لماذا أغلق صلاح الدين الأيوبي الأزهر لمدة 100 عام؟

منذ 6 ساعات
لماذا أغلق صلاح الدين الأيوبي الأزهر لمدة 100 عام؟

دكتور. ألقى الدكتور حسن معوض عضو المجلس الدولي للمتاحف وأستاذ بجامعة الأزهر، الضوء على الجذور التاريخية للدولة الفاطمية وتأثيرها على مصر. وأشار إلى أن الفاطميين ظهروا كجماعة منشقة عن المذهب الشيعي واستقروا في شمال أفريقيا وبالتحديد في المغرب حيث أسسوا دولتهم عام 297م. وبعد عدة محاولات فاشلة لغزو مصر، نجح الفاطميون في السيطرة على مصر سنة 358م وإقامة دولتهم التي لا يزال نفوذها محسوساً إلى اليوم، وخاصة في شهر رمضان.

وأوضح معوض في حديثه ببرنامج “صباح البلد” الذي يقدمه أحمد دياب ونهاد سمير على بوابة البلد، أن القائد جوهر الصقلي قاد الفاطميين إلى مصر وأطلق ثلاثة مشاريع كبرى، منها بناء الجامع الأزهر كمركز لنشر المذهب الشيعي. وأشار إلى أن الخليفة المعز لدين الله اهتم بالجامع الأزهر وأقام فيه أول صلاة جمعة في السابع من رمضان سنة 360م. كما أنشأ هناك مكتبة ضخمة تحتوي على آلاف الكتب.

وأوضح معوض أن المصريين لم يتأثروا بشكل كبير بالمذهب الشيعي، بل تأثروا بالتراث الفاطمي الذي لا يزال حاضراً في المجتمع حتى اليوم. وأشار إلى أن الجامع الأزهر شهد ترميماً وتوسعة عبر الزمن حتى وصل إلى شكله الحالي. ويظل مركزًا أكاديميًا مهمًا يرتاده الطلاب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

وتحدث معوض عن الفترة التي كان فيها الجامع الأزهر مغلقا. وأوضح أن صلاح الدين الأيوبي، وهو من أصحاب المذهب السني، أغلقها لمدة مائة عام بعد سقوط الدولة الفاطمية عام 567م. وأمر أيضاً بإزالة جميع الرموز الشيعية، واستمر بيع الذهب والفضة في المسجد لمدة عشر سنوات. وأشار إلى أن بعض الروايات التاريخية تشير إلى أن المسجد لم يكن مغلقاً بشكل كامل، ولكن صلاة الجمعة كانت محظورة فيه. وجاء ذلك تنفيذاً لفتوى صدرت في حينه تمنع إقامة صلاة الجمعة في أكثر من مسجد داخل المدينة.

وعن تسمية الجامع الأزهر أوضح معوض أن هناك عدة نظريات: والأشهر أن المسجد سمي باسم السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وزوجة الإمام علي بن أبي طالب. ويرى آخرون أن الفاطميين كانوا يفضلون استخدام أسماء المقارنة مثل “الأزهر” و”الأفخار” و”الأنوار” في أسمائهم. هناك نظرية أخرى تنسب الاسم إلى البساتين والزهور التي كانت تحيط بالمسجد.


شارك