وزير التعليم العالي: افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية لحظة تاريخية تجسد روح التعاون والتكامل

منذ 13 ساعات
وزير التعليم العالي: افتتاح وكالة الفضاء الإفريقية لحظة تاريخية تجسد روح التعاون والتكامل

حضر الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأحد، حفل افتتاح وكالة الفضاء الأفريقية. حضر الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، والفريق محمد عبد الجواد قائد القوات الجوية، وماريو أوغوستو وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي في أنجولا، والدكتور تيتيان واتارا رئيس مجلس وكالة الفضاء الأفريقية، والدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، وعدد من السفراء، ومجموعة من ممثلي الدول الأفريقية، ورؤساء المنظمات والهيئات الفضائية الأفريقية والدولية في المقر الجديد للمنظمة.

التعليم العالي والبحث العلمي

وفي كلمته نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي نقل الدكتور أيمن عاشور التحية للحضور وتحيات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. كما أعرب الوزير عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي المهم والإعلان عن افتتاح وبدء عمليات وكالة الفضاء الأفريقية. تحقق اليوم هذا الحلم الذي طال انتظاره في موقع مرموق بجوار وكالة الفضاء المصرية. وأشار إلى أن هذا الحدث يجسد روح التعاون والتكامل بين دول القارة في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، وخاصة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء.

وأوضح الوزير أن صناعة الفضاء أصبحت من أسرع القطاعات نموا في العالم، مشيرا إلى التقارير الدولية التي أكدت أن القارة الأفريقية يجب أن تسعى بثقة إلى الاستثمارات الجادة في هذا القطاع المهم. ولضمان حصول البلاد على موطئ قدم في هذه الصناعة الواعدة والحصول على حصة عادلة من عوائدها المتزايدة، أشار إلى أن الدول الأفريقية غنية بالشباب الواعد ولديها أكبر نسبة من الشباب في العالم. وأشار إلى أن هذه الطاقات الشابة إذا ما تم تدريبها وتأهيلها بشكل جيد، يمكن أن تصبح محركا حقيقيا لصناعة الفضاء الأفريقية وركيزة أساسية لتحقيق نقلة نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

وأضاف الدكتور أيمن عاشور أن تكنولوجيا الفضاء ليست قطاعاً تخصصياً فحسب، بل هي مجال يتقاطع مع مختلف فروع الهندسة والعلوم الأساسية والبحث العلمي، مما يزيد من قيمتها الاستراتيجية كأداة للتنمية الشاملة. وأشار إلى أن مصر من أقدم دول المنطقة التي تعمل في مجال تكنولوجيا الفضاء من خلال مركز الاستشعار عن بعد والذي تحول إلى الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء. وقد احتضنت هذه الوكالة برنامج الفضاء الوطني حتى تم إنشاء وكالة الفضاء المصرية بقرار رئاسي عام 2018. وكان أساس ذلك هو قناعة القيادة السياسية بأهمية هذه التكنولوجيا في دعم الاقتصاد والتنمية.

وأوضح الوزير أن مدينة الفضاء التي أنشأتها الحكومة المصرية كمجمع لتكنولوجيا الفضاء تضم وكالة الفضاء الأفريقية ووكالة الفضاء المصرية. وتحتوي على كل البنية التحتية اللازمة لمركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية الذي يزن أكثر من طن واحد، فضلاً عن مركز عمليات فضائية ومحطات استقبال بيانات الأقمار الصناعية في مدينة الفضاء. وهي تشمل فرصا تقدمية وتطلعية مثل إنشاء منطقة تجارة حرة ومنطقة ريادة الأعمال ومنطقة صناعية لصناعة الفضاء، وبالتالي تعزيز تكامل وتوحيد جهود برامج الفضاء في البلدان الأفريقية لتحقيق أقصى قدر من الفوائد لجميع البلدان في القارة.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن مصر ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تولي اهتماما كبيرا للفضاء في أفريقيا، انطلاقا من الإيمان الراسخ بأن هذه التكنولوجيا لها أهمية كبيرة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز قدرات القارة في الابتكار والمعرفة. وأوضح أن مصر قدمت من خلال خبرائها الدعم العلمي والفني واستضافت العديد من الاجتماعات الفنية بالقاهرة، مما ساهم في إعداد واعتماد أول سياسة واستراتيجية موحدة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في أفريقيا خلال قمة رؤساء الدول الأفريقية عام 2016. وأشار إلى أن مصر تقدمت بطلب شامل لاستضافة المقر الدائم للوكالة، وتمت الموافقة رسميا على اختيار مصر خلال قمة رؤساء الدول الأفريقية عام 2019.

