المشاط تطالب بإصلاح الهيكل المالي العالمي وتعزيز تدفقات الاستثمار للدول النامية

دكتور. شاركت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في ورشة العمل رفيعة المستوى حول المنصات القطرية لتبادل الخبرات والتمويل من أجل التنمية. تم تنظيم هذه الورشة من قبل بنك التنمية لجنوب أفريقيا ولجنة المناخ الرئاسية في جنوب أفريقيا بالتعاون مع مؤسسة المناخ الأفريقية ووكالة التنمية الفرنسية ومعهد الموارد العالمية في سياق اجتماع مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا. وحضر الاجتماع ممثلون حكوميون من عدد كبير من البلدان، وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، ومؤسسات تمويل التنمية، فضلاً عن ممثلين عن القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية. تناولت الورشة التحديات المالية والمؤسسية والقدراتية الرئيسية التي تواجه برامج البلدان، بهدف توفير الزخم اللازم لوضع برامج البلدان كعنصر أساسي في أجندة تمويل المناخ والتنمية العالمية.
إصلاح البنية المالية العالمية
في بداية حديثها؛ دكتور. وأوضحت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط أن المنصات القطرية تحظى باهتمام متزايد في المحافل الدولية لأنها تلعب دوراً محورياً في تحقيق تأثير ملموس في مكافحة تغير المناخ من خلال تعزيز الشراكات وتعبئة تمويل التنمية. وأكدت أن مبدأ “الملكية الوطنية” يشكل عنصرا أساسيا في زيادة فعالية هذه المنصات وقدرتها على حشد الاستثمارات في مجال حماية المناخ. وشددت المشاط على أهمية الإعلان الأخير الذي أصدرته بنوك التنمية متعددة الأطراف بشأن المنصات القطرية لدعم العمل المناخي خلال مؤتمر المناخ. تلعب هذه البنوك دورًا حاسمًا في تعزيز جهود المناخ من خلال دعم تطوير منصات البلدان. ومن شأن هذا أن يساعد في تنسيق الجهود بين مختلف أصحاب المصلحة وتعبئة التمويل اللازم لتحقيق المساهمات المحددة وطنيا.
وأكد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على ضرورة إصلاح البنية المالية العالمية وزيادة تدفقات الاستثمار المناخي إلى الدول الناشئة والنامية من خلال أدوات فعالة وقابلة للتطبيق لمكافحة تغير المناخ. وأوضح أن المنصات الوطنية التي أقرتها مجموعة العشرين تمكن من تنسيق الجهود بين الجهات الفاعلة الرئيسية، بما في ذلك الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والشركاء الدوليين، وبالتالي زيادة تأثير هذه الجهود على المجتمعات.
وأكدت أن الأسواق الناشئة تحتاج إلى آليات تمويل أكثر كفاءة وإنصافا لمواجهة تضييق الحيز المالي العالمي، وأشارت إلى مبادرة بريدج تاون التي تهدف إلى إصلاح الهيكل المالي العالمي، وأهميتها في زيادة تدفقات رأس المال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واستعرض وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: التجربة المصرية في إطلاق المنصة الوطنية لبرنامج “نوافي” التي تركز على الربط بين قطاعات المياه والغذاء والطاقة، تظهر أن مصر تضع تغير المناخ في قلب أجندتها التنموية.
دكتور. وأضافت الدكتورة رانيا المشاط أن منصة نوافي تنتهج نهجاً وطنياً تقوده الدولة ويرتكز على رؤية عملية وتخطيط. وأوضحت أنه تم تحديد تسعة مشاريع ذات أولوية تحقق التوازن بين التكيف والمرونة والتخفيف من آثار تغير المناخ، بما يتماشى مع استراتيجية مصر الوطنية للتغير المناخي 2050. وأشارت إلى أن المشاريع الموجودة على المنصة تم اختيارها من خلال عملية تقييم الأولويات التي قادتها الحكومة المصرية وتصنيفها إلى ثلاثة محاور رئيسية تعالج التحديات المترابطة المتمثلة في ندرة المياه والأمن الغذائي واحتياجات الطاقة، مما يساعد على سد الفجوة من خلال عرض المشاريع القابلة للاستثمار.
وأشارت إلى أن البرنامج يتبع نهجاً تمويلياً مختلطاً يمكّنه من معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ بشكل فعال، مشيرة إلى أنه بمثابة إطار توجيهي لتعبئة الموارد المالية لدعم انتقال مصر إلى أجندة مناخية مستدامة. وتعمل منصة “نوافي” أيضًا على تعزيز مبدأ الشمول من خلال تشجيع التعاون مع مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الوزارات ذات الصلة، وشركاء التنمية، وصناديق المناخ والقطاع الخاص. وأصبحت المنصة نموذجًا للدول النامية الأخرى التي طلبت من مصر الدعم الفني لتكرار تجربتها، مثل مقدونيا وتنزانيا.
دكتور. وقالت وزيرة التخطيط رانيا المشاط إن المنصة تعتمد على مصادر تمويل متنوعة، منها مقايضة الديون والضمانات والتمويل منخفض الفائدة والمنح والاستثمار الخاص، مؤكدة على مبدأ “التمويل العادل” كعنصر أساسي.
وأوضحت أن المنصة تمكنت من خلال الجهود المشتركة مع الشركاء الدوليين من حشد نحو 3.9 مليار دولار من التمويل التنموي منخفض الفائدة للقطاع الخاص لتمويل 4.2 جيجاواط من مشاريع الطاقة المتجددة وإيقاف تشغيل 1.2 جيجاواط من محطات الطاقة الحرارية.
وأوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أنه نتيجة لهذه الجهود المشتركة تم تحديث أهداف الطاقة المتجددة ضمن المساهمات المحددة وطنيا في عام 2023، فيما تم تقديم موعد تحقيق 42% من الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء من عام 2035 إلى عام 2030.
وفي ختام حديثها قالت د. وقالت الدكتورة رانيا المشاط إنه من الضروري العمل وفق الأولويات والرؤية الوطنية لكل دولة ومراعاة الأجندة الدولية وتعظيم الاستفادة من الشراكات من أجل مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
كما ناقشت الاستعدادات للمؤتمر الرابع لتمويل التنمية الذي سيعقد في إسبانيا هذا العام، وأهميته في مواصلة الجهود العالمية نحو التنمية المستدامة، وتعزيز إصلاح البنية المالية الدولية وزيادة تدفقات رأس المال. وأوضحت أن مصر نفذت استراتيجية وطنية متكاملة لتمويل التنمية تجمع بين التمويل المحلي والتمويل الخارجي وآليات التمويل المبتكرة لإيجاد إطار متسق وشفاف لتمويل التنمية.