السيسي ونظيره الإندونيسي يعقدان جلسة مباحثات لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين

منذ 7 شهور
السيسي ونظيره الإندونيسي يعقدان جلسة مباحثات لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين

• أعربت مصر وإندونيسيا عن رغبتهما في عقد اجتماع للجنة المشتركة في القاهرة بقيادة وزيري خارجية البلدين

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو محادثات رسمية مثمرة تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين البلدين.

وخلال الاجتماع، أكد الرئيسان مجددا التزامهما بتعميق التعاون الثنائي في العديد من المجالات، بما في ذلك التجارة والأمن الغذائي والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلام الإقليمي.

واعترف الرئيسان بإمكانات اقتصاد البلدين، وأكدا ثقتهما في استمرار نمو حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، واتفقا على زيادة الأنشطة التجارية والاستثمارية في مجالات زيت النخيل والأسمدة والطاقة المتجددة والمواد الخام الزراعية. الاقتصاد الرقمي والبنية التحتية والنقل، حيث تعتبر مصر بوابة المنتجات الإندونيسية إلى الدول الأوروبية والمتوسطية والإفريقية، وتعتبر إندونيسيا مركزًا لوصول المنتجات المصرية إلى أسواق منطقة الآسيان.

كما أقر الجانبان بالعقد الناجح للجنة التجارة المصرية الإندونيسية في يوليو 2024 كخطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وشدد الرئيسان على أهمية التعاون الدفاعي والأمني القائم بين البلدين، واتفق الجانبان على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز وتوسيع هذه المجالات.

وأكد الرئيسان أهمية استمرار التعاون في مجال التعليم بين البلدين، كما أعرب الرئيس برابو عن امتنانه لدعم مصر المستمر في استضافة نحو 15 ألف طالب إندونيسي، خاصة الدارسين في جامعة الأزهر.

وأعربت إندونيسيا عن اهتمامها بتعزيز التعاون مع مصر وجامعة الأزهر لتطوير التعليم الديني وتعزيز الوئام الإقليمي.

ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وناقشا الإجراءات الإضافية لتعزيز التواصل بين الشعبين.

وأبدى البلدان رغبتهما في عقد اجتماع للجنة المشتركة بالقاهرة عام 2025 برئاسة وزيري خارجية البلدين، والانتهاء من التوقيع على سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي يجري التفاوض بشأنها حاليا لتحقيق إطار فعال. لتعزيز التعاون بين البلدين.

ومن جانبه، أقر الرئيس الإندونيسي بالدور المركزي الذي تلعبه مصر في الشرق الأوسط باعتبارها رائدة السلام والاستقرار في المنطقة، كما أعربت إندونيسيا عن تقديرها العميق لجهود مصر الدؤوبة من أجل السلام في الصراعات مثل العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكد الرئيس برابو دعم بلاده الكامل للقيادة المصرية، وأعرب عن رغبة إندونيسيا في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، لا سيما في دعم استقلال فلسطين والحفاظ على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك لبنان وسوريا.

كما بحث الرئيسان سبل دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان الوصول الآمن والمستمر ودون عوائق إلى المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. وفي هذا السياق، أعربت إندونيسيا عن تقديرها للدور الرائد الذي تلعبه مصر في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكدت التزامها بالتعاون مع مصر في هذا السياق.

وشدد البلدان على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في 4 حزيران/يونيو 1967، ووقف كافة الإجراءات الأحادية الجانب، والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرارات 242، 252، 267، القرارين 446 و2334، خاصة وأن ممارسات إسرائيل أحادية الجانب وتشكل انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية وتقويض حل الدولتين الذي ولا تزال الدول المحبة للسلام تعتبره الحل الوحيد لإنهاء الصراع. واتفق الزعيمان على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، أمر لا مفر منه.

وأدان الرئيسان طرد الفلسطينيين من أراضيهم، ورفضا الممارسات الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف، سواء كان الطرد من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية. وأدانوا أيضا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، وعنف المستوطنين وتدمير منازل الفلسطينيين، والتوغلات العسكرية في المدن الفلسطينية، والممارسات التي تعرض الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس للخطر.

ورحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، ودعوا إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق.

وفي هذا السياق، شددوا على أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2004) والسماح بانتشار الجيش اللبناني وتأكيد سيطرته على كافة أنحاء البلاد، بما في ذلك جنوب لبنان. كما شددوا على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.

كما اتفق الرئيسان على أن الحل الوحيد المستدام للوضع في سوريا هو بدء عملية سياسية سلمية وشاملة وديمقراطية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254. الأولوية هي تحقيق رغبات ومصالح الشعب السوري وضمان السلام والسيادة وسلامة أراضي سوريا.

كما أدان الرئيسان كافة المحاولات لتقويض سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وخاصة العدوان الإسرائيلي في مرتفعات الجولان، والذي ينتهك اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 والعديد من قرارات الأمم المتحدة. ودعا الرئيسان إسرائيل إلى إنهاء احتلالها لمرتفعات الجولان.

وشدد الرئيسان على أهمية الحفاظ على الأمن الألماني والغذائي لكلا البلدين من خلال تعزيز التعاون عبر الحدود وفقا للقانون الدولي لضمان استدامة إمدادات المياه الضرورية للحياة والزراعة وإنتاج الغذاء وخدمات النظام البيئي.

وسلطت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس برابوو إلى جمهورية مصر العربية الضوء على التعاون الاستراتيجي الوثيق بين البلدين، القائم على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة للسلام والازدهار. وأعرب الرئيسان عن تفاؤلهما بمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين والتزامهما بتحقيق نتائج تعود بالنفع على الشعبين.

وفي نهاية اللقاء، وجه الرئيس دعوة لنظيره الرئيس السيسي لزيارة إندونيسيا في وقت لاحق يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، حيث ستشكل هذه الزيارة علامة فارقة هامة في الشراكة بين مصر وإندونيسيا مع إتاحة الفرصة لعقد اجتماعات مشتركة بين مصر وإندونيسيا. مزيد من السلام والازدهار والتقدم لكلا البلدين.


شارك