القمة العربية الطارئة تدعم الرؤية الفلسطينية في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة

أكد القادة العرب المشاركون في القمة العربية الطارئة في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، دعمهم للرؤية الفلسطينية التي طرحها الرئيس محمود عباس لمعالجة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وفي البيان الختامي للقمة الأزمة، أكد رؤساء الدول العربية أن خيارهم الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يأخذ بعين الاعتبار جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني، استنادا إلى حل الدولتين، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مبادرة السلام العربية تهدف إلى ضمان أمن جميع الشعوب والدول في المنطقة.
وأكدوا استعدادهم للعمل الفوري مع الحكومة الأميركية وكل الشركاء في المجتمع الدولي لاستئناف مفاوضات السلام بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ويجب أن يرتكز هذا الحل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. ويجب عليهم أيضًا عقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد البيان الختامي على الرفض القاطع لأي شكل من أشكال طرد الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، تحت أي مسمى، وفي أي ظرف، وعلى أي أساس، أو بناء على أي طلب، من قبل الدول العربية. ويعتبرون ذلك انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهير عرقي.
وحذر من أن أي محاولة لطرد الشعب الفلسطيني أو ضم أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة ستدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع وتقوض فرص الاستقرار وتشكل تهديدا واضحا لأسس السلام في الشرق الأوسط.
وأقرت القمة الطارئة خطة إعادة الإعمار والعودة السريعة لقطاع غزة التي قدمتها مصر بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية، باعتبارها خطة عربية شاملة، وسعت إلى تقديم كافة أشكال الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها. وبالتوازي مع ذلك، تم إرساء مسار سياسي وأفق للتوصل إلى حل دائم وعادل، بهدف تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته والعيش في سلام وأمن.
وأكد القادة العرب أن التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار يشكل الأولوية القصوى، وأهمية احترام جميع الأطراف لالتزاماتها. ويجب أن يؤدي هذا إلى وقف دائم للعدوان على غزة، وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وتوفير الوصول الآمن والمناسب والفوري للمساعدات الإنسانية والمأوى والمساعدة الطبية.
ودعا البيان الختامي إلى وقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان والفصل العنصري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتدمير البنية التحتية والتوغل العسكري في المدن الفلسطينية وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة. كما أكد على الرفض التام والإدانة لكل المحاولات الرامية إلى طرد الفلسطينيين من مخيمات وبلدات الضفة الغربية أو ضم أجزاء من الضفة الغربية تحت أي مسمى أو ذريعة.
ورحب البيان الختامي بعقد مؤتمر دولي في القاهرة في أقرب وقت ممكن لمعالجة مسألة إعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم العمل على إنشاء صندوق ائتماني سيستقبل الالتزامات المالية من كافة الدول المانحة ومؤسسات التمويل لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
ورحب بالقرار الفلسطيني بإنشاء لجنة إدارة غزة تحت رعاية الحكومة الفلسطينية، مع العمل على تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى غزة، تجسيداً للوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وأكد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة أن قضية الأمن مسؤولية فلسطينية بحتة ويجب إدارتها حصريا من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وفقا لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد وبدعم كامل من المجتمع الدولي.
ودعا رؤساء دول وحكومات الدول العربية مجلس الأمن إلى إرسال قوات دولية لحفظ السلام للمساهمة في أمن السكان الفلسطينيين والإسرائيليين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يتم ذلك في إطار تعزيز الأفق السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية.
ورحبوا بالجهود الجارية التي تبذلها دولة فلسطين للقيام بإصلاحات شاملة على كافة المستويات وبناء مؤسسات قوية ومستدامة قادرة على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تطلعها إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن، عندما تتوفر الظروف المناسبة.
وأكد البيان الختامي على أهمية توحيد الصف الفلسطيني ومختلف القوى الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأكدت القمة العربية الطارئة دعم جهود التحالف الدولي بقيادة السعودية لتطبيق حل الدولتين، وكذلك المشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لحل القضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين بقيادة السعودية وفرنسا، والمقرر عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في يونيو/حزيران 2025.
وأكد البيان الختامي أيضا على الدور الحاسم الذي لا يمكن الاستغناء عنه الذي تلعبه الأونروا في تنفيذ ولايتها الموكلة إليها بموجب قرار الأمم المتحدة في مناطق عملياتها الخمس، وخاصة الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم السياسي والقانوني والمالي للأونروا لضمان استمرارها في الوفاء بمهامها ورفض أي محاولات أو تدابير تهدف إلى الحد من دورها أو إلغائه.
وكلف القادة العرب لجنة قانونية من الدول العربية الأطراف في اتفاقية عام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها بالتحقيق فيما إذا كان طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وتهجيره، والنقل القسري، والتطهير العرقي، والإبعاد خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن خلق ظروف معيشية تستحق الطرد للسكان من خلال التدمير واسع النطاق، والعقاب الجماعي، والتجويع، والحرمان من الوصول إلى الغذاء والمساعدات الإنسانية، يشكل جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية.