتتاح، شدد نواف سلام على أن المحاسبة هي أساس بناء الدولة العادلة، قائلاً:
"لا أحد فوق المحاسبة، والمطلوب اليوم هو رفع اليد عن القضاء وتركه يعمل باستقلالية تامة، لأن العدالة هي الضامن الحقيقي لبناء لبنان جديد."
وأكد أن معرفة حقيقة انفجار مرفأ بيروت ومحاسبة المسؤولين عنها تمثل "قضية وطنية جامعة"، تتجاوز الحسابات السياسية أو الطائفية.
العدالة في تفجير مرفأ بيروت شرط لبناء الدولة
في تصريحات سابقة صباح اليوم، أكد رئيس الوزراء أن المطالبة بالعدالة ليست مطلبًا لفئة دون أخرى، بل هي حق مشروع لكل اللبنانيين، وأن "ثقافة الإفلات من العقاب هي ما كرّس غياب الدولة لعقود".
وأضاف:
"لا يمكن الحديث عن السيادة أو الدولة القانونية، إذا غابت المحاسبة... العدالة هي الأساس، وهي المدخل الحقيقي لتحديد طبيعة الدولة التي نريد أن نعيش فيها."
شارع جديد... ورسالة مستمرة
يرى مراقبون أن تسمية الشارع بهذا الاسم تُعد تذكيرًا دائمًا للسلطة والمجتمع بضرورة الوصول إلى الحقيقة الكاملة بشأن انفجار المرفأ، خاصة في ظل تعثر مسار التحقيقات بسبب تدخلات سياسية متكررة.
هل يُفتح الطريق نحو العدالة؟
في ظل دعوات داخلية وخارجية لإعادة إحياء التحقيق، تبقى الأنظار موجهة نحو الحكومة اللبنانية والقضاء، لمعرفة ما إذا كانت هذه الخطوة الرمزية ستكون بداية فعلية نحو المحاسبة، أم ستبقى مجرد لفتة معنوية لا تغيّر من واقع القضية شيئًا.