ماكرون في قلب القاهرة.. مشاهد لا تُنسى من زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر

منذ 6 ساعات
ماكرون في قلب القاهرة.. مشاهد لا تُنسى من زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر

في لحظة مليئة بالرمزية والتاريخ، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة الليلة الماضية ضيفًا في زيارته الرابعة لمصر. لكن الزيارة هذه المرة كانت استثنائية، إذ جمعت بين السياسة والتاريخ والثقافة والوجهات النظر الإنسانية تجاه القضايا الإقليمية.

جولة روحية في خان الخليلي والقاهرة القديمة

في مشهد مؤثر وأصيل، اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي في جولة تفقدية بالقاهرة القديمة وخان الخليلي. تجول في الشوارع الضيقة والمحلات التجارية التاريخية واستمتع بأجواء مليئة بالروحانية المصرية والآثار القديمة.

ولم يفوّت الجمهور الفرصة وهتف “نحبك يا سيسي” و”مرحبا بك يا ماكرون” لتحية رئيسي الدولتين. كما صفقوا بحرارة والتقطوا الصور التذكارية، التي عكست مدى دفء العلاقات المصرية وكرم الضيافة.

ماكرون يشكر مصر ويشيد بالتعاون مع الرئيس السيسي

وأعرب الرئيس ماكرون عن سعادته الكبيرة بزيارته لمصر وبالترحاب الحار الذي حظي به، معربا عن امتنانه الخاص للرئيس السيسي على كرم ضيافته والتنسيق الممتاز. وأكد أن الزيارة ستبقى في الأذهان لما حملته من أحداث إنسانية وتاريخية.

وتم خلال الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين المصري والفرنسي في مختلف المجالات، بما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ووقع الرئيسان أيضًا إعلانًا مشتركًا لرفع مستوى العلاقات الثنائية إلى أفق أوسع من التعاون.

ورسائل واضحة ضد العدوان

وناقش الرئيسان التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة الوضع المأساوي في قطاع غزة. وأكدوا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ورفضوا بشكل قاطع التهجير القسري لسكان قطاع غزة.

وأكدا أيضا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

قمة ثلاثية استثنائية في القاهرة

انعقدت قمة ثلاثية مصرية أردنية فرنسية بمشاركة الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني والرئيس ماكرون لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل تكثيف التعاون الدولي لوقف العدوان وتقديم المساعدات الإنسانية.

وفي إطار استئناف الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة، دعا رؤساء الدول والحكومات إلى العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان حصولهم على المساعدات الإنسانية الطارئة الفورية والشاملة. ودعا رؤساء الدول والحكومات إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 كانون الثاني/يناير، والذي ينص على إطلاق سراح جميع الرهائن والسجناء ويضمن سلامة الجميع. وأكد رؤساء الدول والحكومات أن حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وضمان الوصول غير المقيد إلى إمدادات الإغاثة هي التزامات يجب الوفاء بها وفقاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وأعرب الزعماء الثلاثة عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعوا إلى إنهاء جميع الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض إمكانية حل الدولتين وتؤدي إلى تفاقم التوترات. وأكدوا أيضا على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس.

 

وعبر السياسيون عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ورفضهم لكل محاولات ضم الأراضي الفلسطينية. وفي هذا السياق، دعوا إلى تقديم الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية في القاهرة في الرابع من مارس/آذار ومنظمة التعاون الإسلامي في السابع من مارس/آذار. وناقشوا آليات تنفيذه بفعالية من الناحية الأمنية والحوكمة.

الحفاظ على النظام والأمن في قطاع غزة

وأكد رؤساء الدول والحكومات أن الحكم والحفاظ على القانون والنظام في قطاع غزة وجميع الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون حصريا تحت رعاية السلطة الوطنية الفلسطينية القوية مع الدعم الإقليمي والدولي القوي. وأعرب رؤساء الدول والحكومات أيضًا عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.

وأكد رؤساء الدول والحكومات على ضرورة تعزيز هذه الجهود في المؤتمر الذي سيعقد في يونيو/حزيران، برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية، من أجل إرساء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين.

وأعرب رؤساء الدول والحكومات عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد في القاهرة في المستقبل القريب. وشكر جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على دعوته لعقد القمة.

 


شارك