ووصف الوزير افتتاح وكالة الفضاء الأفريقية بأنه “لحظة تاريخية”. إن الوكالة ليست مجرد مؤسسة علمية، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً لشعوب القارة. وأعرب عن أمله في أن تكون الوكالة أداة فعالة لتحقيق التحول الرقمي ودعم التنمية المستدامة وتعزيز التقدم التكنولوجي في جميع أنحاء القارة.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أننا نسعى لإيصال خدمات الإنترنت إلى كافة أنحاء القارة الأفريقية وأن الوكالة تساهم في رقمنة المؤسسات الحكومية والخدمية بهدف تحسين كفاءة الخدمات وتقريب الخدمات من المواطنين. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نهدف إلى تطوير أنظمة الإنذار المبكر التي ستمكننا من معالجة المخاطر والكوارث. لحماية الأرواح والممتلكات والبنية التحتية ومكافحة المشاكل الناجمة عن تغير المناخ. علاوة على ذلك، تلعب الوكالة دوراً هاماً في دعم جهود التنمية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وفتح آفاق جديدة للإنتاج والاستثمار، وتكون منارة للابتكار والتقدم، ومصدر فخر لجميع شعوب القارة. وأعرب عن سعادته بأن تكون جمهورية مصر العربية أحد الشركاء في هذا المسار الطموح، حيث تساهم بخبراتها وقدراتها لتحقيق مستقبل مشرق للقارة.

وفي الختام، أعرب وزير التعليم العالي عن خالص شكره وتقديره لكل من ساهم في تحويل هذا الحلم الأفريقي إلى واقع ملموس. وأشاد بالخبراء والعلماء الأفارقة الذين ساهموا في صياغة السياسات والاستراتيجيات، وكذلك المسئولين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية الذين اهتموا بهذه القضية وتابعوها بدقة. كما وجه الشكر لمسئولي وكالة الفضاء المصرية على دعمهم الكبير لهذا المبنى. كما شكر الاتحاد الأفريقي على ريادته في قيادة هذا المشروع، وأعرب عن شكره الخاص لمفوضية التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار على عملها الدؤوب. كما قدم الشكر لكافة الجهات الحكومية ذات العلاقة التي دعمت هذا المشروع.

من جانبه أعرب الدكتور بدر عبد العاطي عن سعادته بالتأسيس الفعلي لوكالة الفضاء الأفريقية، مؤكداً أن هذا الحدث التاريخي يمثل نقلة نوعية للتطور العلمي والتكنولوجي للقارة الأفريقية. وأكد أن إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية يجسد جهود القارة لتحقيق رؤية أفريقيا 2063 وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

وأكد وزير الخارجية والهجرة أن إنشاء المقر الدائم لوكالة الفضاء الأفريقية في مصر يأتي انطلاقا من قناعة الدولة المصرية وقيادتها السياسية بأهمية زيادة التعاون والتكامل بين دول القارة. وقدمت مصر الدعم الفني واللوجستي لإنشاء الوكالة، وخصصت العديد من الموارد لبناء هذا المبنى الرائع. وأكد على التعاون المتميز بين مصر والمفوضية الأفريقية، وأعرب عن ثقته في أن وكالة الفضاء الأفريقية ستكون منصة دولية للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي وتبادل الخبرات وبناء القدرات في هذا المجال الهام بالتعاون مع وكالات الفضاء الدولية.

