مستشار الرئيس الفلسطيني لـ«البلد»: المقاومة حق مشروع.. وعلاقتنا مع سلطات الاحتلال شبه مقطوعة

منذ 4 شهور
مستشار الرئيس الفلسطيني لـ«البلد»: المقاومة حق مشروع.. وعلاقتنا مع سلطات الاحتلال شبه مقطوعة

الهباش: سلطات الاحتلال تتعمد جعل غزة منطقة غير صالحة للسكن ولا تتجاوز المساعدات المقدمة 6% من احتياجات القطاع التنسيق الأمني ليس وصمة عار في وجه السلطة الفلسطينية نحن فخورون بمنع أي ذريعة للاحتلال للتضحية بشعبنا

 

حذر رئيس القضاء الفلسطيني ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش، من خطورة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى، والتي تهدد بإشعال حرب دينية في جميع أنحاء العالم لإشعال شرارة الحرب. .

وقال في حديثه لـ«الشروق»، إن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمنعان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وأكد أن دماء الشعب الفلسطيني أغلى من دماء الفصائل. . الحكومة والسلطة والدولة والمنظمات.

ودعا الهباش إلى ضرورة إنهاء الانقسام والعودة إلى الشرعية الوطنية، مؤكدا أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في ضوء ذلك. لمقاومة الاحتلال المستمر.

وعن نص الحوار..

 

< ما أسلوب وآلية التنسيق بين الأزهر في مصر وفلسطين؟

– نعتبر الأزهر الشريف جامعة ومرجعا لجميع المسلمين. وهي من أقدم وأعرق الجامعات الإسلامية حيث أن عمرها يزيد عن 1000 عام. ويحظى الأزهر باحترام خاص وقبول واسع للغاية لدى شعب وقيادة الشعب الفلسطيني، ونحن ملتزمون بنقل ونشر منهجه في التعليم والدعوة والفقه والخطاب الديني لنا في فلسطين. ولدينا معاهد مرتبطة بالأزهر الشريف تعليمياً وإدارياً بدولة فلسطين وتشرف عليها الرئاسة الفلسطينية بشكل مباشر. وهناك تنسيق كامل في المناهج والكتب والامتحانات مع الأزهر الشريف ويقدم الأزهر الشريف وإمامه الطيب 150 منحة جامعية سنويا للطلبة الفلسطينيين سواء الأزهر أو غيره في مختلف التخصصات.

< كيف تعاملتم مع توقف التعليم في قطاع غزة بسبب العدوان؟

لدينا الآن خطة لتحسين العملية التعليمية، سواء على المستوى العام أو الأزهري أو الجامعي أو المستويات السابقة. طورت وزارة التربية والتعليم برنامج نظام التعلم عن بعد لقطاع غزة الذي يمر بوضع صعب بسبب العدوان الإسرائيلي، وهناك محاولات لإقامة غرف في الخيام يتلقى فيها الطلاب تعليمهم في بعض المناطق التي يعيش فيها النازحون.

< بخصوص المقدسات.. حدثنا عن آخر تطورات الأوضاع في المسجد الأقصى؟

منذ احتلال القدس عام 1967، شرعت إسرائيل في تنفيذ مخطط شيطاني لتهويد المدينة المقدسة بشكل كامل. لذلك استولوا على حائط البراق وساحة البراق. منذ عام 2000، تمكنت إسرائيل من اقتحام المسجد الأقصى كل يوم، وبدأت الحديث مؤخرا عن خطة التقسيم زمانيا ومكانيا. وبدأ الحديث العام عن قطع جزء من المسجد لبناء كنيس يهودي. وهي أمور خطيرة تتحدى وتستفز مشاعر المسلمين في كل مكان وتهدد بإذكاء نار الحرب الدينية. كما يجب تعزيز صمود المقدسيين، لأن من يحمي القدس هم المقدسيون بحضورهم ودفاعهم عن الأماكن المقدسة. إذا جُردت القدس من سكانها سيضيع المسجد الأقصى.

< ما هي الأحوال في الكنائس؟

– هناك اعتداءات إسرائيلية على كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ومؤخرا كان هناك لقاء بين الرئيس محمود عباس والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان. ولا يقتصر الخطر على المسجد الأقصى فحسب، بل يمتد إلى الكنائس والمقدسات المسيحية. وقد تعرض العديد من الرهبان لسوء المعاملة وربما للاعتداء الجسدي من قبل بعض المتطرفين اليهود والشرطة الإسرائيلية في القدس، سواء في كنيسة القيامة أو في أي مكان آخر، كما يتعرض رجال الدين المسيحيون للإهانة من قبل المتطرفين الإسرائيليين.

< ما هي الخيارات المتاحة أمام السلطة الفلسطينية للتأثير على ما يحدث في قطاع غزة أو إيجاد حل لوقف العدوان؟

– أولاً، منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية مسؤولتان عن كافة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ولدولة فلسطين الولاية القانونية والسياسية والوطنية على كافة الأراضي الفلسطينية، وهي تفعل كل ما في وسعها وعندما أقول ما يمكننا القيام به، فهذا لا يعني أنه يفعل ما يفعله. لكن هذا ما هو ممكن في الضفة الغربية أيضاً، التي تعيش تحت حصار مالي وسياسي واقتصادي ساحق تفرضه إسرائيل. انخفض النشاط الاقتصادي في قطاع غزة إلى ما يقرب من الصفر منذ بدء العدوان. يتعمد الطاقم جعلها منطقة غير مربحة، لكننا نحاول إحباط هذه الخطة وتقديم المساعدة للقطاع.

<كيف يتم ذلك؟ وما هي أشهر المواد التي تجد طريقها إلى الصناعة؟

– كل ما نستطيع إدخاله لا يتجاوز 6% من الحاجة. قبل الحرب، كان يصل يوميًا ما بين 500 إلى 600 شاحنة محملة بالمياه والغذاء والدواء والوقود، ودخلت إلى القطاع 60 شاحنة، أو 100 شاحنة على الأكثر. وتسمح إسرائيل التي تسيطر على قطاع غزة بدخول كل شيء، على سبيل المثال اللحوم، وحتى اللحوم المجمدة، كما أن بعض الأطعمة ممنوعة بشكل كامل.

< ما هي العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في الضفة الغربية والقدس؟

– عدونا هو الاحتلال، ونحن نتعامل معه على أنه احتلال غير شرعي وغير قانوني وكعدو للشعب الفلسطيني، ونحن لسنا في حرب مع اليهود كطائفة دينية، بل مع العدو الإسرائيلي الذي يحاربنا. ويهاجموننا؛ وعلاقتنا مع سلطات الاحتلال قد انقطعت تقريباً.

<ربما بالطبع هناك تنسيق يمليه الواقع. كيف يتم التعامل مع هذا؟

– هناك أمور يجب أن نتجاوز فيها مصالح شعبنا ونخفف العبء عن الناس. هناك أناس مرضى يحتاجون إلى العلاج، وحركة تجارية تحتاج إلى تسهيلات، وسفر وصناعة وحركة للتعليم والزراعة. وهم مجبرون على التنسيق مع الجانب الإسرائيلي قسرا وليس بموافقتنا. واقع المهنة التي نعيش فيها يجبرنا على القيام بذلك.

< وماذا عن قانون التنسيق الأمني بشكل خاص وما يثيره من جدل في الداخل الفلسطيني؟

– البعض يرى أن التنسيق الأمني عار على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لكن هذا التنسيق الذي يسمح لنا بإخراج المرضى للعلاج والتحرك على الطرق التي يسيطر عليها الاحتلال، منع الاحتلال من دخول أراضي السلطة وما أوقف التنسيق الأمني هو الجانب الإسرائيلي. وأعاد ما يسمى بالإدارة المدنية والحكم العسكري في مناطق الضفة الغربية.

<هل التنسيق الأمني ضمن غياب المقاومة في مناطق السلطة؟

– نحن نحمي مصالح الشعب، وإذا وجدنا أن هناك من يريد المجازفة بدماء الشعب الفلسطيني ومصالحه تحت شعار المقاومة فإننا بالطبع لن نسمح بذلك.

< ما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها في هذه الحالة؟

نحن لا نعمل لصالح الجانب الإسرائيلي حتى نبلغ عنه، ولكننا نبادر ونمنعه، ونحن فخورون بذلك. ولدينا الشجاعة لنقول إننا نمنع أي عمل يضر أو يعزز مصالح الشعب الفلسطيني، ونحن ذريعة للاحتلال لينصب لهم فخا، ولا نخجل أن نقول ذلك علنا وبفخر ونعترف بذلك. نحن ندافع عن مصالح شعبنا ونحميها. وإنني أحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل جرائم الحرب التي ترتكب في غزة وعن كل هذا الواقع. لأنه لولا وجود الاحتلال لما كانت هناك مقاومة، لكن أعظم خطيئة حماس، التي ما زالت تصر عليها، هي أنها انقلبت على السلطة الفلسطينية، وخطفت قطاع غزة وفصلته عن السلطة الفلسطينية عام 2007، وسيطرت الدولة الفلسطينية على قطاع غزة ورفضنا الدخول في الحرب.

<ألا تعتبر حماس نفسها صاحبة الحق المشروع في الحكم بناء على نتائج الانتخابات الفلسطينية الأخيرة منذ عام 2007؟

– ما يريده نتنياهو هو أن تكون هناك قيادتان، ومن يرفض إعادة السلطة إلى غزة هما حزبان، حماس ونتنياهو. لذلك لا بد من التوضيح أنه لا خلاص لقطاع غزة إلا من خلال عودته إلى حضن منظمة التحرير الفلسطينية وشرعيتها الوطنية، وهذا ما يريده أهل غزة وأسر الشهداء، وأنا منهم.

< وفق مقترحاتكم.. لن تكون هناك مصالحة فلسطينية إلا بهذه الرؤية؟

– المصالحة هي إصلاح الخطأ وتصحيحه، بينما يصر أحد الطرفين على الذنب الذي ارتكبه ولا يريد التكفير عنه.

< ما هي الحلول المقترحة أو الممكنة لحل الأزمة؟

ونحن إلى جانبه بأي ثمن لوقف العدوان. دماء الشعب الفلسطيني أغلى عندنا فصائل وحكومة وسلطة ودولة ومنظمات. الحرب هي تسليم الرهائن الإسرائيليين بلا ثمن فليكن.

<هل تسليم الرهائن مجاناً يضمن نهاية العدوان؟

– من المفترض أن العالم كله سيلزم إسرائيل بإنهاء الحرب، وحتى الإسرائيليون أنفسهم سيطالبون قيادتهم بإنهاء الحرب، أو على الأقل نكون قد أزلنا وسحبنا الذريعة من الجانب الإسرائيلي. نحن مسؤولون عن دماء ومصالح شعبنا. هذه هي أولويتنا القصوى. والأولوية الثانية هي تلبية الاحتياجات الأساسية للقطاع، والأولوية الثالثة هي منع التهجير، والأولوية الرابعة هي حماية المشروع الوطني من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.


شارك