وفي الختام، شكر وزير الخارجية الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه القوي لإنشاء وكالة الفضاء الأفريقية. كما شكر الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي على الدعم اللازم للوكالة. كما قدم الشكر لمفوضية الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء وكل من ساهم في تنفيذ هذا المشروع الطموح. وأكد أن افتتاح المقر يمثل خطوة حاسمة في بناء مستقبل إفريقي قائم على المعرفة والابتكار، وسيعزز دور القارة كلاعب فاعل في السباق العالمي نحو التقدم التكنولوجي. أعرب الدكتور تيتيان واتارا، رئيس مجلس وكالة الفضاء الأفريقية، عن سعادته وفخره بهذا الحدث الاستثنائي، مؤكداً على أهمية الوكالة ودورها الرائد ورؤيتها وقدرتها على مواجهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية. وأشاد بنشأة هذه المؤسسة العريقة وبنيتها التحتية المتطورة ووسائلها التكنولوجية الحديثة. وتوجه رئيس وكالة الفضاء الأفريقية بالشكر للقيادة السياسية المصرية على استضافتها لمقر الوكالة وتوفير كافة أشكال الدعم والتسهيلات التي مكنت الوكالة من القيام بمهامها. وأكد أن القارة الأفريقية تعتز بتواجد جمهورية مصر العربية فيها، لاسيما لما تتمتع به من تاريخ عريق وحضارة عظيمة، وريادتها في المجالات التكنولوجية الحديثة. وأشار إلى أنه يتوقع نجاحات كثيرة من هذه المؤسسة العريقة. من جانبه، أعرب الدكتور شريف صدقي عن سعادته البالغة بافتتاح وكالة الفضاء الأفريقية التي تقع بجوار وكالة الفضاء المصرية في مدينة الفضاء المصرية. وأكد أن إنشاء وكالة الفضاء الإفريقية يجسد التعاون والتكامل بين دول القارة لتحقيق رؤية إفريقيا 2063. وأكد الرئيس السيسي استمرار دعم مصر لوكالة الفضاء الأفريقية لتسهيل عملها وتحقيق أهدافها ورؤيتها، معرباً عن امتنانه وتقديره لكل من ساهم في إنشاء وتجهيز وكالة الفضاء الأفريقية. شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا حول برنامج الفضاء الأفريقي. وألقى بعد ذلك ممثلو وكالات الفضاء الدولية والإفريقية كلمات سلطوا فيها الضوء على برامج الفضاء الدولية الكبرى، وأهمية وكالات الفضاء، والتوجه الإفريقي نحو الفضاء. كما تم الكشف عن الشعار الجديد لوكالة الفضاء الأفريقية. وعلى هامش الحفل، تم توقيع مذكرات تفاهم بين وكالة الفضاء الأفريقية، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الإماراتية، ووكالة الفضاء الروسية الحكومية روسكوزموس. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون والتكامل وتبادل الخبرات وبناء القدرات لتحقيق رؤى وأهداف القارة الأفريقية. جدير بالذكر أن وكالة الفضاء الأفريقية تهدف إلى تعزيز قدرات القارة الأفريقية في تقنيات الفضاء لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بما يتماشى مع رؤية الاتحاد الأفريقي. تسعى الوكالة إلى معالجة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية من خلال جمع وتحليل المعلومات وتقديم برامج تطبيقية في مجالات مختلفة، بما في ذلك الأمن الغذائي، وإنتاج المحاصيل وتوزيعها، والنظم البيئية والتنوع البيولوجي، والوقاية من الأمراض، ومراقبة المياه الجوفية والمسطحات المائية والأمطار، وتدهور السواحل، وتحسين الأمن، والإغاثة من الكوارث، ورسم خرائط للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للحكومة.


شارك